أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المجرم الخطير














المزيد.....

المجرم الخطير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 23:41
المحور: كتابات ساخرة
    


هذه ليست قصة من نسج الخيال, بل رواها لي المجرم نفسه:

كان (عمر) يقبعُ في السجن العسكري الانفرادي, وبدون سابق إنذار تقدم منه أربعة أفراد من الشرطة العسكرية الأردنية ملثمين وأمروه بأن يعطي وجهه للحائط, وحين استدار إلى الخلف وضعوا الحديد في أرجله وفي يديه وقيدوه قيد أمريكي أبلاستيكي تماما كونه مجرم خطير, والسجين عمر بدأ كمواطن يعتريه الخوف والرعب والاستهجان وحين سألهم عن السبب قالوا (لا علم لنا ولكنك مطلوب للمحكمة) ووضعوه في سيارة الشرطة العسكرية وسارت من أمامه سيارة مسلحة وعليها رشاش 500 وأربعة جنود ملثمين لا تظهر منهم للعيان إلا عيونهم السود وخلفه مسلحةٌ أخرى وعليها أيضا رشاش 500 وأربعة جنود ملثمين, وزامور الخطر على طول الطريق بصوته العالي (وي وي وي وي) والإشارة الضوئية تفتح لهم والسيارات المدنية تأخذ أقصى اليمين فاسحين المجال للدوريات بالمرور, وكانت الدورية تنادي بمكبر الصوت على أي سيارة بأن تفسح لهم المجال كونهم في مهمة خطيرة جدا ومعهم مجرم خطير مختلس أو فاسد لا أحد يعرف بالضبط ما هي تهمته والكل سيعرف بعد قليل تهمته حين يصل المجرم إلى المحكمة ويمثل بين يدي المدعي العام ,وحين وصلوا إلى محكمة أمن الدولة أثارت أصوات ال (وي وي وي وي) انتباه كل من في ساحة المحكمة ومن كان خارج ساحة المحكمة حتى الناس المارة من الشوارع توقفوا ليشاهدوا من الذي سيزلونه الآن من السيارة, وتوقفت كل الناس خارج المحكمة لتنظر من هو المجرم الهارب الفاسد الذي سيحاكم هذا اليوم والكل يتابع في الموضوع والكل يترقب أن يعرف من هو المجرم, فمن الناس من قال بأنه مختلس أكثر من مليون دولار أمريكي, وقال البعض لا بل هو وزير سابق كونهم طبعا قد وضعوا على رأسه غطاء أسود لكي لا يشاهده أو يعرفه أحد ,وقال آخرون نحن نعرفه هذا مدير شركة اختلس أكثر من 5 مليون دينار أردني, وقال البعض بل هذا جاسوس وعميل وخائن ولو لم يكن كذلك لَما أحضروه بهذه السرعة وعليه كل هذا الحرس, وحاول بعض الناس الاقتراب من الحرس الذين جلبوه لكي يسألونهم ولكن الحرس ابعدوا الناس وطلبوا من الجميع فتح الطريق وعدم الاقتراب من المتهم لأن ذلك مخالف للوائح والقوانين والتعليمات والارشادات ويعيق عمل رجال الأمن العام وتحقيق العدالة ,واتفق الناس على أنه فعلا مجرم خطير ولكن لم يستطع أي أحد أن يحدد من هو هذا المجرم أو ما نوع الجُرم المتهم به,وتدافع الناسُ لرؤية مشهد المجرم الخطير في لحظات حياته الأخيرة قبل أن يقضي عليه العدل والقانون والعقاب الذي يستحقه, ونزل رئيس المحكمة بنفسه إلى الساحة حيث جلبت الجَلَبة والضجيج انتباهه وتابع مع الناس مجريات الأحداث ومر رجال الأمن بالمجرم (عمر) وهم يصيحون في الناس: افتحوا الطريق يا إخوان..لا تغلقوا الطريق..كل من يعيق عمل رجال الأمن سيحاسب على ذلك..نرجوا من المراجعين الابتعاد عن الطريق والسيارات التي جاءت معه ما زالت تعوي (وي وي وي وي), وتدافع الناس من خارج المحكمة لمشاهدة يوم عظيم من أيام القضاء على المفسدين وتوقع بعض الناس بأن المجرم من تنظيم القاعدة ومطلوب للعدالة الدولية وقالوا معللين ذلك: كل هذا الحرس على هذا المجرم ما يقرب من ثلاث دوريات للشرطة لأنه أصلا إرهابي, وحين وصل به الجنود الملثمون إلى المدعي العام وقف عمر حائرا ماذا يفعل وماذا يقول والناس كلهم قد وقفوا خارج مكتب المدعي العام وبسبب الضجيج أغلق المدعي العام باب المكتب ولم يبقى غيره وغير المتهم الخطير(عمر) والجنود الذين أحضروه مُكبلا فسأله للمدعي العام بعد أن أمر جميع من في مكتبه بالخروج: شو جريمتك؟, فقال لا أدري, فتقدم أحد الحرس الذين أحضروا المجرم وقال للمدعي العام: هذا ملف المتهم, ففتحه المدعي العام وقرأ ما به وهو أن المجرم الفاسد (عمر) عليه غرامة مقدارها عشرة دنانير أردنية غرامة كتابة شك بدون رصيد على خلفية قضية قديمة, فقال المدعي العام: شو هذا أزعجتوا المحكمة وأنتم داخلون به وسياراتكم تعوي (وي وي وي وي) وأربكتم المحكمة على قضية 10 دنانير غرامة!!وسيارة من خلف سيارتكم وسيارة أخرى من أمام سيارتكم , وكل هذا على شان عشرة دنانير؟ ومن ثم نظر في وجه عمر وقال له: معك يا ابني عشرة دنانير بدي أساعدك مساعده لله, فأجاب (لا والله ما معاي ولا حق كيلو خبز) فوضع المدعي العام يده في جيبه وأخرج منها عشرة دنانير دفعها وقال له (روح اتسهل يا ولد على أهلك).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زجاجة عطر
- الست بريق
- اللي ما بفهموش السؤال
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين
- رواية الغاب
- الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية
- لله يا محسنين لله
- أنظمة الصيانة
- ولادة كلماتي
- أنا مواطن خليجي
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المجرم الخطير