أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الست بريق














المزيد.....

الست بريق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 22:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في المدارس المختلطة أحيانا يكون تركيز الطالبة في الدرس وتركيز الطالب يكون مختلفا ليس في الدرس وإنما في الطالبة نفسها أو في أمور أخرى ما عدى الدرس نفسه.

استيقظتُ من نومي على صوت زوجتي وهي تتكلم عبر الهاتف مع (بريق) كانت تسألها عن الدروس المدرسية وعن واجبات الحساب والعلوم وكتابة الواجب في البيت, وفهمتُ أنا من طبيعة المكالمة بأن بريق المُعلمة وبأن علي الطالب ...وكانت الست بريق على ما يبدو ترشد زوجتي على كيفية حل الواجب وخصوصا المستعصي منه, وأنا بصراحه منذ بداية هذا الفصل الدراسي في كل يوم أستمع لمحادثات زوجتي مع الست بريق وكل تلك المحادثات متعلقة بالواجبات المدرسية, وكنتُ أقول في نفسي: فعلا المُدرسات المعلمات اليوم أفضل بكثير من مدرسات أيام زمان هذه المُدرّسة(المعلمة) الست بريق تبقى على التلفون كل يوم ربع ساعة وأحيانا خمس دقائق من أجل إرشاد أم الطالب المدرسي,ألله يكون بعونها,معقول أنها تتكلم مع كل أولياء الأمور بهذه الطريقة ولهذا الهدف! إنها فعلا مُعلمة جبارة ورائعة بكل ما تحمله الكلمةُ من معنى, يعني بصراحة لولا الست بريق كان الولد ما عرفش شو في عليه واجبات مدرسية, ومن ثم استرخيتُ على جانبي الأيسر وقلت بصوت مسموع: كثّر ألله خيرها الست بريق, طيب لو ماكانش في المدرسة معلمة مثل الست بريق شو كان راح يصير في الولد ودروسه وواجباته المدرسية؟ بعدين ليش الولد ما ينتبه في الحصه المدرسيه ويعرف اللي له واللي عليه!! ليش دائما يحرج أمه في الحديث مع الست بريق على شان تحكيلها شو أخد الولد, أنا لازم بس أشوف هذه المُعلمة أشكرها أو أكتب فيها قصيدة مديح ,طبعا لازم أشكرها كل الشكر على جهودها وعلى نشاطها وعلى وقتها الثمين الذي تضيعه في تعليم الطلاب حتى وهم في البيوت.

طبعا دائما كلما تحملُ زوجتي التلفون وتضع أمامها كُتب (علي)المدرسية أعرف فورا بأنها تريد التحدث إلى الست بريق, وكثيرا ما أُنصت لصوت المكالمة ودائما ما تنتهي المكالمة بأن تضع زوجتي التلفون أمامها وتقول لعلي: شايف؟ اعرفت؟. فيرد علي قائلا: لا شو؟ فتقول زوجتي بصوت عالي: وين عقلك بكون وانت بالحصه؟... عليكم حفظ كلمات وحل المسألة الرياضية ووضع جملة مناسبة في مكان مناسب في الفراغ المناسب, فيبتسم علي ويقول: صح والله هسع تذكرت علينا كمان حفظ جدول الضرب, فتنهره أمه قائلة: طيب وين بكون عقلك بس المعلمة تشرح الدرس؟ فيضحك بدلع: كنا نرمي على بعض طباشير, وأحيانا يتحجج بقوله: كنت زحمان بدي أشخ عشان هيك ما كنتش إمركّز اكثير, وأحيانا يقول: كنت عطشان وأحيانا يقول: كنت جيعان.

طبعا هذا الدرس يتكرر كل يوم في ساعات المساء حين يجلس الأولاد لحل الواجبات المدرسية, وطبعا أنا في كل يوم أفكر بأن أذهب إلى المدرسة لكي أقدم للست بريق الشكر أمام مديرة المدرسة لتعرف مديرة المدرسة بأن لديها معلمة مجتهدة جدا جدا جدا, لا بل كثيرا ما أفكر بالذهاب إلى مديرية التربية والتعليم لأقول لهم بأن لديهم مدرسة نموذجية في محافظة إربد تتابع الطلاب حتى وهم في المنزل, وقبل أسبوع فكرت بطريقة أخرى لتقديم الشكر , فشكر مديرية التربية والتعليم لا يكفي بل يجب أن أتقدم بالشكر إلى وزارة التربية والتعليم على تلك المُعلمة والمدرسة النموذجية, وأن أشكر قائم مقام اليوز باشي أفندي-كما كانوا يقولون أيام العثمانيين-.
ولا يمر علينا يوم أو يومين إلا وتتصل زوجتي بالست بريق لتسألها عن الواجبات البيتية ودائما ما تبدأ المكالمة هكذا: ابني بعرفش وين بكون ذهنه أثناء الحصه؟ بدي بس تحكيلي شو أخذتوا اليوم من دروس, فترد عليها الست بريق وتخبرها كل ما يتعلق بالدرس, واليوم بعد أن أنهت المكالمة مع الست بريق قلتُ لزوجتي:
-يعني أنا والله لازم أشكر المديرة والمدرسة على هيك معلمة فهمانه وعندها ذمه وضمير.

-أي معلمه؟

-اللي حكيتي معاها الآن.

-أنا ما حكيتش مع أي معلمه.

-بعدين معاك..اللي ابتحكي معاها كل يوم أو كل أسبوع وتسأليها شو لازم يقرأ ويحفظ علي؟

-ههههه هذه يا زلمه مش معلمة في المدرسة.

-كيف مش معلمه بالمدرسه؟ شو مديره؟

-لا, ولا مديره.

-لعاد شو؟ معلمه خاصه؟.

-لا,ولا معلمه خاصه.

-لعاد شو دينها؟ فرّاشه.
-يا زلمه هذي البنت زميلة علي ابنك في الصف وفي نفس الدُرج



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللي ما بفهموش السؤال
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين
- رواية الغاب
- الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية
- لله يا محسنين لله
- أنظمة الصيانة
- ولادة كلماتي
- أنا مواطن خليجي
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا
- شيء في رأسي
- الشخصية النرجسية


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الست بريق