أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية















المزيد.....

الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 21:33
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما أن المواطن الأردني هو المواطن الوحيد الذي يعودُ إلى بيته مساء ويخرج منه صباحا كما تخرج الحرامية من البيوت التي يسرقونها, وأنا شخصيا كثيرا ما أخرج من لف الدار قفزا عن السور, وإذا عدت إلى المنزل في بعض الأحيان أدخله قفزا عن السور أي أنني أدخل بيتي وأخرج منه مثل الحرامية, والسبب معروف جدا وهو أن الدائنين يقفون لنا على باب البيت أو إذا رآنا أحد معارفهم يذهب إليه ويخبره فيأتيني إلى البيت للمطالبة بديونه, وكما قلت لكم غالبية أهل حارتنا يدخلون منازلهم ويخرجون منها وكأنهم لصوص قدموا لسرقتها, ومره من ذات المرات قفز ابن جيراننا عن منزله المتكون من طابقين هربا من الدائنين وانكسرت رجله, فلست أنا وحدي في حارتنا من يفعل ذلك فغالبيتنا نخرج من البيوت وندخلها كاللصوص والحرامية ولم أقرأ في حياتي عن وقاحة بمستوى وقاحة الحكومات الأردنية التي تلاحق الشعب الأردني على لقمة خبزه علماً لو أتيننا إلى الصحيح لكانت الدولة الأردنية والنظام الحاكم جميعا مطلوبين للعدالة , ونحن من أول النهار وحتى آخره ونحن نعيش في دوامة من الخوف, فهذه الطريق خطرة جدا ولا نسلكها نظرا لأن فيها أحد الدائنين المطلوبين لهم, وتلك الطريق لا نسلكها ففيها أيضاً دائن آخر مطلوبون له, ولكن الطريق الخارجية الوعرة نسلكها ونتحملُ أذاها نظرا لأنها آمنة من دوريات الشرطة والدائنين, وفي النهاية يكون منظرنا مثل أللصوص ومثل تجار المخدرات والحشيشة فكل الطرق التي نسلكها لا يسلكها إلا حرامية عبوات الغاز(جرار الغاز).

وفي مثل الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها يجب أن تكون الدولة الأردنية هي المطلوبة للعدالة لأن الفساد الذي فيها هو المسئول عن تعاستنا ,ويجب أن يحاسب المسئولون على فقرنا وتردي أحوالنا المعيشية, إننا مدويونون علماً أننا نعمل في الأسبوع أكثر من سبعة أيام هذا بالإضافة إلى ساعات العمل الإضافية ومع ذلك يا دوب أملحقين الخبز, وأينما تذهب في الأردن كمواطن تتعرض للنصب وللاحتيال ولم أر في حياتي أوقح من الدولة الأردنية التي تدين المواطن الأردني دون أن يعلم المواطن الأردني أنه مدان والتي تجعل المواطن الأردني يخرج من بيته ويدخل إليه كما تخرج الحرامية من البيوت بعد سرقتها, أي أن المواطن الأردني بالفطرة قاطع طريق وحرامي, فأنا مثلا صحوت ذات يوم من النوم لأجد نفسي مدان لشركة أورنج دون أن أعلم السبب ودون أن يعلموني السبب,أنا وغيري من المواطنين الأردنيين نخاف من كل شيء في الأردن لأن غالبية الشعب الأردني مطلوب للمحاكمة العادلة بتهمة التقصير في سداد الديون, فالشعب الأردني متورط مع الدولة بالديون ومتورط مع المؤسسات الصغيرة والكبيرة أي أن الشعب الأردني ممسوك من اليد التي تؤلمه أو توجعه كما يقول المثل العامي, فأنا مثلاً إن لم أكن مطلوبا لصاحب السوبر ماركت فإنكم ستجدونني مطلوبا لصاحب محل لبيع أللحمة أو الدجاج أو أللبن, لذلك إذا أخرج من بيتي تجدونني أرسم مخططاً كبيرا وطويلا فيه ممرات عبور سرية لا يعرفها المطلوب لهم وتلك الطرق لا يسلكها إلا الحرامية, وكلما توفرت بيدي النقود للتسديد المكسور عليّ يسألني الدائن: ما شفت محمد أو إبراهيم جيرانك؟ فأقول له :لا, فيقول لي: يا رجل هذول ولا بمروا من هذا الشارع, فأقول له: ما في لك ديون إلا عليهم؟ فيضحك ويفتح دفتره الكبير والعريض ويستعرض أمامي أكثر من 100 أسم كلهم مطلوبون له ولا يشاهدهم بتاتا ولا حتى في المناسبات الرسمية وقال لي: أنا بعرف إنهم بيجوا على دورهم وبطلعوا منها مثل الحرامية, إن هذا التاجر وأمثاله الكثيرون في قريتي ومدينتي لديهم قوائم سوداء لعشرات المواطنين المطلوبين لديهم, وصدقوني في الأردن إن لم تكن مطلوبا لصاحب محل سوبر ماركت أو لصاحب محل ملبوسات فإنك ستكون مطلوبا للتنفيذ القضائي أو لمحكمة الصلح أو لشركة أورنج للاتصالات, زد على ذلك أننا ندفع فاتورة المياه لسلطة المياه أكثر من مرة وفي كل مرة تعود إلينا غير مسددة أنا وغالبية الجيران, وفي نهاية العام الماضي أطلقت الحكومة الأردنية حملة اعتقالات واسعة النطاق جدا ونشرت ما يزيد على 10 آلاف جندي من رجال الأمن العام في الأسواق وفي الشوارع من أجل القبض على مطلوبين وتقديمهم للعدالة, وشنت أجهزة الأمن العام الأردني حملة مداهمات واسعة شملت المدن والقرى من أجل القبض على المطلوبين وكانت النتيجة أن جميع من تم القبض عليهم تم القبضُ عليهم عن طريق الخطأ بسبب تشابه الأسماء ولم تتمكن أجهزة الأمن الأردنية من القبض على المطلوبين الحقيقيين لأنهم كانوا يخرجون من بيوتهم ومن مداخل المدن والقرى كالحرامية ,وتم توجيه للمشتبه بأسمائهم تهمة جديدة وهي مقاومة رجال الأمن العام الأردني وسب وشتم المقامات العليا وهذه التهمة دائما ما توجهها أجهزة الأمن الأردنية إلى أي مواطن ليس عليه أي قضية, فنحن لا نعيش لا بأمن ولا باستقرار عدى عن ذلك الكذب في التقارير الأمنية فينا الكيدية المرفوعة للمخابرات وللأمن العسكري والاستخبارات, نحن نعيش في دوامة من الحصار والجوع والهروب والملاحقات والعيش أحيانا في دهاليز وأماكن لا تصل إليها أعين المطالبين بديونهم وأظن بأن الحياة الاجتماعية في مدينة (غزة) أفضل من الحالة الاجتماعية للمواطن الأردني, وأقل مشاجرة بين أطفال اثنين أو بين جارين من الجيران في الأردن تتطور المشكلة إلى القتل وحرق عشرات البيوت وتشريد وتهجير السكان الآمنين في منازلهم بحجة تطبيق القوانين العشائرية علما أن القوانين العشائرية ملغية في الأردن من عشرين سنة وأكثر ولكن الدولة تعمل بها وتحافظ عليها أكثر من حفاظها على قوانين ملاحقة المفسدين ,ولا يمكن أن نخرج من المنزل إلى أي مكان إلا ونمر من خلال شوارع متفرعة زنقات وزقاق وزواريب وشوارع فرعية صغيرة حتى نصل إلى هدفنا أو إلى وجهتنا المقصودة وكأننا حرامية نحمل بيدينا المسروقات, ذلك أن غالبية الشعب الأردني مطلوب للتنفيذ القضائي وللمحاكم المختلفة الاختصاص.

تخيلوا أنفسكم أننا نعيش في بلد وكأننا به لاجئون سياسيون أو متورطون بقضايا سياسية كبيرة أو كأننا هاربون من قصف مدفعي عشوائي على الأحياء السكنية, فكيف مثلا ما يزيد على 4 مليون مواطن أردني مطلوبون للعدالة من أصل 5 ملايين مواطن أردني وشوية إفراطه كيف لا تستطيع الحكومة الأردنية أن ترعانا لنعيش بكرامة! فنحن عبارة عن حي بسيط من أحياء القاهرة, يعني إن لم تكن مطلوبا للقضاء المدني فإنك مطلوب للقضاء العسكري, وإن لم تكن مطلوبا للتنفيذ القضائي المدني فإنك مطلوبٌ لأصحاب الدكاكين الصغيرة والكبيرة, وإن لم تكن مطلوبا لأصحاب الدكاكين الصغيرة والكبيرة فستكون مطلوبا بتسديد الديون المالية لجارك أو أخيك أو نسيبك أو حبيبك أو أختك أو عمك أو خالك, وأحيانا يهرب المواطن من زوجته حين يكون مطلوبا لها وصدقوني أكثر من عشرين مرة في حياتي دخلتُ فيها غرفة نومي وأنا أمشي على رؤوس أصابعي منكمش الكتفين متدلي الرأس أشد على شفتي السفلى بلساني من شدة الخوف وكأنني حرامي جاء للسرقة وطبعا كانت زوجتي في كل مرة تقبض عليّ وهي تقول (شايفيتك لا اتنسش نس مثل الحراميه) لأنني مش شاطر بالتخفي والسرقة,وأحيانا يهرب المواطن من أبنه وفلذة كبده حين يكون مطلوبا له وعدة مرات هربتُ من ولدي علي وبريس وكان جاري ينظر لي وأنا أعتلي السور الذي بيني وبينه وهو ينادي مازحا: حرامي..حرامي ألحقوه, فأقول له فضحتني هسع علي وبريس يمسكوني بدهم كل واحد دينار عشان الرحلة المدرسية, فيقول لي: ول!! عشان دينارين صرت تدخل دارك وتخرج منها مثل الحراميه,حتى أننا نهربُ من العمال الوافدين فالعمال الوافدون نكون مطلوبين لهم بتسديد الديون, وأنا مثلا إذا رأيتُ أختي أهربُ منها لأنني مطلوب لها, حتى المناسبات المتعلقة بالتهاني وبالتبريكات تجعلنا نهرب من أصحابها فهذا الشهر أنا مطلوب لعشر مناسبات وكلما رأيت صاحب مناسبة من أقربائي أهربُ منه لأسلك شارعاً آخر, يعني مثلي مثل الحراميه دائما أركض وهارب, وإذا خرجت من منزلي تجدونني أقفز من فوق السور ومن فوق الأسوار الشائكة لكي لا أضطر أن أمر من الشارع المخصص للمشاة وللمركبات لأن على طرف الشارع أصحاب محلات تجارية مطلوب لهم بسبب تراكم الديون وكالعادة يراني جاري ويصرخ بصوته العالي مازحا: حرامي..حرامي..ألحقوه,, وصدقوني وبدون مجاملة أنا أقل رجل عليه ديون في حارتنا ذلك أن ديوني لا تتجاوز ال 200دينار أردني ولكنني أهرب لأن كل تلك الديون مقسمة بين عدة محلات تجارية, فإذا خرجت من منزلي أحسب مليون حساب أن لا أضطر للمشي في شارع أنا مطلوب به علما أنه لا يوجد شارع إلا وبه محل تجاري مطلوب له, وللصدق وللأمانة لا أحد يضغط عليّ منهم لأن الجميع يعرفني بأنني متى اشتغلت وعملت فلسوف تتوفر العملة النقدية معي وسأقوم بالتسديد دون أن يطالبني أحد, ولكن أنا أتكلم عن مئات وعشرات الشباب والعائلات في حارتنا المطلوبين للأهل وللأصدقاء وللحكومة وللقضاء المدني ولشرطة التنفيذ القضائي, ومرة من ذات المرات كنت برفقة 5 أشخاص نخرج يوميا للعمل وكل صباح يوم جديد نخطط كيف ونرسم كيف نمشي ومن أي طريق نسلك وكل الطرق التي كنا نسلكها كانت عبارة عن طرق خارجية وغير معبدة وكل صباح يوم جديد وكل مساء نفقد أكثر من ساعتين من يومنا بسبب تطويل الطرق لكي لا نقع بقبضة أحد الطالبين أو دوريات الشرطة, وكنا نظن أننا في تلك الطرق الوعرة لوحدنا ولكننا كنا نتفاجأ كل يوم حين نشاهد أشخاص جدد يسلكون نفس الطرق التي نسلكها.

يعني بشرفكم في شعب في العالم يدخل بيته ويخرج منه مثل الحراميه .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لله يا محسنين لله
- أنظمة الصيانة
- ولادة كلماتي
- أنا مواطن خليجي
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا
- شيء في رأسي
- الشخصية النرجسية
- يا مسلم هذا يهودي يختبأ خلفي
- الجو بارد
- المرأة فاتحة وخاتمة أي موضوع
- سر الكلمات
- تعلّم الشيوعية في خمسة أيام بدون معلم


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية