أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - اقتراح توفيق الحكيم















المزيد.....

اقتراح توفيق الحكيم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الاقتراحات غير السليمة عقليا التي قرأتها هي ما اقترحه أديب عربي كبير وعملاق مثل توفيق الحكيم(1898-1987م) بأن تأخذ الحكومة المصرية الزكاة من المسلمين غصبا وذلك من خلال إضافتها إلى فاتورة الكهرباء أو المياه أو التلفون,والمصيبة الكبرى اقتراح توفيق الحكيم الثاني وهو: أن تقطع الكهرباء عن الشخص الذي لا يدفع فاتورة الزكاة وذلك لكي تتمكن الحكومة من تطبيق الإسلام بالقوة,, ومن هنا أنا أقترح اقتراحا آخر ساخرا بعض الشيء وهو أن تسبى زوجة أو ابنة من لا يدفع الزكاة تطبيقا للمبدأ الاسلامي... والسؤال الأول: لماذا نطبق المبدأ الإسلامي أو الدين الإسلامي بالقوة.. ومن ثم نقول بأن الإسلام لم ينتشر بالقوة وبحد السيف وإنما بالقناعة العقلية؟... لماذا؟ ولماذا لا يلتزم المسلم بتعاليم وبشرائع الدين الإسلامي طالما أن الإسلام ينتشر عن طريق القناعة؟وليس عن طريق التخويف... لماذا نحن بحاجة إلى دولة قوية وفتية من أجل تطبيق الإسلام؟ فلماذا مثلا لا يطبق الإسلام نفسه؟... ولماذا في الدول غير المسلمة نجد أن كافة التعاليم الإسلامية منتشرة هنالك من غير أن يكون اسمها الإسلام كما قال الشيخ رفاعة الطهطاوي (رأيت إسلاما ولم أر مسلمينَ)وكل المفكرين المسلمين العرب المصريين الذين زاروا باريس قالوا أيضا بأنهم رأوا إسلاما في باريس ولم يرو مسلمين؟ لماذا الدين الإسلامي دائما هو الدين الوحيد الذي يحتاج إلى دولة تنشره وتثبته في قلوب وعقول الناس؟.. ولماذا أغلب الدول المسيحية علمانية والدولة لا تتدخل بالدين المسيحي وليس لدى أغلب كل تلك الدول وزارات أوقاف مسيحية وليس هنالك دولة تنشر الدين أو تحميه وتدافع عنه ومع ذلك ثابت في قلوب المسيحيين, وأنا أريد أن أسأل سؤالا آخر وبطريقة أخرى وهو : لماذا الدين الإسلامي وحده من بين كل الديانات في العالم يحاول أن يجعل من نفسه دينا سياسياً فيتدخل في إبرام الصفقات الدولية والاتفاقيات الدولية ويؤسس أحزاب سياسية للوصول إلى السلطة؟ ولماذا بصيغة أخرى أو بعبارة أخرى الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي نسمع عنه بأنه بحاجة إلى جهد ومثابرة وإلى هيئة بوليسية(هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تشرف على رقابة الالتزام بالصلاة وبالتعاليم الإسلامية وبنفس الوقت تقوم هذه الهيئة بتسجيل مئات الآلاف من الاختراقات للقواعد الإسلامية والتجاوزات التي يخترقها ويتجاوزها المسلمون؟؟ لماذا مثلا فوق كل ذلك نعود ونقول بأن الدين الإسلامي ينتشر لوحده بدون وجود ناشر له وبدون وجود سيف أو بندقية تحميه وينتشر بهما, هل الإسلام دائما مثل الكِتاب الورقي بحاجة إلى دار نشر تنشره؟ بمعنى أنه لا يستطيع الانتشار وحده؟, والسؤال الأهم الذي يجب أن يطرح على المسلمين المعجبين بالإسلام والذي لا يبدلونه ولا بأي دين على الإطلاق :لماذا مثلا لا يدفعون زكاة أموالهم,من خاطرهم, ؟.. طالما أن الإسلام هو الدين الصحيح؟ فعلا سؤال يطرحه على المسلمين كل عاقل, طبعا أنا لا أتحدث عن الذي يخرج زكاة 10آلاف دينار أو حتى زكاة 100دينار , وإنما الزكاة التي تبلغ بالملايين كالذي يملك مليون وزكاة المليون 25 ألف بالدينار ..وبالدولار.. وباليورو.. وبالريال السعودي وبالدرهم ألإمارتي وبالدينار الكويتي.... وبالجنيه المصري وحتى بالليره اللبنانية, لماذا هؤلاء لا يخرجون زكاة أموالهم؟ عن طيب خاطر وطواعية, ولماذا دائما في حالة تهرب من الزكاة؟ ومن كافة الفروض الإسلامية التي يطيق بها المسلمون صبرا على أنفسهم,ولماذا الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحتاج إلى 100محطة فضائية لينتشر ومع ذلك لا تستطيع كل تلك المحطات إقناع المسلم بضرورة إخراج زكاة أمواله, وأنا عن نفسي ومن خلال مشاهداتي لما يحدث في قريتي الكبيرة وليست الصغيرة ولِما يحدث عند أقربائي الذين أغلبهم مليونيرية,نعم, أشاهد وألاحظ وأسمع من الناس أن أغلبهم يرفضون إخراج زكاة أموالهم بالشكل الصحيح أي أنهم يخرجون جزءا منها وليس كلها على شكل تبرعات شخصية أي أن الذي عليه أن يخرج 25 ألف دينار أردني يخرج منهن 2500دينار يقوم بإعادة تدويرهن بأن يعطيهن لأولاده وأولاد أولاده, وهذا يشبه عملية زواج المحارم إذ كان بعض الرأسماليين يزوجون أولادهم من بناتهم حتى لا يخرج رأس المال خارج قطيع العائلة أو الزمرة العائلية, ونفس الشيء نلاحظ هنا زواج رأس المال بالمحارم إذ يحتال المسلم على ألله وعلى نفسه ويقوم بتوزيع زكاة ماله على أولاده وبناته والأولاد طبعا يردون المعروف إلى بعضهم ويخرجون زكاة أموالهم إلى بعضهم البعض, وما زلتُ أشاهد أناسا بعيني في الأردن من أهل بلدتي يسلكون هذا المسلك فيعطون الزكاة لبعضهم البعض, وهم طبعا يعرفون بأن الدولة الأردنية لا تفرض على المسلم إخراج زكاة ماله, وبعض الناس ممن يردون على أسئلتي دائما يقولون لي: لأنه أصلا لا توجد دولة إسلامية حقيقية تطبق المبدأ الإسلامي, وأرد عليهم وأقول: لماذا يحتاج الإسلام إلى السيف لينتشر ولماذا يحتاج إلى التخويف من العقاب ولماذا يحتاج إلى الترهيب لكي ينتشر؟؟؟..لماذا لا ينتشر لوحده ويكون مقنعا لوحده؟,ولماذا لا تقتنعون بأن الدولة التي تنشر الفكر بالترهيب معناه أن الفكر والدين نفسه غير مقنع.. وأكثر من مليون أو 5 ملايين مؤذن وخطيب مسجد في الوطن العربي جميعا مجتمعون مع بعضهم لا يستطيعون إقناع رأسمالي مسلم بضرورة إخراج زكاة ماله..وكان من المعروف عن توفيق الحكيم كرهه للشيوعية وللإلحاد ولليسار بشكل عام, وبنفس الوقت كان يكتب إلى ألله رسائل مباشرة ويرسلها إليه من خلال دور النشر والصحف المصرية, وكان طوال عمره يدعو الناس المصريين والعرب للتمسك بالإسلام, وفي آخر أيام حياته تأسف كثيرا على تركه للصلاة حيث لم يكن من المصلين أبدا, فكيف كان يرى الإسلام وهو غير ملتزم بتعاليمه؟!!,هذا مؤشر على أنه لا أحد يستطيع الالتزام بالتعاليم الإسلامية ومما يلفت نظري نظرية توفيق الحكيم للزكاة التي يخرجها المسلمون فهي بإعتقاد توفيق الحكيم إلزامية وفرض وليست سنة, أي أنها مفروضة على كل مسلم ولكن المسلمين في تعاملهم مع الزكاة لا يجعلونها إجبارية أو إلزامية كما تنص النصوص الشرعية الإسلامية, فكل مسلم يخرج الزكاة بإرادته هو وبمزاجه هو وهي بهذا تصبح الزكاة عملية تبرع شخصي يقوم به المتزكي بالتبرع تبرعا من نفسه ومن طيب خاطره للشخص الذي يراه مناسبا, وهذا معناه أن الزكاة في النظام الإسلامي تفقد مضمونها وتفقد شرعيتها فهي ليست تبرعا شخصيا وإنما هي فرض إلزامي على كل مسلم.

وأستغرب فعلا من هذا النظام الإسلامي الذي يجعل كل شيء على مقاسه, وأستغرب فعلا من النظام الإسلامي الذي لا يستطيع المسلم بتاتا تطبيق الإسلام به على نفسه, فكيف مثلا كل المساجد المنتشرة بالآلاف ومآذن المساجد المرتفعة بمئات الآلاف!!...أستغرب فعلا أنا من هذا الكم الهائل من المآذن التي لا تستطيع كلها مجتمعة مع بعضها البعض إقناع الرأسمالي المسلم بأن يخرج زكاة أمواله, هذا معناه أن النظام الإسلامي نظام من المستحيل تطبيقه , ولا أريد أن أقول من المستحيل التعايش معه كنظام قمعي, أنا لا أريد أن أجر نفسي وأن أجر القارئ معي إلى مواضيع بعيدة عن صلب الموضوع, وصدقوني حتى الدولة نفسها لا تستطيع إخراج الزكاة التي تدعي الدولة أنها دولة إسلامية 100%, وأول تلك الدول هي السعودية فالسعودية حسب الإحصاءات الرسمية لا تخرج زكاة أموالها بالكامل, والمواطن السعودي لا يخرج زكاة ماله بالكامل وأصحاب العقارات لا يخرجون زكاةً على العقارات, أما بالنسبة للناس البسطاء فهؤلاء جميعا يخرجون زكاة أموالهم وأعرف أنا أناس عاديون جدا يستقرظون المال ويستدينونه من أجل أن ينفقوه على الزكاة, ولكن ما حجم تلك الزكاة: إنها بالدينار وبالعشرة دنانير وبالمائة دينار وبالألف والألفين, أما المشكلة الكبرى فهي الأموال الكبيرة جدا والتي من المفترض أن تخرج بالعشرة ملايين وبالمليون وبالمليونين, إن الإسلام نظام أستطيع أن أقول عنه بأنه نظام سياسي فاشل لا يستطيع التعايش مع ما يقوله ويدعيه إلا إذا امتلك الإسلام السيف والقوة ونشر نفسه بحد السيف, وأتحدى كل المؤرخين وأتحدى كل الاقتصاديين إذا استطاعوا أن يثبتوا لي بأن الدول الإسلامية أخرجوا زكاة أموالهم على مر التاريخ, وأتحدى المؤرخين بأن يقولوا لي متى قرؤوا عن دولة إسلامية كانت تخرج كل أموال الزكاة بنصابها الكامل.

وأتحدى الشعب الأردني كله وأتحدى الحكومات الأردنية كلها إذا استطاعوا أن يثبتوا لي بأن الرأسمالي الأردني يخرج زكاة أمواله, فلا يوجد مسلم رأسمالي يرتاد المساجد كل يوم وقادر أن يخرج زكاة أمواله بالكامل وأتحدى أن تأتوني برجل واحد يخرج زكاة أمواله.
والدولة أيضا لا تريد من الرأسماليين إخراج زكاة أموالهم لحاجة في نفس يعقوب.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1619&aid=147982





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر
- الدورة مرة أخرى
- البحث عن مشكلة
- خارج المرأة وداخل الرجل
- المجانين الحقيقيين
- المجرم الخطير
- زجاجة عطر
- الست بريق
- اللي ما بفهموش السؤال
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - اقتراح توفيق الحكيم