أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - التسامح الجنسي













المزيد.....

التسامح الجنسي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 01:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أعتقدُ بأن أي مركز أبحاث أو دراسات شرق أوسطية يستطيع أن يحدد لنا نسبة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين في الدول العربية من خلال تقارير منظمات حقوقية ومؤسسات مجتمع مدنية لأن كل تلك المؤسسات والمنظمات العربية تابعة لجهات أمنية هي التي تشرف عليها وتغذيها بالمعلومات وبالشخصيات التي من المفترض أن تتصل بهم, وكل التقارير وكل الاستبيانات مبنية على إجابات عشوائية, فلا يوجد مواطن عربي يجيب على الاستبيانات بشكل منطقي وصحيح وسليم, وهذا ليس موضوعنا ولكن موضوعنا الأساسي هو المساواة بين الجنسين كيف نحدد مؤشراتها في الوطن العربي,فعلى ماذا نعتمد! أو على من نعتمد؟ وبعبارة أوضح بمن نثق برجل الشارع العادي أم بالمثقف الذي ينشر تقريرا مزورا تشرف عليه المخابرات؟, وكيف مثلا نقرر من هي الدولة رقم واحد بالمساواة بين الجنسين! هل هي الكويت؟أم لبنان,أم مصر؟أم الأردن؟ أم المغرب العربي؟>

وأنت كقارئ كيف ستصل إلى نتيجة مرضية تكون أنت أولا مقتنع بها أولا وأخيرا قبل القراء؟ فهل لديك طريقة تحدد فيها مدى انتشار ثقافة المساواة بين الجنسين نظريا وعمليا؟ وهل مثلا ستعتمد على عدد النساء اللواتي يلبسن (بكيني) و(ميني جب) وتنانير قصيرة؟ أم على عدد النساء المنتسبات للإتحادات النسائية؟ كل تلك الأمور لا تعد مؤشرا رسميا إلا مؤشرا رسميا واحدا أنا بالنسبة لي أعتمده أكثر من اعتمادي على معهد(جالوب) أو كل مراكز الدراسات الشرق أوسطية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات العربية والتي تشكل مع بعضها البعض شركات قمعية تعاونية.

طبعا طريقتي من خلال انتشار ذكر الأعضاء الجنسية للمرأة العربية في كل مدينة ودولة عربية دون إحساس المواطن بالخجل منها أو بالخوف من ذكرها, فأكثر الدول التي يكثر فيها انتشار كلمات جنسية بين الناس تكون هي الدولة رقم واحد في مجال المساواة بين الجنسين, ففي الأردن مثلا من المستحيل وأنت جالس جلسة عائلية أن تسمع كلمات جنسية, وهذا مؤشر على أنه لا توجد مساواة بين الجنسين ولو كان هنالك مساواة بين الجنسين لإنتشرت الكلمات الجنسية والتعابير الجنسية دون خجل أو خوف, فمثلا لا نسمع رجلا أردنيا يقول لصديقه الغريب وزوجته تجلس إلى جواره كلمة(على إيري) فهذا من عاشر المستحيلات, ولا يمكن أن يقول رجل لزوجته أمام صديقته (إيري فيك روحي من هون) أو (إيري فيك وطي لصوت التلفزيون) فمثل تلك العبارات غير موجودة في حياتنا العامة وهي غير متواجدة إطلاقا لا في الأردن ولا في الكويت والتي تُعد الدولة العربية رقم واحد في مجال الديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان, ولا حتى في القاهرة,وهل تعلموا أين من الممكن أن نسمع تلك العبارات؟ سأقول لكم أننا لا نسمعها إلا في (بيروت) فأغلب الموطنين في بيروت يتفوهون بكلمات تدل على الأعضاء الجنسية أمام زوجاتهم وبناتهم وحتى بوجود الغرباء بينهم, دون الإحساس بالحرج هذه الفكرة بدأت أفكر فيها حين وصف لي سنة1995م شاعر أردني تعلم ودرس الحقوق في بيروت, بأن المواطنين هنالك أكثر كلماتهم جنسية مثل(على إيري) فكلمة على إيري مشهورة في بيروت ومن الممكن أن تسمعها في الجلسات العامة فتجد الرجال هنالك يقولون لأي شيء (على إيري) أو (إيري فيك..وإبري فيكِ) وبنفس الوقت يأخذها المستمع على أنها شيء عادي جدا دون التحسس منها ودون أن تشعر المرأة بأنها انتقاص لكرامتها الشخصية, وقال لي الشاعر بأنه ذهب لزيارة أستاذه في البيت وقدمت زوجته للطالب الضيف الضيافة وكان الشاي من ضمن الضيافة وبالصدفة لم تحضر معها للضيف ملعقة ليحرك السكر فقال زوجها لها(أي شو كيف بده يحرك السكر في إيره؟) وقال الطالب الشاعر الأردني وهو يروي لي بالقصة: كدت أموتُ من الخجل, ولكن بعد ذلك اعتدت على سماع مثل تلك الكلمات, طبعا ووقتها سألته أنا (ماذا تعني مثل هذه الكلمات) فأجابني بأن معناها (قلة أدب وحياء) طبعا أنا لم أقتنع بإجابته وبقيت طوال السنين أفكر فيها إلا أن توصلت إلى هذه النتيجة وهي بأن : ذكر الكلمات الجنسية أو الدالة على الأعضاء الجنسية التناسلية الذكرية والأنثوية تعني في مجملها المساواة بين الجنسين, وهذا معناه بأن المرأة ليست عورة وبأن الرجل أيضا ليس عورة, بعكسنا نحن الذين نصف الأعضاء الجنسية بأنها عورات ونقوم بتوزيعها وتقسيمها إلى عورات غليظة وبسيطة خفيفة, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا لا نساوي المرأة بالرجل وغير متسامحين جنسيا أو دينيا, وأينما توجد مجتمعات متسامحة جنسيا تجد فيها بكثرة ذكر العبارات الجنسية دون الشعور بالإهانة من جراء ذكرها, وأينما يوجد تسامح جنسي نجد معه تسامحا دينيا.

طبعا وليس الشارع العام والمجالس العائلية العامة, ولكنها تأتي بالدرجة الأولى كمؤشر على انتشار ثقافة المساواة بين الجنسين في المراكز الاجتماعية, وفي الدرجة الثانية: القصة القصيرة والرواية التي يكثر فيها استعمال كلمات جنسية وذكر الأعضاء الجنسية الأنثوية والذكورية دون الإحساس بنقصان هيبة المرأة, فيجب أن نقرأ روايات وقصص قصيرة فيها أعضاء تناسلية ووصف المشاهد الجنسية المثيرة بين الرجل والمرأة فهذا معناه تسامح جنسي ومساواة بين الجنسين, وبالدرجة الثالثة: الأدب التمثيلي التلفزيوني المرئي فإذا تم به ذكر الأعضاء التناسلية الجنسية فهذا يعني أو هذا مؤشر على انتشار ثقافة التسامح الجنسي وخصوصا إذا تم عرض أفلام ومسلسلات تصور العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة, فإذا تم عرض المشاهد الجنسية فهذا يعني بأن الأب متسامح مع ابنته وليس مع ابنه فقط لا غير, وأيضا الأخ يكون متسامح مع أخته في تعميق ثقافة الاتصال الجنسي بالآخر.

من هذه الظواهر نستطيع تحديد مدى انتشار ثقافة التسامح الجنسي والديني وانتشار ثقافة المساواة بين الجنسين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسموح ممارسته والممنوع التحدث عنه
- في المثلية الجنسية
- في العلاقات الجنسية والأسرية
- الصلاة هي الفارق بيننا وبينهم
- أنسنة الإنسان
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - التسامح الجنسي