أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نصارعبدالله - أفلاطون والديموقراطية














المزيد.....

أفلاطون والديموقراطية


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 21:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفيلسوف اليونانى الشهير أفلاطون ( 427 ـ 347 قبل الميلاد) لم يكن نصيرا للديموقراطية، على العكس من ذلك كان يعدها واحدة من أسوأ أنظمة الحكم فى المجتمع الإنسانى نظرا لأنها تتيح لمن هم غير مؤهلين بحكم طبيعتهم ومواهبهم ، ومن هم غير مسلحين بأسلحة العلم والمعرفة، تتيح لهؤلاء أن يشاركوا جنبا إلى جنب مع أهل العلم فى اتخاذ القرارات ، لهذا السبب فالديموقراطية قريبة من القاع فى ترتيب أنظمة الحكم عند أفلاطون ، وعلى وجه فإن ترتيبها عنده يقع قبل الأخير مباشرة ، أما الأخير أو الدرك الأسفل أو أسوأ أنظمة الحكم فهو حكم الطاغية المستبد بشرط أن يكون ذلك الطاغية المستبد جاهلا ( لاحظ أن هذا هو بالضبط ما هو قائم فى كثير من الدول العربية المعاصرة وهو أيضا ما كان قائما فى مصر قبل ثورة يناير )، أما إذا كان المستبد فيلسوفا متجردا من المصلحة الشخصية فإننا لا نكون إزاء نظام حكم سىء على الإطلاق بل إننا فى الحقيقة نكون إزاء أفضل أنظمة الحكم التى يمكن أن ينعم بها البشر!! ، ولكى نضمن أن يكون الحكام متجردين من المصالح الشخصية، فقد نادى أفلاطون بضرورة حرمانهم من حقين من الحقوق التى يتمتع بها عامة الناس: أولهما هو حق الملكية الخاصة حيث لا يجوز فى رأيه لمن يتولى مسئولية الحكم أن يكون له الحق فى أية ملكية خاصة مهما كانت ضئيلة ، لأن الحصول على أى قدر من الثروة يغرى صاحبه بمحاولة الحصول على المزيد منها، ...لا بأس فى ذلك بالنسبة للإنسان العادى أما بالنسبة للحاكم فلا وألف لا ، أما الحق الثانى فهو حق تكوين الأسرة بشكلها المعروف الذى يتكون من زوج زوجة وأبناء ، بل ينبغى أن يتزاوج الموهوبون المتميزون ( الذين سيشكلون طبقة الخكام ) من الموهوبات المتميزات على أن ينسب الأبناء بأكملهم إلى الدولة التى سوف يقع عليها عبء تعليمهم وتأهيلهم للحكم عبر برنامج دراسى طويل بدءا من الرياضة البدنية ومرورا بتعليم الرياضيات وانتهاء إلى الفلسفة. ورغم أن آراء أفلاطون تبدو فى مجملها مجرد أحلام نظرية يصعب تطبيقها عمليا ، رغم ذلك فقد كانت آراؤه هى المنبع الأول التى طالما استقى منه أنظار الأنظمة الإستبدادية حججهم وأسانيدهم فى الهجوم على الأنظمة الديموقراطية ، ورغم أن الديموقراطية قد كتب لها فى النهاية الإنتصار والرسوخ كمطلب إنسانى رغم آراء أفلاطون إلا أنه يبقى له رغم ذلك أكثر من فضل فى مواجهة أنصارها وخصومها على حد سواء ، ...يبقى له أنه لفت انتباه الجميع أنصارا وخصوما إلى أن الديموقراطية إن كانت خيرا فهى كذلك بالنسبة لما هو شر منها أى أنها فقط خير من سواها ، لكنها فى حد ذاتها ليست خيرا على الإطلاق!!، ويبقى له كذلك أنه لفت انتباهنا جميعا إلى أن حق الملكية الخاصة مفسدة للحكام ،... وإذا كان من الصعب عمليا حرمانهم من هذا الحق ، فإن من الممكن تقييده بشتى القيود والضوابط ( وهو ما أتمنى أن يأخذه واضعو مشروع الدستور المصرى الجديد فى حسبانهم ) ، ويبقى أن أقول إن :"الجمهورية"، وهى أهم ما كتبه أفلاطون فى مجال الفلسفية السياسية، وهى فى نفس الوقت واحدة من أهم المؤلفات فى هذا الميدان فى تاريخ الفكر البشرى بأكمله ، هذه المحاورة قد ترجمت إلى اللغة العربية مرتين فى القرن العشرين ، كانت أولاهما فى مطلع القرن وهى تلك الترجمة التى نهض بها الأستاذ :"حنا خباز" ، وهو كاتب ومفكر سورى هرب من قمع السلطة فى سوريا لكى يلوذ بمصر التى احتضنته كما احتضنت عددا كبير من رفاقه الشوام الذين ساهموا مع إخوانهم المصريين فى إحداث نهضة شاملة فى مجال الفكر والفن والثقافة والإعلام ، أما الترجمة الثانية فقد شهدتها حقبة الستينات من القرن الماضى ، والتى كانت بدورها حقبة من الإزدهار الثقافى الذى نما فى هذه المرة فى أحضان الدولة التى كانت إذ ذاك شديدة الإنحياز للثقافة ، وقد نهض بالمجاولة الثانية المفكر الكبير الدكتور فؤاد زكريا الذى رحل عن دنيانا فى العام الماضى والذى كان قبل رحيله قد رشحته إحدى الكليات فى إحدى الجامعات الإقليمية فى العام الماضى للفوز بأعلى جائزة فى البلاد وهى جائزة النيل: (مبارك فى ذلك الوقت ) ، وقد وافق مجلس الكلية بالإجماع على الترشيح رغم معارضة صوت واحد هو صوت العميد بحجة أن الدكتور فؤاد زكريا شيوعى معارض للنظام !!، وللأسف الشديد فقد نجح عميد الكلية فى ذلك الوقت فى إقناع رئيس الجامعة بسحب الترشيح وعدم عرضه على مجلس الجامعة، وكانت النتيجة هى حرمان الدكتور فؤاد زكريا إلى الأبد من جائزة كان جديرا بها وبما هو أكثر منها بكثير.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضروبون الأربعة
- تلك الرغبة الخبيثة
- الذين هنأوا مبارك!!
- حساب الرئيس لنفسه
- عن المخلوع والمقتول
- حدث فى عام 1997
- تساؤلات دستورية
- عن التعديل والتأسيس
- هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
- معارك مبارك الأخيرة
- انتفاضة الورود
- الوجوه الغائبة (2)
- هذه هى الأسباب
- أسئلة الكارثة
- الوجوه الغائبة
- فودة: حوارات وذكريات
- عن أساليب التزوير (2)
- عن أساليب التزوير (1)
- عن الحبر الفوسفورى
- ميساء آق بيق


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نصارعبدالله - أفلاطون والديموقراطية