هولنده التربية والتعلبم

اكرام الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 00:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

التربية والتعليم عندما يبلغ الطفل في هولندة السنة الرابعه من عمره يلزم والديه بتسجيله بالمدرسة الابتدائية, وتمتد المرحلة الابتدائية حتى الصف الثامن اي ما يشابهه في الدول العربية البكلوريا او الامتحان الوزاري, وينهي الابتدائية معظم الطلبة في سن الثانية عشر ان لم يتعثروا في سنة ما, والسنة الاخيرة في الابتدائية هي التي تحدد مستقبل الطالب وليس الثانوية العامة او السنة الاخيرة في الدراسة الثانوية كما في العالم العربي, حيث تقرر درجاته في تلك السنة انتقاله الى مدرسة للطلبة الاذكياء الذين تتجه ميولهم الى مختلف العلوم ولديهم قابلية عالية على التعلم والاستيعاب, او نوع اخر من المدارس التي تمنح طلبتها مهارات وشهادات في العلوم المهنية التي تؤهل الطالب عند اكماله الدراسة في سن السادسة عشر للحصول على دبلوم في اختصاصات مختلفة تهيأه للانخراط الى سوق العمل , وهي النسبة الاكبر بين الدراسات والمهن التي يتجه اليها معظم الطلبة الهولنديين , ويعتبر التعليم حتى السادسة عشر في هولنده الزاميا , ولايجبر الطالب كما هو في مدارس الدول العربية من قبل الاهل او المدرسة لاختيارمايريد دراسته بل يترك له اختيار ما يتلائم وقدراته العقلية وميوله الخاصة. في المدارس الهولندية لايوجد زي موحد فالتلاميذ يرتدون ما يحبون, والمدارس مختلطة تجمع الاناث والذكور منذ الحضانة وحتى الجامع, والتلميذ في المرحلة الابتدائية لايحمل في حقيبته المدرسية سوى شطيرة الخبز وعلبة العصير التي سيتناولها في الفسحة بين الدروس ,ويلقى الطالب في المدرسة الابتدائية بشكل خاص رعاية كبيرة اذ تعد هذه المرحلةمن عمر الطفل الاساس لمستقبله ولبناء شخصيته, فلا يحمل الطفل معه الى مدرسته عشرات الكيلوغرامات من الكتب والدفاتر المدرسية ولوازم الدراسة الاخرى , ففي المدرسة يوفر له كل ذلك حتى الواجبات البيتية لا يصحبها معه الى البيت الا مرة واحدة في الاسبوع لدى تلاميذ المرحلة الاخيرة من الدراسة الابتدائية , وتضم المدرسة وسائل الايضاح التي غالبا ما يقوم باعدادها التلاميذ بانفسهم بمساعدة المعلم او المعلمة , ويكاد الطفل لايتعلم اية معلومة بدون وسيلة ايضاح حية او مصنعة من قبله , ومنذ المرحلة الثانية في الابتدائية يتم تعريف التلاميذ على الكومبيوتر من اجل اكتشافه تدريجيا ويضم كل صف دراسي اكثر من جهاز كومبيوتر لهذا الغرض بالاضافة الى جهاز تلفاز وفيديو لعرض مختلف الافلام التي تكسب التلاميذ معلومات ومهارات بشكل حي ومفصل , بالاضافة الى تخصيص ساعات محددة خلال الاسبوع لمشاهدة النشرات الاخبارية او بعض البرامج التعليمية والتثقيفية, وفي الممرات التي تضم الصفوف الدراسية تجد مرافق صحية للاطفال باحجام مخصصة للاطفال مزودة بمغاسل وصابون ومناشف , والمرافق الصحية نوعين احداها للاناث والاخرى للذكور. .والمدارس الابتدائية في هولندة نوعان مدارس مسيحية او هندوسية واخرى مدارس عامة , فالمدارس المسيحية تهتم بالتعاليم المسيحية ويدخل ضمن منهجها الدراسي درس للانجيل ويحتفل جميع التلاميذ فيها خلال الاعياد المسيحية بتلك الاعياد عادة في الكنيسة بنوعيها الكاثوليكية او البروتستانتية حسب نوع المدرسة واتجاهها الا ان هذا لايعني ان هذه المدارس حكر على المسيحين فقط , لابل تستقبل كذلك تلاميذ من ديانات اخرى , وتتمتع عادة تلك المدارس بالالتزام الكبير بتهذيب الطلبة وتربيتهم على المبادىء الجيدة والاحترام لبعضهم البعض وللمدرسين, كما ان على التلاميذ الالتزام التام بلوائح المدرسة التي تحث على السلوك الجيد في تعامل التلاميذ مع بعضهم البعض ومع مدرسيهم وكل العاملين في المدرسة , وبالتادكيد فان هؤلاء التلاميذ عندما يتربوا ويتعلموا بهذه الطريقة ينقلون سلوكهم الى اي مكان يتواجدون فيه, ولاْن الهندوس يمثلون نسبة لاباس بها من سكان هولندة والذين ينحدرون من اصول هندية , فلديهم مدارسهم الخاصة التي تدرس المناهج الدراسية الهولندية بالاضافة الى تعاليم الديانة الهندوسية والعادات والتقاليد الخاصة بهم , لكن ليس بالضرورة ان يلتحق جميع الهندوس من التلاميذ (الهولنديين) من اصل هندي وبعقيدة هندوسية بتلك المدارس, بل تجد كذلك نسبة كبيرة منهم ممن يجد من الضروري ان يندمج اطفالهم في المجتمع الجديد الذي ولدوا او يعيشون فيه . اما النوع الاخر والاكثر انتشارا في هولندة فهو المدارس العامةالتي تضم كل انواع الديانات والجنسيات والاعراق , فنجد ان بعضا من تلك المدارس تضم تلاميذ ينحدرون من اكثر من ثلاثين جنسية , الا انك لاتستطيع ان تميز ذلك الا من خلال اختلاف الوانهم كالافارقة والصينيين وبعض الفتيات المسلمات المحجبات اللواتي غالبا ما ينحدرن من اصول عربية او تركية مسلمة , الا ان التلاميذ يتعاملون مع بعضهم كهولنديين ويفكرون بنفس الطريقة ويتلقون علوم هولنديه , وكذلك يتلقى التلاميذ درسا في الاسبوع عن جميع الديانات في العالم وخاصة ما هو معروف في هولنده , لتثقيف التلاميذ حول تلك الديانات , كما ينشأ هؤلاء التلاميذ على احترام كل من يعيش على ارض هولنده مهما كان نوعه او لونه او عرقه او ديانته , الا ان ما يؤخذ عليه في تلك المدارس غياب السيطرة على التلاميذ , ففي هذه المدارس هناك مرونه عالية في تعامل التلاميذ مع بعضهم البعض ولا تركز تلك المدارس وخاصة في المدن الكبرى على الالتزام بالاتكيت والتعامل الراقي للتلاميذ مع بعضهم البعض او مع مدرسيهم. كما توجد كذلك في هولنده نوعين من المدارس العامه يطلق عليها المدارس البيضاء والاخرى السوداء, فالمدارس البيضاء تكاد لاتضم بين تلاميذها تلميذا اجنبيا حيث يكون معظم تلاميذها من الهولنديين الاصليين , اما المدارس السوداء فهي المدارس .التي يندر وجود تلميذا هولنديا فيها. ويتميز نظام التعليم الابتدائي بالاهتمام كثيرا بالمهارات الفكرية والعقلية والفنية للنشاْ والتركيز على ايصال المعلومات الى التلميذ بطريقة واضحة وممتعة لا بطريقة ببغاوية , ويقوم التلاميذ بتصنيع وسائل الايضاح لايصال المعلومات الى اذهانهم واستيعابها بشكل ممتع وسلس, كما ان المدرسة تهتم بجميع المناسبات الدينيه والاجتماعية , حيث يقوم الاطفال في المدرسة باعداد نماذج فنية جميلة لكل مناسبة , ففي عيد الام تحصل كل ام على عمل رائع او لوحة فنية من صنع ابنها بمساعدة معلمته وكذلك الاب , وذلك هو الحال في المناسبات الاخرى في عيد ميلاد السيد المسيح وعيد القيامة , حيث يتم ايصال معنى اية مناسبة الى ذهن التلميذ بطريقة ممتعه مما تجعلها تترسخ في ذهنه وترتبط تلك المناسبات بفرحة كبيرة لدى التلاميذ. ومن التقاليد المدرسية المهمة والتي تقام في جميع المدارس الابتدائية الهولندية , صورة المدرسة حيث يحصل جميع التلاميذ سنويا في يوم محدد على صورة مع بقية زملائهم وبمفردهم وصور اخرى منفرده مع اشقائهم او شقيقاتهم, كما يلزم جميع التلاميذ بالمشاركة بالرحلة المدرسية التي تقيمها المدرسة سنويا لاحدى الاماكن الترفيهيه او السياحية في هولندة , ويقام يوما رياضيا يشارك فيه جميع التلاميذ بالعاب ومسابقات رياضية ممتعه يشارك فيها جميع الهيئة التدريسية بمساعدة اباء او امهات التلاميذ, ولان الشهرين الاخيرين للعام الدراسي يقعان في بداية فصل الصيف , لذا تنظم كل مدرسة مهرجانا صيفيا في داخل المدرسة يستمتع فيه التلاميذ بالالعاب والمسابقات وتشارك في هذا المهرجان عائلات التلاميذ .

#اكرام_الراوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل