أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - ولىّ وقت الصمت .. وعلت الاصوات المطالبة بالحرية














المزيد.....

ولىّ وقت الصمت .. وعلت الاصوات المطالبة بالحرية


اكرام الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقة فريدة من نوعها , انطلقت الاصوات بعد خرس دام لاكثر من عقدين في تونس على الظلم والاستبداد والدكتاتورية , فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر , ولكن هذه المرة ليس القدر من اطاح بدكتاتور عربي جديد ورفع قبضة الظلم والاستبداد عن مجموعة من الشعب العربي , فما قام به الشعب التونسي يستحق الفخر والاحترام , وبالرغم من ان الامر استغرق طويلا" للتصدي للاستبداد والظلم والقمع , الا انه حدث , وبالرغم من سقوط ضحايا , وللاسف ولكن حقق الشعب التونسي مبتغاه وازاح صخرة الظلم وقال لا وبكل شجاعة للمستبد , وكما في كل ثورات التحرر في العالم فلابد من ثمن للحرية وضحايا تقدم من اجل الحرية.
المدهش والمثير للغرابة , هو انطلاق مسيرات احتجاجية ضد موجة ارتفاع الاسعار وسوء الاوضاع الاقتصادية في الاردن , انه لامر مثير ومضحك في نفس الوقت , فهل كان الشعب الاردني الذي عاش لسنوات طويلة من الفقر والحرمان وسوء الاوضاع الاقتصادية , هل كان بحاجة لتشجيع من شعب اخر ليحتج ويستنكر ويقول لا ويخرج من دائرة الصمت الجبان والمخيف الذي يعيشه الشعب العربي في كل مكان ؟ ولماذا الان ينطق ويحتج؟
الشعب التونسي هو نموذج واضح وحي للانسان العربي الذي يولد وينمو ويكبر تحت سلطة الظلم والقمع والاستبداد والحرمان, وبالرغم من الطاقات الهائلة التي يتمتع بها هذا الشعب الا انه وللاسف واقع تحت رحمة ليس من خلقه بل تحت رحمة اوغاد من الحكام الذين يمثلون جميعهم حتى من يبدو انه جيدا" وملاكا" يمثلون صورة لعملة واحدة , تشترك في القمع والاستبداد واذلال الشعب العربي.
لقد كان ومازال الشعب التونسي واحدا" من اكثر شعوب العرب رقيا" ثقافيا" واجتماعيا" واخلاقيا" , ظل لعقود طويلة ينعم بحرية التعبير والديمقراطية ويمثل نموذجا" رائعا لمجتمع متحضر بكل المقاييس بالرغم من نسبة الفقر الكبيرة في هذا البلد وقلة موارده الاقتصادية , كما يتمتع بروح قومية وعربية عالية وراقية جدا" , روح لا تعرف التعصب او الانغلاق روح منفتحة على العالم وثقافات الاخر . لكن المثير لما حدث في تونس انه لم يكن بالحسبان ان تظاهرة سلمية احتجاجية على اجراءات رفع اسعار السلع الضرورية والتي تمثل ظاهرة عالمية الان بسبب الازمة الاقتصادية العالمية , لم يكن بالحسبان ان تكون تلك التظاهرة هي بداية لثورة شعبية ضد الظلم والدكتاتورية .
ترى هل كان الشعب التونسي او الاردني او اي مجموعة اخرى من الشعب العربي في اية بقعة في بلاد العرب بحاجة الى ما حدث في العراق بالرغم من ان العراقيين لم يثوروا ضد الدكتاتورية ولم يجرأو ان يفعلوا, ان يكون دافعا لانطلاق الاصوات المطالبة بالحرية والديمقراطية ؟ بلا شك ان هرب رئيس تونس بالرغم من انه سلوك جبان الا انه كان سلوكا" ذكيا" فهو لايريد ان يعلق بحبل مشنقة او يرمى بالرصاص من قبل جندي امريكي او فرنسي او بريطاني , وتسجل الحادثة ضد الشعب التونسي , تحت بند الدفاع عن الحرية ومن اجل الحصول على الديمقراطية كما حصل في العراق .
ان ما حدث في تونس بالرغم من انه سيسجله التاريخ بحروف من ذهب بحق هذا الشعب الرائع الذي لم يرضى ان يعيش الى الابد تحت وطأة الاستبداد والقهر , يمثل اشارة انذار لكل الحكام العرب المستبدين الذين لايرغبون بالتخلي عن مناصبهم وكراسيهم التي تعفنت لطول جلوسهم عليها وقادوا ومازلوا يقودون الشعب العربي الى اليأس والضياع.
تحية للشعب التونسي الرائع , وقلوبنا معه ودعوتنا له ان يتحلى بالسيطرة والصبر وحسن التصرف والتماسك من اجل اجتياز هذه المرحلة والحصول على حياة كريمة مزدهرة و ينعم بالديمقراطية والنمو والازدهار.
لاهاي/هولنده



#اكرام_الراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الدم
- هل ستكون حكومة العراق علمانية ؟
- هل هناك حياة لمن ننادي؟
- الزنا بالمحارم
- لابد من صحوه وطنيه وشعبيه ضد قوى الظلام
- اشك ان من يحكم العراق اليوم عراقي
- الشرفاء ينقذون العراق
- التربية والتعليم
- الدين والسياسه
- الدين والسياسه /4/تغيير المسار
- الدين والسياسه/تغيير المسار
- ولاء اكراد العراق لمن؟؟؟
- لاحياة لمن تنادي
- مصالحه وطنيه.. ولكن بشروط


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - ولىّ وقت الصمت .. وعلت الاصوات المطالبة بالحرية