أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صدى الكلمة














المزيد.....

صدى الكلمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 07:44
المحور: الادب والفن
    




لا يزال بعضهم، يتوهم، أن الكلمة، لا شأن لها البتّة، في التأثير في ما يدور في العالم، من أحداث، وإنما هي مهمّشة، لا رصيد لها، ولاسيما أننا لسنا أمام مجرد كلمة واحدة، يتفوّه بها العالم، أجمع، بل نحن في الواقع، أمام كلمات، يساوي عددها عدد من يعيش على ظهر البسيطة من بشر .



والكلمة، في حقيقتها، وإن كانت مكوّنة من مجموعة أصوات، وجدت طريقها إلى عالم الكتابة، عبر أبجدية تناسب نبض كل شعب من شعوب المعمورة، كنتاج لرؤية المتكلم، وثقافته، وتجربته، حيث لها مستوياتها الهائلة التي لا تعدّ ولا تحصى، فقد تكون هناك كلمة عادية، ضمن نطاق مستوى التواصل اليومي، سواء أكان ذلك في المنزل، أو الشارع، لتصبح لها في المقابل دلالاتها المميزة في الصحافة والإعلام، وهي تنقل نبض الخبر اليومي، بأمان، كما أنها قد ترتقي إلى مستواها الرمزي في الأدب والفن .



وإذا كانت الكلمة تتميز بأنها في كل هذا عبارة عن أداة، فحسب، أو لبنة في عمارة الجملة، أو النص، إلا أن لقائلها دوره الكبيرفي إضفاء خصوصيته عليها، ولاسيما حين لا يتناولها ببغاوياً، أو أوتوماتيكياً، فيترك عليها شحنة انفعالاته الشخصية، وهي خصلة قد لا تتوافر إلا عند من يتمتع بفراسة التعبير عن الموقف، بالكلمة، وفق هندسة مناسبة، وهو ما ينتمي إلى “فن الحديث” الذي له أصوله، ومدرسته، وفضاؤه، وقد عرف التاريخ مبدعين في هذا المجال، كانت لكلمتهم كاريزما وسحراً خاصين، ولطالما استطاع بعض مبدعي هذا الفن، أن يؤثروا في من حولهم، تاركين بصماتهم على صفحة التاريخ، لتكون كلماتهم أدوات يمكن تسخيرها، بأقصى أمدائها، وهنا قد نتذكر بعض المفوّهين، والخطباء الأكثر سطوة وتأثيراً في مجتمعاتهم، إذ ترتقي الكلمة على أيدي هذا الأنموذج إلى أعلى مستوياتها .



ويمكن التحدّث عن وجه آخر للكلمة، وهي الكلمة المكتوبة، الشكل الأرقى، في مسيرة الكلمة، حيث تحافظ على جوهر المنطوق، وتنطوي في الوقت نفسه، على عمق، تكتسبه عبر ما تفترضه عملية الكتابة، من أدوات خاصة، تخلصها مما يعلق بها من شوائب الانفعال، لتغدو أكثر عقلنة، واتزاناً، في حمل الرسالة والموقف، وهي نفسها الوسيلة التي خلد بها الإبداع الأدبي، منذ أول قصيدة قالها الشاعر الأول، وحتى آخرما يكتبه المبدعون، الآن، على اختلاف الأجناس الأدبية الإبداعية، ذات الحضور الفاعل .



أجل، لقد تمكنت الكلمة الصادقة التي تشبه أعماق صاحبها أن تترك تأثيرها في نفس متلقيها، ليتفاعل معها، وتسهم في توجيهه، وهو أكبر انتصار لها، ما دامت أنها تجاوزت أن تكون مجرد ذبذبات تطلق في الأثير، أو مجرد حبر كيميائي أو إلكتروني، يدون على الورق، أو في العالم الافتراضي، قادرة أن تتصادى في النفوس، وتسهم في ترجمة الواقع إلى مجرد إشارات، ورموز تصل، كي تبين الخيط الأبيض من الأسود، حتى وإن تمكن هذا الأخير من “تبييض” نفسه، و”تسويد” خصمه، لأن الكلمة الأصيلة تمتلك أدواتها التي تتوغل إلى جواهر الأشياء فتقدمها كما تريد، لتظل هي الأبقى .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...
- السلفيون «يتذابحون» إلى جمعة أطفال الحرية*
- الشعر والمناسبة
- الجنس الأدبي الثالث
- الصّورة الإلكترونية
- حين يحترم -المحلّل السياسي الرسمي- نفسه
- أعلى من جدار
- الرئيس يطلب العفو
- درعا ترحب بكم
- أدب الثورة وثورة الأدب
- نشيد آزادي- تحية إلى شباب الثورة
- كلمة-azadi- الكردية في معجم الوطن
- أجوبة الناشط الكوردي المستقل إبراهيم اليوسف على أسئلة نشرة ح ...
- أوباما لن يدخل التاريخ
- حوار مع آكانيوز


المزيد.....




- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...
- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صدى الكلمة