من قنا الي العياط السقوط مستمر؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 19:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

بالامس تذكرت مشهد سقوط الدوله في مصر وضياع هيبتها عندما هاتفني صديقي من محطة سكك حديد مصر ليخبرني بأن خطوط السكك الحديديه معطله فقد كنا علي موعد لآقامة لقاء فكري ومناظره حزبيه تجمع اكثر من خمسة احزاب لها اتجاه مدني في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بناء علي دعوه من الصالون الثقافي الذي يقيمه اقباط قرية دفش وبعد ان ذهب عدد من الشخصيات المدعوه والتي تمثلت في احزاب المصري الديمقراطي والتحالف الشعبي والمصريين الاحرار والمصري الشيوعي وبحضور عدد كبير من الاعلاميين لتغطية اللقاء الذي تم فيه دعوة عدد كبير جدا من شباب مدن وقري محافظة المنيا ليجد الجميع انه لايوجد قطارات متجهه الي صعيد مصر وانه ايضا هناك تجمهر باتجاه الطريق البري وعلي اثر ذلك تم تاجيل اللقاء بعد شعور بالخزي والعار مما يحدث في مصر

فما حدث في قنا من وطاويط التخلف هناك كانت هذه ثماره فالدوله الساقطه منذ انقلاب يوليو والتي كانت تقوم اركانها علي عمود واحد هو الامن الداخلي الذي توحش بصوره مفزعه وبعد ان سقطت منظومته في ثورة يناير كان من الطبيعي ان نجد تلك المشاهد المفزعه كلما تضرر شخص من تصرف ما تتجه النيه الي ضرب الاقتصاد الوطني بتلك الصوره المفزعه وبما ان المجلس العسكري الحاكم للبلاد نواياه غير مطمئنه وصورته مهزوزه وقدرته علي فرملة هذه القنابل الموقوته ضعيفه ا فما كان من هؤلاء الي ان يكرروا التجربه في كل مكان وهو ما حدث في العياط حيث تم قطع خط السكك الحديديه واشعال النيران في فلنكاتها والاعتداء علي سائقي القطارات واجبارهم علي ترك القطار

بعد الاعتراض علي اقامة شبكة تقوية محمول علي ارض قرية بمها فاستغل البعض ايضا النعره الطائفيه هناك حيث ترجع ملكية الشركه الي احد رجال الاعمال الاقباط ليتم حشد اهالي القريه الذين بلغوا اكثر من خمسة الاف ليقطعوا الطرق قرابة 24 ساعه ليتم فصل جنوب مصر عن شمالها

فهذه نتيجه طبيعيه لسوء ادارة المرحله الانتقاليه علي كل الاصعده بعدما فرض المجلس العسكري نفسه بطريقه غريبه لادارة شئون البلاد ورفض اختيار مجلس رئاسي وترك الفوضي في البلاد بصوره مرعبه وتم اختيار عناصر ديكوريه في وزارة شرف الحاليه

وبمنطق جهاز امن الدوله المنحل شكليا تدار كل الملفات فمع اختيار النسق الذي سيدار عليه جهاز الامن الوطني الجديد خلت القائمه كالعاده من اي كوادر قبطيه في الجهاز وبنفس المنهج تم اختيار محافظ قبطي في قنا لافتعال ازمه في مصر وجدل حول ولاية القبطي وتسير الامور كما هي في تخبطها وعنصريتها وعدم وضوح الرؤيا

وعلي هذه الخطي قرار غريب ومريب في الاصرار علي اتمام الانتخابات البرلمانيه في هذه المرحله التي تحكمها الفوضي لصالح من النوايا واضحه والتي تقول ان البوصله متجهه الي التيار الديني لكي يستحوز علي الاغلبيه البرلمانيه ومنه يتم تشكيل حكومه ثيئوقراطيه

وبالرغم من تنامي الدعوات ومظاهرات شباب الثوره في جمعة الغضب الثانيه الي ان المجلس العسكري حاول الالتفاف واقام حوار غريب مع شباب الاخوان والتيار السلفي وكأننا في مؤتمر يعقده مبارك وحاشيته الشعب يريد حكم العسكر وهتافات للمجلس العسكري ونفاق من التيار الديني بصوره اعتدنا عليها من اعضاء الحزب الوطني المنحل

ليبقي الحال علي ماهو عليه البلطجيه يحكمون مصر والانظار كلها تتجه لمن سيأخذ النصيب الاكبر من كعكة الحكم ولكن من وجهة نظري ان الاوضاع لن تستقر ولن يتم تمرير هذا السيناريو انما بما يحدث هو مضيعه للوقت وتخريب في البلاد ولن تترك مصر لا للعسكر ولا لمن ينافقونهم من التيار الديني مصر ستعود لكل المصريين ولكنها مسئلة وقت وفرص ممنوحه للعسكر لا اتمني ان يصلوا لمرحلة الندم عليها يوما ما !

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات