أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لعبة تسييس الدين وتديين السياسة














المزيد.....

لعبة تسييس الدين وتديين السياسة


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 22:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعبة تسييس الدين وتديين السياسة :
من العجيب أن نري اليهود اليوم يسائلون رئيس دولتهم ويحاكمونه على تهم يُرمى بها - فهو لا يعلو فوق القانون ولا يقوى على انتهاكه - بينما كان الخليفة النبوي دائما فوق القانون , ولم نجرؤ نحن المسلمين أن نفعل ما يفعله من نسميهم "أبناء القردة والخنازير".
وكانت نصوص الآداب السلطانية تؤسس لنظرية الحق النبوي والحق الإلهي في الحكم , وتكرس مبدأ الطاعة المطلقة غير المشروطة لمولانا السلطان , ولم ينقصها اختلاق سند ديني بتأويل بعض الأحاديث النبوية واختلاق البعض الآخر .
وفي الغرب " الكافر" ! لهم قصة كفاح طويلة ضد طغيان الملوك وضلال الكهنة , وعَلِموا أنه لا ينبغي أن يكون للكاهن سيف , أو لرجل السياسة قداسة وعصمة . وانتهى بهم الأمر إلى ترسيخ سلطة الأغلبية , فسبقُونا إلى الازدهار والنهضة , وبقينا نرسف في أغلال الخليفة والفقيه , إذ لم نصارع الجبت أو ننافح الطاغوت , بل ولم نجرؤ على مجرد تخيل فكرة التصدي لهما , ولم يكتف الغرب غير المسلم بفصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية , بل قام بترسيخ الاستقلال بين مكوناتهما , ففصَل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية , وهو فصل وَرَدَ في إسلامنا النظري الذي حيل بينه وبين التطبيق كما أسلفنا .
ومنذ الأزل كان ثمة صراع على السلطة بين الحاكم والكاهن منذ أن حَكم القبيلة البدائية أقوى رجالها ونافسه الساحرُ المشعوذ , وأسفرت التجربة الإنسانية المبكرة على أن مصلحتيهما لا تكونان بغير تعاونهما معا . وتلك كانت بداية الدولة الدينية الثيوقراطية التي يقبض فيها حاكم قوي على قَرْنَي البقرة بمباركة شريكه المشعوذ , ليتقاسما ما نهباه معا بينما تتلى التراتيل الدينية في المعبد وسط تهليل "المؤمنين" المغفلين بحياة حاكمهم حامي حمى القبيلة والديار !
والحاكم القوي ونظامه العسكري يحولان المشهد إلى غابة يكون فيها المسيطر هو أقوى الذكور وليس أعقلها .
والناس دوما هم أدوات الإنتاج الحقيقية , وهي أدوات تمتلكها وتسخرها الطبقةُ المسيطِرة - إقطاع أو رأسمالية - وخير وسيلة للسيطرة على هذه الأدوات هو استهدافها بالفكر الديني الذي يقوم كهنة السلطة والملأ بتفسيره على نحو يخدم غايات ومصالح الثالوث , ثالوث تبادل المصالح (السلطان والكاهن والملأ) .
فالسلطان صاحب السلطة غير الشرعية - سواء أكان ملكا أو خليفة أو إمبراطورا - هو الأقوى بجنوده ويفرض بهم شرعيته . والكاهن هو صاحب " العِلم " والعلم الديني خاصة , سواء أكان هذا الكاهن عالم ديني سماوي أو غير سماوي , أو ساحر أو مشعوذ , المهم أن يُعرف بأنه صاحب عِلم خاص ينفرد وحده بفهمه , ويجهله غيره , فيعطي بذلك لنفسه حق التميز على الآخر واستغلاله واستعباده . والضلع الثالث هو صاحب المال سواء أكان إقطاعيا أو رأسماليا , أو كان ضمن مجموعات المصالح الرابطة بين" ضِلعي " السلطان والكاهن والمستفيد من وجودهما على الساحة . وتتأرجح حركة الملأ المرتزق قربا أو بُعدا من أحد الضلعين الآخرين بحسب ما تمليه عليه المصلحة , مصلحته .
وهذا التصنيف الطبقي يحدد دورا بعينه لكل طبقة على نحو يقلص فرص الصراع بينها من أجل المصالح والمغانم فلكل منها حدود متفَق عليها : حدود في الطموح السياسي والمغانم والغايات , لا تتعداه قيد أُنملة , فمثل هذا التعدي يقوض توازن الثالوث برمته . والتسليم من جميع الأطراف والطبقات بهذه الحدود يؤدي إلى السلام الاجتماعي والهدوء الذي يكون عادة على حساب الطبقات الدنيا المطحونة .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظر المظاهرات إلا للاحتفال بختان ابن الرئيس
- العباقرة والإبداع والبطش
- ليس هذا هو الدين وإن قصوا الشوارب وأعفوا اللحى- أو من أبطأ ب ...
- في الدول الاستبدادية تفقد مؤسسات الدولة شرفها
- لقد بصق الكاهن على الدين بدلا من أن يقبله
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:
- خانقاواتنا وجامعات أوروبا :
- هذا هو محمد وهذا هو المسيح
- العقل المسالم والتعليم السلمي
- القطة تعض والنار تحرق- أو الاسترهاب بالمقدس
- نقائص العقل العربي
- فشل نظامنا التعليمي هو الحارس الأمين لخيبتنا
- لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :
- لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق ...
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا


المزيد.....




- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لعبة تسييس الدين وتديين السياسة