أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل نجعلها دولة دينية ؟














المزيد.....

الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل نجعلها دولة دينية ؟


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان من السهل - طوال تاريخنا - سرقة سلطة الناس وأيلولتها إلى سلاطين وخلفاء استندوا إلى شرعيات مزعومة , والحقيقة أن الناس هم المسؤولون عن سرقة سلطاتهم , فمن يترك ماله بلا حراسة فهو مسروق لا محالة ولا يلومن غير نفسه , والناس مسؤولون عن صنع الديكتاتور بالانصياع والاستخذاء , أو التقديس والطاعة . وحرية المسلم لن تولد إلا من رحم الإسلام الحنيف الذي يرسي العدالة والمساواة ويناهض القهر والظلم والمحسوبية واللصوصية .
وحري بالكهنة - إن صدق إيمانهم وكانوا رجال الحق كما يشيع بين الناس- أن يتبنوا قضايا الناس ويدافعوا عن مصالحهم , لكنهم شرَّعوا لهم الاستخذاء , وصرفوا أنظارهم بعيدا عن مواطن الداء , فاسترقهم الخليفة وسرقهم , فالكهنة كانوا دوما سواعد الطغاة , وهل تبطش الكف إلا بالساعد ؟ وكانوا بذلك- أي الكهنة - كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها .
ووعْي الناس هو الضامن لنيل حقوقهم , وقوتهم هي التي تمكنهم من انتزاع هذه الحقوق من أيدي الحكام والكهنة والملأ "الإقطاعيين والرأسماليين والمترفين ورجال المال والأعمال" , والدين وحده ليس بقادر على ذلك , والتاريخ خير شاهد والدنيا تنطق بغير لسان , فتخبر عما يكون بما قد كان .
وقولُ مشايخنا بأن تديين السياسة وتسييس الدين يحفظ للناس حقوقهم , يثبت جهلهم بالتاريخ , إذ لم تتحقق أي مشاركة سياسية من قِبل الناس , بل استأثر السلاطين والخلفاء بممارسة السياسة والانفراد بإدارة أمور الناس من دون الناس , والقول بالمشاركة السياسية محض هراء وجهل بالتاريخ . والخلط شديد ويؤدي إلى إبهام الرؤية , إذ يقول الفقيه إن الإسلام قادر على ضمان حقوق الناس , في حين كان الأصح القول بأن المسلمين - لا الإسلام - هم القادرون على حماية حقوقهم , فالإسلام هو الدين والنص والأصول , ولا يتحقق بها شيء من دون تفعيل جهود الناس , ولم يتحقق بالمسلمين عدل ولا إنصاف طوال تاريخهم على الرغم من وجود الدين النص والقواعد والأصول .
والقانون المكتوب يخرقه من يخرقه , ويحترمه من يحترمه , ولا فائدة تُرجى من مجرد وجود الدساتير والأديان في كتب وصحائف, فلا فعالية لها مالم يتم تفعيلها بالناس , ثم الناس , ثم الناس , مثل المريض لا يتم علاجه بمجرد دخوله غرفة العمليات , وإنما العلاج يقوم به الطبيب وفقا لكتب الطب , ومهما قيل من أن كتب الطب بها العلاج فلا تقدر على علاج مريض واحد دون الطبيب الذي يفعِّل محتوى هذه الكتب , وكذلك الأديان يتم تفعيلها وتحقيق مراميها بالناس , فإن قصَّروا تعطل الدين .
ويقول الفقيه إن الإسلام ينفرد بشريعة تستوعب حياة الإنسان كلها من المهد إلى اللحد , فتبين علاقة الإنسان بالآخر, والحاكم بالمحكوم . وكل تلك العلاقات سواء الاقتصادية منها أو القانونية أو الأخلاقية , تخضع في نهاية الأمر لقوانين الاقتصاد والقانون وضوابط الأخلاق , وينتفي عنها الوصف بأنها (دين) , وكل حظها من وصف الدين أنها وردت بالقرآن , ولكنها في نهاية المطاف تدور في فلك القوانين الاقتصادية والقانونية والأخلاقية التي ترعى مصالح الناس , والغرب غير المسلم له أيضا قوانينه الاقتصادية والقانونية , والفرق بين قوانينه والقوانين الإسلامية , هو أن الأخيرة تخلو من التحيز لفئة على حساب فئة أخرى . فالإسلام يجرّم الاحتكار والاستغلال والطبقية الظالمة , ويسوي بين الناس جميعا بصرف النظر عن اللون أو العرق أو الجنس , وتلك نقائص قد تجدها في التشريع الغربي . وفي المقابل , تنتشر هذه "النقائص" عمليا في المجتمعات الإسلامية , ولم يمنع انتشارها أنها مخالفة للدين وأن" النص" يحظرها , الأمر الذي يسقط دعوى القول بعدم فصل الدين عن الدولة حفاظا على حقوق الناس التي يكفلها النص الديني .
ونختلف مع من يقول إن الدولة الإسلامية لم تعرف في تاريخها معنى لفصل الدين عن الدولة والحياة العامة . فهذا غير صحيح , إذ لم يتحقق فيها عدل ولا حرية ولا مساواة (وهي غايات دينية) , والجزء الوحيد من الدين الفاعل في حياة الناس هو المتعلق بالشعائر والعبادات والعقائد . (يُتبع)



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا
- ما رأي الله تعالى في حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم:
- كانت المسافة بين الحاكم والمحكوم كالمسافة بين راعي المواشي و ...
- -لص بغداد الظريف-أشهر حرامي في القرن الرابع الهجري كان أشرف ...
- الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المق ...
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها
- قالت العرب :جوِّع كلبك يتبعك ,لكن من يضمن ألا يأكل الكلبُ مج ...
- لهذه الأسباب لا يجوز قتل المسيحي – آية السيف والفكر المؤسس ل ...


المزيد.....




- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل نجعلها دولة دينية ؟