أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عدة مقالات )














المزيد.....

العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عدة مقالات )


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



طال العهـد على الشخصية العـربية والإسلامية وهى تعيش فى ظل الحكم الاستبدادى فأصابها المسخ، وفاقـم هـذا التحول ذلـك الموروث الدينى الفرعونى والفارسى، والتفسـيرات الخاطئـة للديـن، والتراث المملوكى، وطول الامتثال للمسـتبد "وأولى الأمر".
ففى مصر الفرعونية كان الملوك يمارسون أقسى أنواع الحكم الثيوقراطى، وبعـد عصر ملوك مصر القديمة عاش المصريون فى ظـل الحكم الرومانى، مرورا بعصـر البطالمة الـذى امتـد نحـو ثلاثـة قرون، وكان فيه الإمبراطور الرومانى ممثـلا للإلـه، أى اسـتمرت العلاقة بين الحاكم والمحكومين علاقـة إلـه وعبيـد . وبعـد نهايـة الحكم البيزنطى والفارسى للمنطقة العربيـة، تعرض المسـلم فى مصر والشـام والحجاز والعـراق للاسـتبداد الأموى والعبـاسى والفاطمى....والمملوكى، ثم الحكم العثمانى الـذى كان فيـه الخليفة ظل اللـه فى الأرض. كمـا حملت منطقـة فارس إرث الحكم الفارسى الـذى كان ينظر فيـه أيضـا إلى الحاكم على أنه إلـه ، ثم تعرضت بعـد ذلـك لاسـتبداد خلفـاء المسلمين.
وترسخت قابلية الاستبداد فى الشخصية العربية، وبلغ ذلك ذروته عنـدما امتثل المسلمون فى مصر والشام لحكم العبيـد والإماء، ويعـد هذا الأمر سـابقة انفردت بهـا شعوب هذه البلاد وهى أن يقبل "الأحرار" حكم "الأرقـاء".
وكان العبيد والأرقاء فى أمريكا يضطلعون بالأعمال الشاقة فى المزارع والمصانع ولم تسـند إليهم أي أعمال إدارية، ناهيك من أن يتولوا حكم البلاد، ذلك هو ما حدث فى بلادنا، حكمنا الأرقاء وأورثونا تراثهم، تراث العبيـد الـذى حملنا على قبـول جميع صنوف الاستبداد طوال تاريخنـا.
وكان أول من اسـتقل بحكم مصر هـو "الرقيق" أحمـد بن طولون، الذى انشـق على الخليفـة العباسى واسـتقل بحكم مصر فى سـنة 868 ميلادية.
وحقيقة الأمر أن الخلفـاء العباسيين سـبق لهم أن عينوا عبيـدا من الترك خاصة ، كولاة على مصر قبـل أحمـد بن طولون ، منهم: الوالى على بن يحيى الأرمنى سـنة 841 ميلادية، ويزيد بن عبد الله التركى سنة 856 ميلادية، وأزجور التركى سـنة 868 ميلادية.
فحكم العبيـد فى مصـر يعـود لأبعـد من سـنة 868 م واسـتمر على نحـو أو آخـر حتى وقت ليس ببعيـد ، وقد بلغ عـدد المماليك الذين اشـتراهم أحمـد بن طولون ، والملـك المنصـور، والأشـرف خليـل ، والسلطان الناصر محمـد ، ما يزيد على مائـة وعشرين ألف مملوك.
وكان المماليك فى المجتمع المصرى يمثلون القـوة والسلطة ، ومارسوا قهر المصريين ، ونهبهم ، والحقوا بهم أشـد صنوف الاستبداد قسوة، مما أفرز-بالضرورة-"خوف" المصريين من السـلطة وكل ما يتعلق بالسلطان والعسـكر والحاكم ، وكان المماليك فى البـدء عسـكر الوالى، وجند السلطان، ثم اصبحوا فيمـا بعـد السلاطين والحكام أنفسـهم، وترسخ وجودهم فى نسـيج المجتمع المصـرى، وأصـبح تراثهم - تراث العبيـد – أحـد المكونـات الأسـاسية ، إلى جانب مكونـات أخرى ، فى الضمير المصرى. ولم يكن غريبا عنـدئذ أن تصاب هـذه الشخصية بالسلبية السياسـية المزمنة، بعد أن اعتادت أن يسـوسها الغير، وبعد أن تعرضت لمعاول القهر والاستبداد، بدءا من حكم الفراعنة والرومان وخلفـاء المسلمين-باسـتثناء الخلافة الراشـدة-وانتهـاء" بسـلاطين المماليك والحكم العثمانى.
كذلك فإن "الجزيرة العربيـة عرفت قبـل الإسلام ضروبا من الطغيان والاستبداد لا تقـل عـن ضروبه المشهورة التى عرفت فى الشـعوب الأخرى، وأن قبائل من العرب الحاضرة والبادية قـد سـادها ملوك يعتزون بالأمـر والنهى بيـن رعاياهم بغير وازع ولا معترض، ويقيسـون عزتهم بمبـلغ اقتـدارهم على إذلال غيرهم واستطالتهم على من يدعى العـزة سـواهم"(2)، وعرب الباديـة يرون العجز عن الظلم نقيصة، ففى شـعرهم:
قبيلته لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل.
وربما كان ثمة تأثير لمنطق القـوة الذى كان يمثـل علامة بارزة فى المجتمع العربى البدوى، ويدرك العربى أن من طبائع الأمور وجود قوى وضعيف، ظالم ومظلوم، مستبد ومستسلم. فبيئة القبائل العربية كانت تشهد إغارات السلب والنهب والقتل والسبى، ويفخر العربى فى البـادية بأنـه ظالم ومسـتبد، فالاستبداد عنـده قيمة اجتماعية رفيعة يمجدها ويتغنى بها شـعراؤه. ويحدثنا التاريخأن الخليفة الأموى الوليـد بن يزيـد قال مهللا لمـا أتـاه نبـأ مقتل أحـد معارضيه:
فنحن المالكون للناس قسرا نسومهم المذلة والنكالا
ونوردهم حياض الخسف ذلا وما نألوهم إلا خبالا.
يقول الأسـتاذ الدكتور أحمد عكاشة(عالم الطب النفسي المعروف) عن الشخصية العربية: "يتميز قطاع كبير من المصريين والعرب بسمات الشخصية الاعتمـادية، والسلبية العدوانية، والاستهوائية،
وتتميز الشخصية الاعتمـادية (الاتكالية) باعتماد شـامل على الآخرين، أو السـماح لهم بتولى مسـؤولية جوانب مهمة فى حيـاة الشخص، وتسخير الاحتياجات الذاتيـة للآخرين الذين يعتمد عليهم الشخص، ورضوخ غير مبرر لرغباتهم وعدم الاستعداد لمطالبة هؤلاء الآخرين (الذين يعتمد عليهم الشخص) بأى مطالب حتى ولو منطقية )انتهى كلام الدكتور عكاشة . وللحديث بقية .
نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها
- قالت العرب :جوِّع كلبك يتبعك ,لكن من يضمن ألا يأكل الكلبُ مج ...
- لهذه الأسباب لا يجوز قتل المسيحي – آية السيف والفكر المؤسس ل ...
- القابلية للاستنعاج
- من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة
- الدكتور البرادعي ومحاكم التفتيش - تعقيب على الفتوى بإهدار دم ...
- تسييس الدين وتديين السياسة


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عدة مقالات )