أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ورثة الأنبياء و مس العفاريت














المزيد.....

ورثة الأنبياء و مس العفاريت


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى ظل التداول السلمي للسلطة قلما نسمع أن ملكا قتل أو رئيسا اغتيل. فالقتل في هذا المقام غير مجد، والشعوب المستنيرة لا تسمح به . وإن استولى أحدهم على السلطة بالتغلب بالسيف ، فإن الشعب سيسقطه لا محالة في ذلك في المجتمعات المتقدمة ديموقراطيا والتي تربَّت على سيادة القانون والحرية والكرامة. هم لا يسمحون بغلبة المستبد، ولا يفكر أحد في حكم مثل هذه الشعوب رغم أنوفها. لذا لا نسمع عن انقلابات عسكرية في دول أوروبا وأمريكا، ولا نسمع أن من يشهر سيفه يجلس على العرش . أما في باقي المجتمعات غير الديمقراطية تكون القوة والبلطجة هي بديل صناديق الانتخابات الزجاجية، وهى التي توصل إلى التيجان والعروش وبيت المال . والبطش هو الذي يضمن القبض على أعناق العباد، والمغامرة هي الموصلة للمال والنفوذ . لذا فالبطش آلية فاعلة للنظم غير الديمقراطية ، ووسيلة ضرورية لفعاليات المتغلبين بالسيف وأداة لقهر الشعوب التي لم تختر حاكمها ، كما أنه -أي البطش-وسيلة القضاء على المنافسين الذين يطمحون إلى المزاحمة على العرش والتاج ولإسكات أصوات المعارضين – عدد المعتقلين في السجون العربية من سجناء الرأي حوالي أربعين ألف معتقل . ولما كانت الكعكة مغرية ، فإن كل المغامرين يسيل لعابهم ويتصارعون فى ما بينهم، وليس إلا القتل يحسم الموقف لصالح أحدهم، على طريقة المماليك ، ويتساقطون إلا واحداً يضع التاج على رأسه بعد أن يكون قد مثَّل بجثث من قاتلوه، بعد رميهم بالخيانة والرجعية ومعاداة الشعب. ولكن الأمر يبقى رهن دائرة القوة والبطش والغلبة للأقوى. وتكون المغانم والغنائم للأكثر بطشاً. ويبقى الأمر على ماهو عليه حتى يفرز هذا النظام العفن قويا أخر يقتل المستبد السابق ويمثل بجثته ويتهمه بقائمة طويلة من الخيانات، ويمحو ذكره من على نقوش الآثار والمعابد، هكذا فعل رمسيس وتحتمس وغيرهما، ويعلن في وسائل الإعلام عن مخازيه ومثالبه ، ويتم فضحه على الملأ ، ويتولى ذلك من كانوا ينفخون له في الأبواق سابقاَ ومن هتفوا له دوماً "بالروح والدم نفديك يافلان"، إنهم المنتفعون وأشياعهم وجماعات المصالح الذين يطبلون ويزمرون لمولانا الملك، وإن سقط يواصلون النفخ فى مزاميرهم والدق على طبولهم ولكن للملك الجديد، مات الملك عاش الملك. وإن كان الملك الجديد رحيما لا يمثل بجثة من يقتله بل يكتفى بضرب عنقه ورمى جثته للكلاب ، يهلل أعوانه ، وربما كانوا هم أنفسهم أعوان الملك السابق، معتبرين ذلك رحمة منه تستوجب الإشادة. وإن كان شديد الرحمة، اكتفى بحبسه في زنزانة مظلمة بلا ماء أو زاد حتى يقضى جوعا ، فيرفع الأعوان والفقهاء أكف الضراعة مبتهلين إلى الله أن يدخل سلطانهم الرحيم فسيح جناته، فهو النبيل الذي يرحم أعداءه ويهبهم الحياة، ولا مانع لديهم من الدعاء له لأنه شرََفهم قبل ذلك بالبصق في وجوههم.
ولما كان الظَّلمة والطواغيت يظنون أن الدنيا تقبل عليهم ولا تدبر، فإنهم يقتلون عباد الله، ويقتلون بعضهم البعض: بلغ عدد الذين اغتيلوا من الحكام فى عالمنا العربي المعاصر حوالي 23 شخصاَ، منذ حوالي قرنين من الزمان.أما عن القتلى من الخلفاء الأمويين، فعددهم ثلاثة خلفاء: الوليد الثاني بن يزيد الثاني، وإبراهيم بن الوليد الأول، ومروان الثاني بن محمد المعروف باسم الحمار. وقتلى العصر العباسي الأول اثنان هما : الأمين، قتله أخوه المأمون، والمتوكل بالله، قتله ابنه . أما قتلى العصر العباسي الثاني فسبعة خلفاء : المستعين بالله، والمعتز بالله ، والمهتدى بالله، وعبد الله المرتضي، والمقتدر بالله، والمستظهر بالله، والمسترشد بالله، غير الخليفة المستعصم بالله قتيل التتار. أما قتل الحكام والاستيلاء على العرش بالسيف في العصرين المملوكي والعثماني فقد أصبح ظاهرة، وحسبنا أن نذكر أن السلطان العثماني محمد الثالث قتل تسعة عشر أخا وابنين له بعد أن أفتاه "فقهاؤه" بجواز قتل الأمراء والأخوة منعاً للفتنة ! أنظر إلى أي درجة بلغ ضلال فقهاء السلطان. وكان القتل والبطش بالمنافسين على الحكم من الأخوة والأعمام والأبناء ظاهرة في العصر العثماني، ومن يسلم منهم من القتل يتم حبسه في سجن داخل القصر أو في القفص كما تحبس الحيوانات . أما عن الانقلابات العسكرية في عالمنا العربي والاستيلاء على السلطة بشرعية الدبابة ، فبلغ عددها 35 انقلابا في 43 سنة، خلال المدة من سنة 1952 إلى 1995.
وتتجرع الشعوب المستأنسة القهر من الطواغيت ظناً منها أن فى ذلك السلامة والنجاة ، ذلك ما أفتاهم به فقهاؤهم اجتنابا للفتنة وإراقة الدماء. ولكن ذلك الامتثال لا يحول دونهم وإراقة دمائهم. هل بلغك أن محمد سوهارتو رئيس إندونيسيا السابق تسبب فى مقتل واختفاء ما يربو على مليون شخص ! زعماً منه مواجهة الزحف الشيوعي، وتم إسقاطه بعد أن رمى الشعب المقهور بفتاوى الفقهاء عرض الحائط، وخرجوا فى مظاهرات شعبية أسقطته بعد أن نهب من مال الشعب ستة عشر مليار دولار، منها 570 مليون دولار سرقها من سبعة صناديق خيرية كان يديرها بنفسه، واحتل الترتيب السادس فى قائمة أغنى الرجال فى العالم. أما عن المشايخ ممن يصفون أنفسهم بورثة الأنبياء فلا دور لهم في مشاركة الناس نضالهم ضد الفساد والاستبداد , فالواعظ الذي يزعق من فوق المنبر متوعدا بالجحيم من لا يستبرئ من بوله ,تجده أصما أبكم لا يرى شيئا من عذابات الناس فهو صامت لا ينتقد مولاه ولى النعم , لكن إذا تحدث عن آداب دخول دورة المياه أو إرضاع الكبير أو العلاج من مس العفاريت ,تجد صوته عاليا ترتج له جدران المسجد ,ولله الأمر من قبل ومن بعد .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها
- قالت العرب :جوِّع كلبك يتبعك ,لكن من يضمن ألا يأكل الكلبُ مج ...
- لهذه الأسباب لا يجوز قتل المسيحي – آية السيف والفكر المؤسس ل ...
- القابلية للاستنعاج
- من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة
- الدكتور البرادعي ومحاكم التفتيش - تعقيب على الفتوى بإهدار دم ...
- تسييس الدين وتديين السياسة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ورثة الأنبياء و مس العفاريت