أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة














المزيد.....

من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمل المشايخ من القول بانفرادهم بالتخصص في الدين وعدم جواز تعدي أهل تخصص مَّا على تخصص آخر, ولا يملون من تحذير غير المشايخ من النظر في الدين مثلما لا يجوز اللجوء لغير الطبيب للعلاج , وتلك قاعدة أرسوها وهم أول من انتهكها , فهم يزاحمون رجال العلوم غير الدينية في شؤونهم , فتراهم يقحمون أنفسهم في أمور علمية بحتة , فيفتون بلا علم , مما يَسِمُ النص الديني بمناقضته للعلم ويرمي المسلمين بالجهل والحماقة ويتهمهم بالخروج من العصر, فمن كبار المشايخ المعاصرين من يرفض القول بكروية الأرض ويهدر دم من يقول بها ! وآخَر من كبار المفتين يكفِّر القائلين بالصعود إلى الفضاء ومنهم من امتنع عن الموافقة على إخراج فيلم سنيمائي يدعو للإسلام -فيلم الرسالة-بدعوى أن الصورة والموسيقى حرام ! وقد أسلم بعد مشاهدة هذا الفيلم من أمريكا وحدها ثلاثون ألف شخص . وانظر الثقة الشديدة بالباطل والانخداع بأنهم أحاطوا بعلوم العصر من داخل "العلم" الديني بينما عجزت عقولهم عن مجاراة الواقع . واسترهب الفقهاءُ الناسَ وحظروا على غيرهم إبداء رأي في الدين ورأوا فيه تعد ٍعلى اختصاصهم , مع أن النبي قال : بلغوا عني ولو آية - لأن تبليغ الدين ليس حكرا على الفقهاء , وإنما من عَلِمَ مسألة أو آية فعليه إبلاغها , فمن علم مسألة فهو فقيه فيها .
وتعللوا بقَََصْر النظر في الدين على من درس الفقه وأصوله وعلوم التفسير والحديث واللغة والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وعلم الجرح والتعديل , وكان على دراية بتخصيص العام وتقييد المطلق .....الخ , وهي علوم درسها "الفقيه" ولم تمنعه من القول بمثل الفتاوى الهزلية التي نسمعها في الفضائيات . وكأن الناظر في الدين من غير رجال الدين يلزمه أن يكون في ذكاء آينشتين وعقل سقراط وحكمة أفلاطون وفطنة أرسطو , علما بأنه قد سبق وصح دين الصحابة والتابعين وتابعي التابعين من دون الفقيه السلطاني وعلومه التي استحدثها , وكأنه أراد بها استعجام الأمر واستبهامه , فعَسّر ولم ييسر, ومن يرتق الفتق غير من يفتق الرتق .
ويضفي الكهنة الغموض والتعقيد على الدين حتى إذا استغلق فهمه على البسطاء جلّت حاجتهم إلى الكاهن فهو الواسطة إلى الله والجنة, وزعموا التفرد باستحواذ العلم الديني السري المقدس المعقد, وإضفاء الغموض والإبهام في الدين من آليات النصب القديمة التي عرفها الكاهن في مصر القديمة , فكان يتم مراعاة التدرج في إظلام أروقة المعابد وطرقاتها حتى يتم استرهاب " المؤمنين " , ويستمر هذا الإظلام إلى أن يغرق قدس الأقداس في ظلمة تامة ويُحظر رؤية الإله إلا على كبير الكهنة والفرعون شخصيا , فهما النصابان الكبيران اللذان يعرفان أن إلههما المفترَى إنما هو محض كذبة لا يعرف حقيقتها سواهما . وكلما كان الإله غامضا خفيا ومحاطا بالأسرار والألغاز ازداد نفوذ كهنته وزادت فرصهم في التحكم والسيطرة , فليس بوسع أحد فهم الإله أو الوصول إليه إلا عن طريقهم , وبطبيعة الحال كان للكهنة مصلحة حقيقية في الحفاظ على غموض إلههم بل وإحاطته بمزيد من الغموض عن طريق الأساطير المختلفة التي ينسجونها حول قوته وتأثيره على الإنسان , وبذلك يصبحون الوسطاء الوحيدين بين المعبود والناس . والمعبود المصري الأشهر (آمون) معناه الخفي , وطبيعته الخفية هذه أتاحت للكهنة نفوذا خاصا في نقل إرادته وتفسير مشيئته . فهو كائن محاط بالأسرار تجهل - حتى الآلهة - شكله الحقيقي وصورته ليست منتشرة في الكتب , وهو كبير فلا تُعرف ماهيته , وهو قوي فوق المعرفة والإدراك . وكان رسمه المعروف على شكل إنسان , وفي المواكب العامة كان يلف هيكله المحمول على أكتاف الكهنة بغطاء لحمايته .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور البرادعي ومحاكم التفتيش - تعقيب على الفتوى بإهدار دم ...
- تسييس الدين وتديين السياسة


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة