أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - العراق بين كيري وبوش !














المزيد.....

العراق بين كيري وبوش !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 07:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في صيف هذه السنة المنصرم جمعني حديث مع صحفي أمريكي ديمقراطي الهوى ، وانا راكب القطار الى عاصمة النمسا فينا ، كان هذه الصحفي الامريكي قد اتخذ من البلقان شبه مكان عمل دائم له ، وبيني أنا العراقي ، وهو الامريكي ، لا بد أن تكون الحرب التي شنتها أمريكا بقيادة الجمهوري ، جورج بوش ، على صدام ، عميلها المتمرد ، حاضرة بيننا ، وهو ، ولا شك ، كعضو في الحزب الديمقراطي الامريكي يتبنى السياسة الخارجية الامريكية التي انتهجها حزبه في التعامل مع حكم صدام في العراق ، او مع سلوفدان ميلوسوفيتش في يوغسلافيا ، تلك السياسة التي لا تفترق في الاهداف عن السياسة الخارجية الامريكية التي يتبناها الجمهوريون بقيادة بوش ، ولكنها تختلف في الوسيلة احيانا ، فالرأسماليون في كلا الحزبين الامريكيين : الجمهوري أو الديمقراطي على دين واحد في تحقيق الربح والثروة ، وتاريخ الولايات المتحدة شاهد على ذلك ، فقد ظل الحزبان على خط واحد في سياستهم الخارجية اتجاه أوربا ، واتجاه الاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة ، واتجاه الدول المستعمرة التي خرجت للتو من نير الاستعمارين : الانجليزي والفرنسي 0
في الموقف من يوغسلافيا ، وابان تعنت سلوفدان ميلوسوفيتش من حل مسألة البوسنة والهرسك ، ودعمه اللامحدود للحرب التي كانت تشنها قوات الصرب على المسلمين والكروات فيها ، كانت امريكا بقيادة الرئيس الديمقراطي ، بيل كلنتون ، تقف الى جانب حل عسكري ، حاسم ، يطيح بنظام الرئيس ميلوسوفيتش ، وكان الصوت الامريكي يكاد وقتها هو الصوت الوحيد الداعي لاستخدام القوة العسكرية من بين حليفات امريكا الاوربيات في حلف شمال الاطلسي ، وهذا الموقف هو الموقف نفسه الذي اتخذه الرئيس الامريكي الجمهوري ، جورج بوش الابن حيال نظام صدام الساقط ، وعلى هذا كيف يحل الديمقراطيون الامريكيون بقيادة بيل كلنتون لانفسهم استخدام القوة في يوغسلافيا ، ويحرمونها على الجمهوريين الامريكيين بقيادة جورج بوش في العراق ، سألت رفيق سفري ، الصحفي الامريكي ؟ فرد علي عجلا ، وكأنه أراد أن يزيل من ذهني وهما قد وقعت فيه ، قائلا : نحن دخلنا الحرب الى يوغسلافيا ولم نترك أوربا وراء ظهورنا، لقد انتظرناهم حتى اقتنعوا بدخول الحرب معنا ، وليس مثلما فعل الجمهوريون الذين لم ينتظروا المشاركة الاوربية في دخول الحرب ضد نظام صدام 0
لكن اوربا ، فرنسا والمانيا ، ما كانتا تريدان اسقاط صدام ابدا ، مثلما كانتا لا تريدان دخول الحرب ابدا ضد الصرب ، وذلك خشية من التصاق اقدامكم في البلقان كثر فاكثر ، والذي بدل موقفها هو الخزي الذي لحق القيادتين في كلا البلدين في وقوفهما المذل من الجرائم الرهيبة المتمثلة في القتل الجماعي للمسلمين والكروات ، تلك الجرائم التي حركت الشارع الاوربي في موجة غضب واستنكار دفعت بالحكومة الفرنسية والالمانية الى تبني وجهة النظر الامريكية أزاء الصلف الصربي الذي مثله الرئيس اليوغسلافي ، سلوفدان ميلوسوفيتش ، وذلك في دعمه للمليشيات الصربية التي نشرت الموت والدمار في جمهورية البوسنة والهرسك 0 رددت على محدثي الامريكي 0
من الحديث هذا يظهر أن السياسية الامريكية الخارجية هي واحدة عند الحزبين الامريكيين : الجمهوري والديمقراطي ، لا تختلف في اهدفها ومراميها ، ولكنها قد تفترق في وسائل أدواتها وتنفيذها ، مثلما ذكرت من قبل ، فالمعروف أن الحزب الديمقراطي بقيادة بيل كلينون هو الذي اختطت سياسة ازالة صدام عن الحكم في العراق ، وذلك بعد اصدر قانون تحرير العراق ، وهو الذي اقام محطة صوت العراق الحر في ابراغ ، ودعم بشكل عملي بعض المعارضين من العراقيين لحكومة صدام ، وقد لعبت وكالة المخابرات المركزية دورا فاعلا في هذا الدعم ، حيث تواجد الكثير من عناصرها في شمال العراق ، وامتدت من هناك الى أجهزة حكم صدام ، وقد قامت على إثر ذلك أكثر من محاولة انقلابية بدعم من هذه الوكالة ، ولكنها باءت بالفشل ، يضاف الى هذا الطلعات الجوية التي كان يقوم بها الطيران الامريكي في الاجواء العراقية ، تلك الطلعات ، التي شكلت بضرباتها الجوية احيانا على اهداف داخل العراق وسيلة ضغط على صدام ونظامه ، ابتدأت زمن حكم الجمهوريين للبيت الابيض على عهد الرئيس جورج بوش الاب ، واستمرت طوال حكم الديمقراطيين على عهد بيل كلنتون 0
لقد أضعفت سياسة الصندوق ، او الاحتواء التي انتهجتها امريكا زمن الديمقراطيين صداما ونظامه كثيرا ، فقد كبلته بقرارات كثيرة ، صدرت من مجلس الامن ، وباغلبية اعضائه ، ولكن الجمهوريين زمن جورج بوش الابن ، مع هذا ، استبدلوها بسياسة الحرب ، وظلوا ينتظرون بصبر ظرف تنفذها المناسب ، حتى وقعت العمليات الارهابية في الحادي عشر من ايلول ( سبتمبر ) سنة 2001 م ، فكانت الحرب على الارهاب التي شنتها امريكا بقيادة الجمهوريين ، فاسقطوا ساعتها حكومة طالبان في افغانستان ، ثم اسقطوا نظام صدام في العراق ، وبناء على ما تقدم يمكنني القول أن لا تبدل سيطرأ على السياسة الامريكية الحالية في العراق في حالة فوز جون كيري الديمقراطي ، ووصوله كرئيس للبيت الابيض ، إلا انه قد يرمي بسهم اكبر للفرنسيين والالمان من اسهم عقود اعادة اعمار العراق التي يصر الجمهوريون على منحهم الثانوي منها ولا غير ، وعدا هذا فلا تنظر فرنسا الى الماضي زمن صدام ، حكمة قالها الدكتور اياد علاوي ، فهلا أخذ بها سادة قصر الاليزية في باريس !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !
- ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
- يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
- عروبة الارهاب !


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - العراق بين كيري وبوش !