ما بين جورج بوش واسامه بن لادن زاد وملح ...؟!!

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من على شاشة قناة الجزيرة الفضائية عرض شريط صورة وصوت للشيخ اسامة بن لادن بعد سنتين من الابتعاد عن اي تعليق سياسي او ارسال رسالة صوتيه كما تعود العالم العربي والغربي ؛ حتى ظن الكثير منا ان القوات الامريكية استطاعت القبض على بن لادن وسوف تعلن عن هذا الحدث اثناء الانتخابات الامريكية لكي يكون اعلان عن القبض عليه موقفا داعم للسيد جورج بوش ؛ وخلال هذه الفترة الطويلة اكتفى تنظيم القاعده بما يرسل من رسائل صوتيه من قبل الرجل الثاني في قيادة التنظيم الدكتور ايمن الضواهري ولكن في يوم 30/10/2004عرضت قناة الجزيرة الفضائية رسالة لاسامة بن لادن في ظروف غاية من الحساسية للرئيس جورج بوش ؛ خاصة وبوش يعيش اياما حرجة جدا لاتفصله عن الانتخابات الامريكية سوى ايام قليلة وبعدها يحدد مستقبله السياسي اما الفوز والبقاء على عرش البيت الابيض والعالم !! او الرحيل الى مزارعته في تكساس ليربي الخيول والابقار .. لكن هاهو الشيخ بن لادن يعلن شراكته مع الحزب الجمهوري الامريكي ودعم جورج بوش في الانتخابات الامريكية دون ان يلقي عليه القبض !!
ان المتامل لخطاب اسامة بن لادن الاخير يجده بعيدا عن سياقاته السياسية والزمنية التي ظهر فيها هذا الخطاب ؛ فمن جانب نرى ان بن لادن زعيم القاعدة والعدو الاول لامريكا حاول اثبات وجوده بشكل صوري بعد ان فشلت القوة العظمى في العالم من القضاء عليه منذ احداث سبتمبر 2001 وهذا ما يتصوره العامة من الناس ؛ لكن لو قرأنا الخطاب ظمن توقيته الزمني مع مضمونه العام لاتضح لنا ان الشيخ بن لادن تم استدعائه على وجه السرعة لغرض انقاذ شيء ما ؛ وكأن الرئيس جورج بوش هو من اتصل به لاجل ان ينقذ موقفه في الانتخابات الامريكية وجعل قضية مكافحة الارهاب التي تعتبر اهم النقاط الرئيسة التي يراهن عليها في خطابه الرئيسي وهي اهم اهتمامات الناخب الامريكي ؛ ومن هنا ظهر ليثبت للعالم استمرار خطر تنظيم القاعدة على الامن القومي الامريكي ؛ الامر الذي يدفع الناخب الامريكي الى انتخاب الادارة التي تعهدت بملاحقة فلول القاعدة ؛ والادارة التي تعهدت في مطاردة تنظيم القاعدة و اسالمة بن لادن هي ادارة الرئيس جورج بوش .
اما من ناحية المضمون العام للخطاب نرى ان الشيخ بن لادن تحدث كثيرا وبالتفاصيل عن احداث سبتمبر والتي من الممكن ان يعيد احداثها مرة اخرى من جديد بكوادر تنظيم القاعدة كما كانه لم يتحدث عن هذه الاحداث سابقا ؟! وهذا ما يفعله جورج بوش باستمرار في خطاباته لاجل التاثير على عواطف الامريكيين وابتزاز مشاعرهم ودفعهم الى حسابات الخوف من كارثه مشابهة لاحداث 11 سبتمبر 2001 خاصة بعد ان ربط اسباب حدوث احداث سبتمبر باجتياح اسرائيل للبنان !! لكي يقول انه عدو اليهود في كل العالم ؛ اي انه عدو لامريكا واسرائيل معا ومن هنا يجب على الناخب اليهودي ان يصوت الى بوش الذي طارد وما يزال يطارد فلول القاعدة وقياداتها التي مازالت تهدد الان ؟! ومع كل سرد الاحداث وتنقلات بن لادن بخطابه بين اسرائيل وامريكا واجتياح اسرائيل للبنان 1982 لم نرى انه تتحدث عن الغزو الامريكي للعراق او حتى الغزو لافغانستان لسبب بسيط ؛ هو ان التحدث عن هاذين البليدين سوف يحرج حكومة الرئيس بوش ويفند مزاعمه ويعطي للناخب الامريكي صورة مقولبة عن الصورة التي يعرضها دائما جورج بوش وهذا مالا يريده السيخ بن لادن كما يتضح من خلال خطابه الجديد بعد انقطاع اكثر من عامين عن ارسال اي رسالة صوتية مثل ما حدث هذه المرة وهو يلقي خطابه من خلال شريط مرسل الى قناة الجزير( صورة وصوت ) .. اعتقد ويتفق مع الكثيرون ان الشيخ بن لادن اعلن شراكته وتحالفه مع جورج بوش من خلال هذا الخطاب مرة اخرى .
كما يرى الكثير من الشعب الامريكي والعالم ان هنالك علاقة ما تربط عائلة بن لادن الغنية مع عائلة جورج بوش الاب وجائت هذه العلاقة نتيجة شراكة عمل قديمة جدا بين هاتين العائلتين وهذا ما اكده المخرج ( مولر ) صاحب فلمه 11 سبتمبر الذي احرج حكومة بوش وكشف زيف سياسته بعد ان كشف الكثير من التفاصيل التي كانت مغيبه عن تصور المواطن الامريكي .

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل