أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام كوبع العتيبي - أرجوك أن تعود .. أنت دمعة ساخنة وشعر أبيض ..!!














المزيد.....

أرجوك أن تعود .. أنت دمعة ساخنة وشعر أبيض ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه آخر ساعة تكونين فيها ياروحي معه وبعد ذلك سوف ترحلين الى قبرك المخيف وتعودين الى وحدتك البائسة ودموعك الساخنة وإلى غربة روحك وحزنك المبهم ..هذه آخر دقائق عمرك وآخر سعادتك معه .. سوف تجلسين في غرفتك المظلمة وتعودين مرة أخرى إلى رسائله القديمة وإلى عينيه الحزينتين .. سوف تفيض دموعك فوق صورته اليتيمة .. سوف يتوقف عن سرد القصص الليلية التي يقصها لك عن دياره البعيده وآماله وأحلامه المهاجرة مثل طيور يطاردها صياد مجنون .. هكذا انت ياروحي كلما تحاولين الوصول الى الشاطيء تعيدك امواج النحس مرة اخرى الى غياهب اليم وتعاودين العوم مرة أخرى وتتقطع كفوفك عندما تستخدمينها مجذاف لعمرك المهزوم وسواقي دموعك الوافره .. سوف تعودين كما انت امراة مهزومة من زمنك بعد أن جرفتك امواج بحر الاحزان .. ستعودين الى اليابسه لكن ما نفعها وعقارب الزمن تحيط بعمرك المفقود .. سوف تعودين إلى وحدتك ياروحي دون انيس او ونيس يسلي ليل شتائك البارد الطويل .. سوف تنامين على بقايا وسادتك التي زاملت عمرك ودموعك الساخنة منذ جفاف روحك ؛ تلك الوسادة كانت نديمك في وحدتك وسوف تعودين إليها بعد أن تتغير الوجوه و تختفي الابتسامة عنها وترحلين مثلما يرحل الحكواتي في اخر ليالي رمضان .. سوف تذبح شهرزاد اذا توقفت عن سرد قصص ( الف ليلة وليلة ) ولن ياتي المطر ليبلل صحراءك القاحلة ..
هكذا كانت يا ( شيرين ) كانت تتحدث مع نفسها بعد أن اخذت تجهز حقيبة سفرها عائدة من حيث اتت بعد ان فاقت من حلمها وانتهت الرؤيا التي كانت تعيش بها ( حلم الاسبوع ) هذا هو الاسبوع انتهى ويالتني لم أأتي اليه .. ياليتني كنت نسيا منسيا !! حتى لا اراه بلحمه ودمه بعد أن كنت اتنفسه من خلال حروفه التي تتحرك على زجاجة حاسبتي .. اراه حروف تتراقص امامي عارية عن التصنع والغش وتزقني بالفرح والسعادة.. حروف لاتشبه الحروف الاخرى التي تعلمتها في مدرستي قبل ان تسرقني العقود الاربعة من عمري ؛ هذه انا .. ياترى كم سوف اعيش فوق عمري هذا كم .. كم ؟! وكيف لي اعيش ونحن تبعدنا عن بعضنا بحار الله وسماواته البعيدة ؟! ياليتني كنت نسيا منسيا .!!
متى تقلع طائرتك حبيبتي ؟
الساعة السادسة تماما ؛ وعلي أن اكون في المطار قبل ساعة من موعد الإقلاع ..
كم تمنيت أن إسافر معك .. كم تمنيت ؛ منذ عشرون عاما وانا احلم هذه الحلم المذبوح .. أحلم ان اعود من حيث أتيت كما انت تفعلين الان ؛ تعودين دون يسالك حارس الحدود عن اسمك أو يطابق صورتك مع صور الذين يمنع دخولهم الى الوطن.. ياليتني أعود معك حبيبتي .. انشاء الله تعود .. قالتها وهربت الى داخل الغرفة بعد أن مالت برئسها الى الجانب الآخر لتدراري دمعة سقطت بهدوء كما تسقط قطرات الندى على الزهور ..
شيرين .. لماذا عندما احاول ان ابوح لك مابداخلي تهربين دون ان تنظري بعيني .. لماذا تحاولين تنسلين كما تنسل وردة من غصنها من أمامي ؟! ..
لاشيء حبيبي .. لاشيء ؛ لكنني متعبة ؛ أشعر بدوار يدور بي أو ادور به لا ادري من يدور بالآخر انا أم زمني المحموم ... لاشيء حبيبي لاشيء .. انت تعلم لماذا لم انظر في عينيك .. انت تعلم .. عينك آية من الحزن وإن نظرة اليها الان سوف لا استطيع السفر هذا اليوم ؛ أنت تعلم ذلك وتعلم أيضا في صدري يوجد قلب مكسور منذ أيامي الاولى وجئت اليك تجبره لكن وجدتك مثل قصتي بحاجة الى من يجبر قلبك المهشم .. انت تعلم لماذا لاطيل النظر في عينيك لانك أنت أيضا لا تستطيع أن تطيل النظر الى حدقات عيني الذابلتين .. أنا احبك ياشيرين واعرف اني سوف أجني عليك بحبي هذا لكن ماذا بوسعي أن أعمل حتى تكونين لي وحدي دون ان ارى من يشاركني في حبك ..
من تتصور يشاركك في حبي .. من ؟ انت تعلم انه ليس لي سوى ابني وحيدي وانت .. انتم الاثنين من يسكن روحي وتمزقون قلبي .. هذه انا ياحبيبي عندما اكون معك يبقى قبلي مع ابني وعندما اكون معه تبقى روحي معك .. انا اعيش بلا شيء لا املك حتى الروح تقاسمتوا عمري انت وابني ماذا بقى لي قل لي .. ماذا بقى لي جسد ارهقته الايام والبحث عن الحلم .. هذه انا كل يوم امام صورة من صور عمري الرهين مابين حزني عليك بعد ان اتركك وحيدا هنا في غربتك التي اكلت عقود عمرك الاربعة وبين غربتي حتى وانا بين اهلي وبيتي .. هذه انا ياحبيبي ركن من اركان الزمن ترمى به ماخلفته الايام من ذكريات ومآسي واقدار ؛ لكنني لن اسافر قبل ان اقول لك لابد ان تعود فانا لن ابقى هكذا دون ان يلفني جنحك الدافيء .. لن ابقى اكثر من هذا.. لن استطيع .. حاول ان تفكر بي وتعود انا اصبحت نسيا منسيا .. عود كما انت واترك غربتك البائسه .. عود يكفي ماعانيته في ايام شبابك ؛ انت هرمت دون ان تشعر لم يبقى منك سوى دمعة ساخنة وقوام منحني وشعر ابيض .. عود ارجوك عود .. ان لم تود ان تعود من أجلي فعود من اجل روحك المتعبة ..
أقسم لك سوف اعود .. انا لن استطيع ان ابقى اسير الحروف التي تبعثينها أو الضحكات الحزينة التي تطلقينه لغرض احساسي انك سعيدة .. سوف اعود ياشيرين اقسم لك ..
سوف انتظرك ياحبيبي كل عمري الباقي بعد أن اتخلص من كل مافي رقبتي من مخلفات الماضي .. سوف اكون لك انت ولابني الوحيد وسوف ازرع معك اول نبتة حب في بيتنا الجديد..
دعك الان من ما انت به وتعالي نذهب قبل ان نتاخر على موعد الطائرة فليس معنا وقت كافي ..
ارجوك حبيبتي لاتبكي انت الان على باب صالة الانتظار.. ارجوك فليس لي قلب يتحمل ما تسكبه عينيك .. انا احبك وسوف اعود اليك .. اليك اعود أنت مملكتي ... مع السلامة حبيبتي سنلتقي قريبا ... وسافرت مرة اخرى بعد أن تركت في الدار كل عطرها الجميل .



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحة العراقية مسرحا للعبة الاقنعة الدولية ..!!
- العراق صداع مزمن في الدماغ الإسرائيلي الصهيوني ..!!
- ارواح الشهداء سيارات تيوتا وبرازيلي ..!!
- دعايات مقصودة تسبق الهروب من العراق ...!!
- تقاسيم على الوتر العراقي .. سكين وملح ..!!
- للعراق ولكم عمري ... والله والله ...-سنجعل من جماجمهم منافض ...
- لعبة العرائس وأحزاب عراقية أرهقها الرقص ..!!
- الأموات يرقصون مساءاَ ..!! 2
- تحولات أمريكية جديدة تجاه سياستها في العراق .؟!!
- من أروع أفلام السينما الهندية .. لاتفوتكم الفرصة..!!
- سوف يشخون علينا غدا إن كنا خونه ..؟!
- الحكام العرب قتلو آبائهم .. وشيوخ الدين يشخون قرب المساجد .. ...
- علوج حماس يرتدون العمائم الفارسية بعد أن خلعوا العقال العربي ...
- رجل يسعل في منتصف الليل وليس هنالك من يقول له أسم الله عليك ...
- لماذا يتناقض البعض من الاخوة الكتاب .؟!!
- رؤية الشيخ العجوز في ليلة عيد الميلاد ..!!
- سمونا باري وسيمونا توريتيا جواري للمسلمين ..!!
- سوالف ليل ... أللكترونية ...!!
- ديموقراطية .. عرب وين طمبوره وين ..؟!!
- على قلبي مثل الثلج ..!!


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام كوبع العتيبي - أرجوك أن تعود .. أنت دمعة ساخنة وشعر أبيض ..!!