علاوي والزرقاوي وجهان لعملة واحدة صنعتهم مخابرات الدول الكبرى ..؟!!

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

عندما تنفجر سيارة مفخخة من قبل مجموعة إرهابية في العراق ويقتل عدد كبير من المدنيين الابرياء الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل لا مع علاوي ولا مع الزرقاوي ؛ ويلقى القبض على من قام بتفجير السيارة وعند التحقيق يسأل : لماذا قتلت المدنيين الابرياء ؟ من المؤكد جدا سوف يقول أنا لا اقصد قتل الابرياء ولكن ما اقصده هو جنود الاحتلال الامريكي ؟! وعندما يلقى القبض على طيار امريكي اسقطت طائرته من قبل المسلحين في الفلوجة ويسال : لماذا تقصف المدنيين الابرياء في الفلوجه سوف يقول أنا لا اقصد المدنيين الابرياء ولكن ما اقصده هو التجمعات الارهابية التابعة لجماعة الزرقاوي . اليس هذه الصورة هي الصورة الحقيقية للاوضاع الدائرة في العراق الان والكل عندما يسال عن فعله السافر يقول انا لا اقصد وتبقى رقاب العراقيين تتحرج تحت اقدام المحتل ؟! والان نود ان نوجه السؤال الى شيخ المشايخ علاوي ونساله : مولاي علاوي : بعد كل الذي وقع من قتل ودمارفي الفلوجة والنجف وفي المدن العراقية الاخرى من قصف مدمر وقتل الابرياء وتدمير البيوت فوق ساكنيها وتدمير المنشآت الحيوية بالقنابل الامريكية الفاسدة التي تود الولايات المتحدة تدميرها بسبب انتهاء مدتها الفعلية وكما حدث في النجف يحدث الان في الفلوجة ولا اعتقد ان الفلوجة مدينة خارج الخارطة العراقية بل هي مدينة عراقية وليس كل سكانها من الارهابيين او من البعثيين المجرمين ومن المؤكد أن فيها مواطنيين مساكيين أبرياء مهددين من قبل الملثمين القتلة( تقطع رقابهم أن تحدثوا بشيء ) كما حدث في النجف والمدن العراقية الاخرى والمحكمة الشرعية التي اقامها جيش المهدي في النجف خير دليل على ذلك وهنالك لها مشابه في الفلوجه أيضا .. اذا لما هذا العقاب الجماعي للعراقيين ولاهالي الفلوجة خصوصا دون رحمة وانتم تعلمون جيدا أن الزقاوي يتنقل من مكان الى آخر وليس له مكان دائم كما كان صدام حسين يتنقل بسرية لان المجرمون دائما قلقين على ارواحهم . اليس من الحكمة أن يكون هنالك فرز للمجرمون ودون أن يأخذ الابرياء بجريرة مايفعله الخارجين على القانون من أمثال الزرقاوي ومن لف لفه أم تضرب المدينة وتدمر فوق رؤوس أهلها ؟! اليس ماتقوم به الطائرات الامريكية من قتل وترويع الناس الابرياء سوف يكون حافزا للاخرين في محاربة القوات الامريكية والعراقية بعد أن يفقدوا ابنائهم وذويهم بلا ذنب وهذا حق شرعي لهم طالما يعاقبون دون سبب ؟! واذا كانت الولايات المتحدة الامريكية وحكومة علاوي جادة في إنهاء ازمة الفلوجة لماذا لم تقوم بعملية منع التجول وتمارس عملية التفتيش المباشر على افراد الزرقاوي وعن الاسلحة النارية إن كانت مخبئة داخل البيوت ودون استخدام القوة ضد البعض من الابرياء ؟! اليس من المنطق ان تكون الحكومة العراقية من اولى اهتماماتها هي المحافظة على حياة الانسان العراقي وان تحاول ان تفرز بجدية بين الخير والشر او انها مجرد مطرقة تطرق على رؤوسنا بحجة البحث على الزرقاوي وافراد عصابته المجرمة .. لماذا يهدر الدم العراقي لمصالح اجنبية بيد العراقيين أنفسهم سواء من الحكومة او من المتشفين بما يحدث في المدن العراقية . عندما وقعت احداث النجف زغرد البعض لطائرات الاحتلال وهي تقصف العراقيين والان ما يحدث في الفلوجة لم تختلف عن صورة النجف الاولى ونحن نلاحظ البعض وهو يتشفى بما يحدث ؟!! ليس من المنطق ان نرضا بما يحصل وليس من الصحيح أن ندعوا الى الله بقتل اهلنا وابناء عمومتنا !! وانا اركز على المقيمين خارج العراق امثال الكاتب( خضير هادي ) الذين لايشعرون بما يشعره عراقيي الداخل نعم ( عراقي الخارج وعراقي الداخل ) وكما يقول المثل ( اللي يده في النار ليس كما الذي يده في الماء ) هنالك كثير من الاسباب التي تدعوا العراقيين الى هذا الفعل نتيجة الحالة المميته التي هم عليها .. منذ سقوط النظام والى هذه الساعة لن يتغير شيء في حياة العراقيين ؛ لا اعادة اعمار ولا خطة جادة للقضاء على البطالة التي اكلت قلوب العراقيين ولا امان على حياة العراقيين ؛ ولكن في نفس الوقت نسمع من خلال الاعلام ان مستر علاوي قدس الله سره !! يوقع معاهدات لجلب عمالة عربية واجنبية في الوقت الذي يعاني به العراقيين من البطالة ؛ اليس هذه الحالة تدعوا العراقيين الذين ليس لهم مصدرا يرتزقون منه ان يحاربوا الشركات الاجنبية والعربية التي تاتي بعمالتها من الخارج وبعد ذلك تجير من اجل عدم مساعدة الامريكان .؟! قمة الكفر والنفاق تعيشه حكومة علاوي والحركات المتأسلمة ؛ ناهيك عن التهديد والوعيد الذي يستفز العراقيين عندما يخرج علينا مله ( حازم الشعلان ) ملوحا بمسدسه الصدامي وهو يهدد العراقيين .. نعم يهدد العراقيين وهذا امرا يستفز الكثيرمن العراقيين و من الاحزاب والتيارات السياسية الأخرى وهذه التيارات عراقية وحتى إن كانت لها اتصالات خارجية فعلاوي وشعلان وكل اعضاء حكومتهم ومن لف لفهم لهم علاقات خارجية كبيرة وحتى علاقات على مستوى الصهيونية . وماتقوم به حكومة علاوي يجب ان يناقش بشكل موضوعي وليس من خلال موقف شاذ سواء كان طائفي او حزبي .. الان تقصف الطائرات الامريكية مدينة الفلوجة ويموت الكثير من العراقيين الابرياء بسبب البحث على الزرقاوي ولكن ماذا يقول علاوي وقوات جورج بوش لو لم يتم العثور على هذه الزرقاوي ؟! ماذا يقول لاهالي القتلى والعراقيين ؟ هل يقول لهم كما يقول اصحاب السيارات المفخخه نحن لانقصد الابرياء ونبحث على الزرقاوي ؟!! وبعد هذا نلاحظ تصريحات الحكومة العراقية المتناقضة وليس هنالك موقف حكومي موحد ؛ علاوي يدعوا الى هجوم على الفلوجة لكن في نفس الوقت نرى ان عجيل الياور يستنكر العملية !! ويخرج حازم الشعلان يتهم ليبيا بدعم الارهاب في العراق لكن في نفس الوقت أيضا يقوم وزيرة خارجية علاوي بنفي الخبر وبعدها يعلن وزير الداخلية فلاح النقيب عن القاء القبض على مجموعة ارهابية من دول الجوار لكن الدكتور الجعفري ينفي الاتهام الذي وجهه النقيب ؟!! اي تناقض تعيشه الحكومة العراقية وتطالب الشعب بالكف عن الهذيان في الوقت الذي نلاحظ ان كادر الحكومة عبارة عن ابواق مختلفة الاصوات والمذاهب والاتجاهات ؟! لماذ كل هذا الزيف والخداع ؟! نعم الحكومة العراقية الان تقوم بعمليات عسكرية لغرض دعم جورج بوش في انتخابات الرئاسة الامريكية وهذا من حق اصدقاء بوش ان يدعموه حليفهم ولكن ليس من حقهم ان يكون الدعم على حساب شعبنا المتعب أو بحجة محاربة الارهاب وهم من اتى بالخلايا الارهابية الى العراق لاغراض السيطرة على العراق وعلى المنطقة بشكل عام وسوف ينقلون هذه الخلايا مرة اخرى الى بلد آخر..

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل