أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال فاضل كاني - درس المصير - قصة قصيرة















المزيد.....

درس المصير - قصة قصيرة


نضال فاضل كاني

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 03:38
المحور: الادب والفن
    


قالت نامتسو وهي تنظر في عيني مايك مباشرة : ما الذي تفعله هنا يا مايك ؟
صدمه سؤالها .. هل هذه المرأة بلهاء .. أنا الذي اجلس هنا لاسئلها هذا السؤال .. ما ادراني ما الذي افعله هنا .. الرب وحده يعلم ماذا يحصل هنا .. كانت هذه كلمات مرت بسرعة خاطفة في ذهن مايك ..
اكملت تقول : إنك هنا لتصل الى شيء ما .. لتحصل على شيء ما .. ليس الأمر كما قد تتخيل .. لا أحد يريد منك شيئا .. أنت من تريد أن تصل الى ذلك الشيء المجهول .. أنت من أدخلت نفسك في هذا العالم لتصل الى أمر ما .. ألم يخيرك الشيخ بين القدوم الى هذا الحاضر الغريب لتنطلق لمستقبل أغرب وبين ان تبقى قابعا في ذلك الماضي الرتيب .. انت يا مايك لم ترد أن تكون كأحد اقرانك الذين تتكرر حكايات حياتهم وكأنها مستنسخة في أوراق ملونة .. أنت أردت أن تكون لك قصتك الفريدة .. حكايتك الخالدة .. أردت أن يكون لك كنزا يجعلك قمرا منيرا في عيون حبيبتك أبد الدهر ، ويجعلك مثالا ينقش الآخرون آثره في متحف الزمن .. أنت أردت أن تكون سانتياغو بيرلا .. أليس كذلك مايك .. ؟ أجبني ؟ صاحت به ..
مايك وقد أثرت فيه كلماتها : ربما .. ربما نامتسو ربما ..
في غمرة الأنفعال تذوب الألقاب كما يذوب السكر في الماء ويندمج معه .. وهكذا كلمها كأنه يحدث نفسه .. لم يكن يشعر أنه يحدث شخصا آخر جالس امامه .. كان هو ومرآته فقط ..
- ربما .. أنا لست أكيد من شيء .. ارجوك ساعديني ..
- المصير مايك .. المصير .. حدثني ماذا تعرف عن المصير ؟
- المصير ؟؟ ردد الكلمة بعدها ثم قال : اظنك تعنين القدر .. لا أعلم ..
- مايك .. دع عنك منظار الاقدمين .. ليست الأمور كما تظهر .. مايك اذا كان للقدر وجه آخر فماذا يكون ..؟ المصير مايك المصير .. هو وجه القدر الآخر .. اقفز يا مايك وانظر .. القدر بيد من ؟
- القدر بيد الرب وحده ..؟
- أحسنت مايك .. والمصير بيد من ؟
- وجد مايك نفسه من غير وعي منه يقول : المصير بيد كل منا ..
- صفقت له نامتسو وهي تقول : أحسنت مايك أحسنت .. لا تغفل عن الزاوية الآخرى .. لا تغفل عن الوجه الآخر ..
قامت نامتسو وتحركت باتجاه جدار السفينة ووقفت متكئة عليها وقد ادارت ظهرها لمايك الذي وجد نفسه غارقا في بحر ماءه يختلف عن كل بحار الدنيا ..
قالت نامتسو بلهجة هادئة وودودة : القدر يا مايك قانون خلقه الخالق العظيم وانزل سلطانه في كل شيء .. بعضهم يسميه قانون الطبيعة وبعضهم يسميه الناموس وبعضهم يسميه المكتوب وبعضهم يسميه ارادة الله .. لا فرق بين هذه التسميات لانها جميعا تعطي في النفس المعنى ذاته .. ان هناك سلطة تؤثر في حياتنا بالسلب أو الإيجاب ، شئنا ذلك أم أبينا .. انها مثل قانون الجاذبية له سلطة علينا وعلى الكواكب والكون كله .. يؤثر فينا جميعا .. أليس كذلك مايك ؟
كانت لا تزال تدير ظهرها لمايك فلم تره يحرك رأسه علامة على الموافقة لان ذهنه كان غارقا حد النخاع في حديثها .. فاستمرت تقول وكأنها تتواصل مع أفكاره ..
الحكماء يا مايك .. أولئك الذين لا يريدون ان تكون حكاياتهم نسخة عن غيرهم .. لم يقفوا مكتوفي الأيدي .. بل بحثوا وبحثوا .. حتى تمكنوا من معرفة أن للقدر سرا ، وأن من يستطيع معرفة هذا السر فأنه يستطيع هو أن يتحكم بقدره .. هو يسيطر على قدره وليس العكس ..
سر القدر ، الذي اكتشفوه يا مايك هو .. المصير .. اكتشفوه حين خالفوا سواهم ونظروا من الزاوية الأخرى ..
( القدر قانونه هو وقانونه ارادته .. والمصير قانونك أنت وقانونك ارادتك .. )
بامكانك ان تغير قدرك ان آمنت بمصيرك .. إن آمنت بنفسك .. إن آمنت بإرادتك
قل لي يا مايك : هل يستطيع الإنسان ان يمحو قانون الجاذبية من الوجود ؟
مايك : لا يستطيع ..
نامتسو : لكنه يستطيع ان يخترقه .. يستطيع ان يكسر طوقه .. يستطيع أن يتعامل معه بما يحقق أهدافه .. اليس كذلك ؟
مايك : نعم بالتأكيد ..
نامتسو : انت لا تسطيع ان تمحو قدرك مايك لكنك تستطيع أن تخترقه أو أن تكسر طوقه إن آمنت بان .. وسكتت ..
مايك : بأن ماذا ؟
نامتسو : بأن ( المصير يتحكم بالقدر كما يتحكم القدر بالمصير ) .
لماذا برأيك ارسل يسوع المسيح وجميع الأنبياء ..؟
هل ارسلهم ليكونوا حكاما عليهم وسلاطين يمتلكون رقابهم باسم الله ؟
كلا يا مايك .. ارسلهم لغاية نبيلة .. ارسلهم ليعلموا الناس سر القدر .. ليعلموهم كيف يغيروا مصائرهم .. بتغيير الاعتقاد تتغير الإرادة وبتغير الإرادة من الشرك الى التوحيد يتحول مصير الإنسان من النار الأبدية الى النعيم الخالد .. أليس كذلك مايك ؟
لم يجبها مايك بل بدوره نهض واتجه الى حافة السفينة ووقف بجانبها ينظر الى تلك الأمواج التي يذوب بعضها في البعض الآخر وقد أخذ يغرق في تأمل عميق ..
كان يقول مع نفسه ..
القدر بيد الرب .. المصير بيد الإنسان
اذا تجاهل الإنسان المصير بقي القدر يتلاعب به كما تتلاعب الريح بأوراق الشجر ، ترفعها متى تشاء وتحطها اينما تشاء .. وأما اذا أدرك حقيقة المصير وقوته وسلطته فانه يستطيع أن يخرق قانون القدر .. هذا هو سر القدر .. سر القدر يكمن في كيفية التعامل مع القدر بالقدر ..
ثم القدر ما يريده الله .. والمصير ما يريده الإنسان .. اراد الله للجاذبية ان تحفظ استقرار الأشياء في الكون بنسب موزونة معينة ، واراد الإنسان ان يخترق هذا القانون لمنافعه .. لقد تغير مصير الإنسانية بعد أن تمكن الإنسان من اختراق قانون الجاذبية أي تغير حاضرها ومستقبلها الى الابد .. هكذا يفترض بي أن أفعل اذا اردت أن يتغير حاضري ومستقلبي الى الأبد .. على أن أفهم سر القدر .. أن أعرف مصيري .. أي أعرف ما النهاية التي اريد أن اصل لها .. علي أن أعرف ما الذي اريده وكيف اريده ، لان ارادتي تحدد مصيري ومصيري يحدد قدري .. هذا ما كانت نامتسو تقوله لي ..
التفتت له نامتسو وقد تغيرت ملامح وجهها تماما ، فغابت عنها نظرة العالمة الحازمة التي كانت تتحدث بها وعادت انوثتها لتطفو على سطح ذلك القوام الذي يتمايل كتمايل غصن البان ، وقالت : يكفينا هذا لحد الآن ..
سنكمل مساءا بعد العشاء إن شئت ذلك .. خذ قسطا كافيا من الراحة لان سهرتنا ستطول ..
------------------------
الفصل (36 ) من رواية (السر في آخر الطريق)



#نضال_فاضل_كاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يا رب ؟ .. حتى الكوخ احترق !!
- الطرق اللامألوفة لمعرفة ارتفاع ناطحة السحاب
- اللعنة حين تستولد ذاتها
- لماذات زينب وعائشة..!! - قصة قصيرة
- هكذا اكتشفت عنواني الذهبي - قصة قصيرة
- هل مزقت الجمعة خيوط العنكبوت؟
- إمي .. هل نحن سُنّة أم شيعة ؟ - قصة قصيرة
- المقدس - قصة قصيرة
- صرير الباب
- طيور الحقيقة - قصة قصيرة
- هل يمكن ان يستعمر التصوف العقل؟
- الخلود بين عقلنة الفلاسفة وروحنة أهل الطريقة
- الثورات الشعبية واضمار الثقوب السوداء
- لان هناك عقولا تطرح أفكار التقسيم
- حين يشهد المثلث ان اضلاعه نقطة واحدة
- لماذا تخلى سندباد عن خارطة الكنز ؟..
- الرقص قرب شجرة آدم - ج1
- الواقفون خلف أسوار الأنا
- لهذا تبدل الأفعى جلدها
- ربما تكون الفنتازيا قمة الهرم


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال فاضل كاني - درس المصير - قصة قصيرة