أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - أنتِ خارج اللجنة














المزيد.....

أنتِ خارج اللجنة


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


• أنتِ خارج اللجنة
في يوم من الأيام وكنت كعادتي اقرأ، اتصل بي احد الشعراء ليخبرني إن مكتب احد الأحزاب في مدينتي قد أقام مسابقة شعرية و إنهم قاموا بترشيحي لعضوية لجنة التحكيم لتلك المسابقة،
شكرته على المكالمة ولم اعلّق على شيء أبداً وهو يطلب مني أن أقابله صباح اليوم التالي ليعطيني القصائد المشاركة في المسابقة ، وقبل أن تغيب شمس ذلك اليوم سمعت هاتفي يرن مرة أخرى ليخبرني نفس الشاعر إن مسؤول تنظيمات ذلك الحزب لم يوافق على أن تكون امرأة من ضمن اللجنة التحكمية للمسابقة واعتذر مني وانتهت المكالمة ،
هذه الحادثة جعلتني أتساءل ِلمَ لا ُيرحب بوجود المرأة في اللجان التحكمية للمسابقات الثقافية في بلد مثل العراق بينما توجد مقاعد لها في البرلمان العراقي؟
وهل إن المناداة بتولي المرأة لزمام الحكم والتي يصاحبها اتخاذ قرارات عديدة ومهمة ومصيرية هي مجرد شعارات يستعملها الساسة لتخدير المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان ؟
وهل هذا الأمر مقتصر وجوده على العراق فقط ، أم إنه يدخل ضمن أجندات ودساتير بعض الأحزاب العربية الحاكمة أيضاً ؟ً
وهل هذا راجع الى خلل في المرأة مثلاً ؟ إذ إنها لا تحمل حساً نقدياً يمكّنها من التمييز بين الصالح والطالح في الإبداع بعامة وفي الشعر بخاصة ومن ثم فهي ُتحرم من أن تكون ضمن تلك اللجان؟
أم إن العقل العربي ما يزال محتفظاً والى الآن بصورة نقص العقل للمرأة الذي يحرمها من الإمساك بزمام إطلاق الأحكام وان كانت تلك الأحكام أدبية خالصة وتأتي ضمن ضوابط متفق عليها ؟
أم إن سلطة الرجل العربي الذكورية التي منحها إياه المجتمع على غير حق، جعلته يتناسى إن للمرأة حضوراً نقدياً في تاريخنا العربي؟
ألم تطّلق الخنساء الشاعرة حكماً نقدياً لغوياً على الشاعر حسان بن ثابت وبحضور النابغة الذبياني في إحدى الأسواق الأدبية العربية ؟،
وهل تخلو كتب الأدب العربي القديم من روايات كانت بطلاتها من النساء اللواتي ُيحكّمن بين الشعراء من وراء الحجاب؟؛
فهذه مثلاً عقيلة بنت عقيل بن أبي طالب ُتفحم احد الشعراء وتوضح له الخطأ بين المعنى والمبنى في قصيدته التي طرحها متغزلاً،
أم انه الخوف في أن تصل المرأة بأحكامها تلك الى الحقيقة التي تجعلها تقبل بعض القصائد وتفضّلها على حساب بعضها الآخر بعيداً عن المحسوبية التي قد ينساق إليها الرجال دوناً عن النساء ؟؛
فشخصية المرأة تنأى عن المجاملة في تقييم الإبداع غالباً، أم إن العربي لما يزل غير راضٍ أن تحكم على إبداعه امرأة ، ويحتفظ بصورة امرئ القيس قريبة من مخيلته وهو يطلًق زوجته أم جندب فقط لأنها فضّلت صورة الفرس في قصيدة علقمة الفحل على صورة الفرس في قصيدته حين قالت له : ( علقمة أشعر منك . قال وكيف ؟ قالت لأنك قلت : فللسوط ألهوب وللساق درةُ وللزجر منه وقع أخرب مهذب ،
فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ومريته فأتعبته بساقك )،
ولست أضع نفسي هنا في موقع المحاذاة من الأسماء التي ذكرتها أبداً،
غير أني يحزّ في داخلي إن العربي غير قادر بعد بالوثوق بحكم تطّلقه امرأة ويعتقد دوماً بمجانبة ذلك الحكم - وان كان صحيحاً – الصواب؛
ونحن في زمن ارتادت به المرأة ميادين معرفة كبرى كالفلسفة والنقد ومجمل ميادين الإبداع قبلها.



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادب والاثنية
- الابداع والحجاب
- مجرد رأي
- شوارعنا وتكريس الحزن
- العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛
- شعر
- منهم (مطاية)
- بعيدا عن التهميش ، محاولة للسطوع
- قصيدة ذكرى
- إغفاءة على هدب عينيها
- الى الآخر الذي لن يسكنني أبدا
- الى محمود درويش حيا
- (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - أنتِ خارج اللجنة