أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ثقافة التلقين..والخطاب الفكري المدجن..














المزيد.....

ثقافة التلقين..والخطاب الفكري المدجن..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيل الكثير من الكلام ..وأعيد القول وتكرر وتطاول بشأن ضعف مساهمة الثقافة العربية في الجهد الفكري الانساني العالمي وغياب التفاعل المنتج المثمر للمبدع العربي مع حركة التدافع الحضاري التاريخي والاكتفاء بدور المتلقي العاجز المستقبل للمنجز الابداعي للآخر..
خلل وانعدام للتوازن وتقاعس مؤسف كانت هي الصفة التي يمكن اطلاقها على هذا الوضع الذي يعبر عن تبعية واتكالية قد تكون شديدة الوطأة على المشهد الثقافي العربي ولا تليق بالثقل الابداعي لمفكريه..
خلل لم يأل مثقفونا جهدا في محاولة فهمه وتبريره وتعليل مسبباته والتي غالبا ما كانت تحال الى اتهام الآخر بالتآمر على العقل العربي والسعي الى ابقائه داخل قوقعته المحلية ومقاومة محاولاته في التوشج مع الفضاء الفكري الانساني..
تبريرات كانت تنهك الامر بحثا وتحليلا ولكنها تتغاضى تماما عن مسؤولية ثقافة التلقين التي كانت العلامة الفارقة التي تسم الحراك الثقافي العربي المحكوم بفضاء ومحددات العقيدة بصورتها السلفية المنغلقة..تلك الثقافة التي تعتمد العلاقة الشخصانية والتراتبية الصارمة المبنية على مبدأ الهامية الفكر وفوقيته وكليته وترفعه عن التفاعل والفهم المشترك المبني على الاستيعاب والنقاش والحوار وطرح الاسئلة والاكتشاف ما بين المبدع والمتلقي مما كان له الدور الاساس في التحنط الذي اصاب الفكر وأفقده حس العفوية والمشاركة والحوار..
وقد يكون للظرف السياسي المتسم بنمط الاستبداد والتسلط السائد في المجتمعات العربية دورفي اضفاء بعض القدسية واللامساس بتلك الثقافة لما تمثله من تأميم والحاق لآليات الفكر والتنوير وربطها بمؤسسة ومتبنيات الحكم من خلال فقهاء ومثقفي التكسب والولاء والارتزاق ..وهذا ما انتج حالة تلقين عامة لا تقتصر على الثقافة بل تمتد الى الوطن باكمله وناسه وقضه وقضيضه..
ومثل هذه الثقافة هي المسؤولة تماما عن شيوع حالة الوهن الفكري والاستلاب وفقدان المناعة امام الافكار الوافدة التي تضرب باطناب المجتمع العربي مخلفة اجيالا من العاجزين عن التفاعل العقلاني المتحضر..وكذلك عن انتاج هيمنة واستحكام التلقي على حياة الفرد المدجنة بالاجترار والابتعاد عن التفكير الحر المنفتح على الآخر واعلاء ثقافة الانغلاق والتوجس والتعميم والتنميط والاستعصاء وعدم تقبل تعددية الرأي او نسبية المعطيات ومصادرة الوقائع واحالتها الى الشعارات التي تمثل الكليات المقولبة الملقنة ..
واول الصواب يجب ان يكون من خلال الاعتراف بمسؤولية هذه الثقافة عن تحول الانسان الى مكب لصب المعلومات الممنهجة حسب ضوابط عليا مقننة بما لا يؤثر على ديمومة واستمرارية السلطة المستبدة..
كما ان حالة اقتران الثقافة بمفهوم التلقين والاستقبال الطائع المسلم المذعن ..هي المسؤولة عن خيار اللامبالاة التي يقصر عليها الفرد مع اول تجربة حقيقية يمر بها مع الواقع المعاش..وهي المسؤولة عن التنابز الفكري مع الآخر والتمترس خلف مقولات التقديس والخصوصية والاصالة مما يحرم المجتمع من الاستفادة من تراث انساني ضخم وفخم مكون من نتاج وابداع الفكر الانساني للقرون التي تشكل عمر الحضارة البشرية..وهي المسؤولة عن تدجين الخطاب الفكري المعاصر بما يخدم التسلط والاستبداد..اي انها مسؤولة عن الصورة الشوهاء التي تحكم مجتمعاتنا الان..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم..ليس دفن البحر من الدين في شئ..
- القضاء على بن لادن..خطوة في منتصف الطريق..
- المبادرة الخليجية..حل الازمة أم أزمة الحل..
- تضامن الشعوب الحرة ضد عولمة القمع..
- فقه الثورة..وفقه الثريد..
- النظام الرسمي العربي..وازدواجية التخوين والتهليل..
- افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..
- يخرج الحي من الميت..
- الثورة المضادة والهجوم المعاكس..
- انصافا لحق الشعوب في تحقيق ارادتها..
- أم القمم..
- التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..
- مشاكل لنظام السوري ..مابين توجيهات الرئيس وحلول جاري الطيب ا ...
- اتهامات النظام السوري..اصابع كثيرة وجهات اكثر..
- ليس بالمبادرات وحدها تحيا الشعوب..
- محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..
- لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..
- فرصة اخيرة ..في عالم متغير..
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..


المزيد.....




- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - ثقافة التلقين..والخطاب الفكري المدجن..