أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الهنداوي - فرصة اخيرة ..في عالم متغير..














المزيد.....

فرصة اخيرة ..في عالم متغير..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 20:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


اقرب للدهر كانت هي السنوات الطوال التي عاشها حكامنا متموضعين متكلسين على تخت السلطان..والاطول منها كات ليل القهر والاستبداد الذي تدثرت بحلكته الاوطان في ظلهم الممدود.. عقود وعقود من الطغيان والاستئثار والاستحواذ والتسلط على مصائر وخيرات الاوطان .. اعمار واجيال وجدت عاشت وعانت وقضت وهي لم تتذوق طعم البنفسج على اصابعها المغلولة ..ولم تعلم سوى السلطان رباً معبوداً..
ولكن كل ذلك ..وكل تلك الخبرة المتطاولة في كسر ارادة الشعوب .. وكل تلك السياسة المنظمة الاقرب الى الروتين من تنمية الولاءات واقصاء الخصوم وتجنيد احزاب السلطة كميليشيات وعسس لخدمة عوائل حاكمة..كل ذلك..وكل الاستعارات الزائفة لشعارات التنمية والتطوير والتنوير والوعود بالاعتدال وسلطة الجماهير..كل ذلك لم يكن كافيا لاسعاف الانظمة في الصمود امام أمواج طوفان الثورات الشعبية العربية التي اقتلعتهم من عروشهم واطاحت بهم خارج الحكم والتاريخ.. وتركتهم مع نظرات مصدومة ذاهلة لغضبة ظنوا انها لن تأتي ابدا..وان الشعوب التي لطالما اذلتها الانظمة واستعبدتها لن تقوى على اخذ زمام المبادرة لاسترداد حريتها واستقلالها وكرامتها الوطنية..
ما لم يفهمه الحكم العربي ان العالم قد تغير والى الابد..تغير وتغيرت معه الآليات التي تحكم العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم..وان وصاية السلطان على عقول وضمائر الشعب قد ثلمت الى غير رجعة.. لقد تغير العالم وتغيرت معه أدوات الحكم وديمومة الأنظمة نتيجة ثورة المعلومات والتكنولوجيا والانترنت، التي مكنت جميع شعوب العالم من النفاذ لعالم المعرفة والاطلاع على المعلومة والخبر دون وصاية أو وساطة وقلصت من احتكار الحكم لتداول المعلومات داخلها، واضاءت بكاشفاتها الباهرة معاقل القمع وترويض المعارضين، والتي طالما استخدمتها لسحق كل الأصوات المطالبة بالتغيير وبحياة أفضل.
إن تباطؤ الأنظمة العربية في فهم ما يجري في المنطقة من تحولات كبرى، ستؤسس لمرحلة جديدة في علاقة الحكام العرب مع شعوبهم ولوضع مغاير لعلاقة الغرب الذي بدأ يتبرأ بالتدريج من رعايته لتلك الانظمة .. وأن عالما عربيا يولد من جديد على انقاض الأنظمة المتهالكة بفعل غياب الرؤية الإستراتيجية وعدم إدراك لحقيقة الأرض التي تقف عليها.مما يجعل من "فوبيا التغيير" مشكلة جدية أصبحت تطارد أنظمة الاستبداد والإقصاء من الخليج إلى المحيط..المطالبة بتسديد عقود من التغييب كامل لإرادة الشعوب عن المشاركة الحقيقية والفاعلة في صناعة القرار السياسي.
الشعوب العربية ما زالت تمنح الفرصة لبعض الأنظمة التي لم تعرفها الشعوب إلا من خلال استبدال بعض الوجوه باخرى اوالحديث عن إصلاحات سياسية واقتصادية كاذبة لا يعرف لماذا لم تتنبه اليها الانظمة كل هذه السنوات والتي لا تشكل سوى نفاق اقرب الى النكتة السمجة وابر التخدير الزائفة ..
كل الأنظمة العربية المتبقية مطالبة اليوم باعتماد إصلاحات جدية في مواجهة مد الثورة والغضب الشعبي، أولها هو السماح بالمشاركة السياسية وتحقيق تنمية شاملة وثانيها هو التوقف نهائيا عن المزاوجة بين السلطة والمال، من خلال استغلال المواقع السياسية المتقدمة للاستحواذ على ثروات الشعوب واستغلالها للتحكم فيها.
إصلاحات ما زالت ممكنة في ظل وعي تام بما تمليه متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من تسلح بإرادة التغيير وتجاوز مجرد الشعارات وتوظيفها السياسي إلى عمل وطني يشكل قطيعة مع سلبيات الماضي ويؤسس لمرحلة مختلفة تماما، أساسها احترام مؤسسات الدولة و حقوق المواطنة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الهنداوي - فرصة اخيرة ..في عالم متغير..