أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..














المزيد.....

لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 22:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نتذكر جميعا تلك الايام التي نتمنى لو انها لم تكن..وبقلب راجف مدمي تعيدنا بعض الحوادث المستجدة الى ايام الجمر التي عاشها العراق في ظل الستار المعتم الثقيل لغمامة النظام الديكتاتوري السابق..فكلمات قد تكون مهملة للبعض لا يمكن لها الا ان تتردد كصدى منفر في زوايا ذاكرة الانسان العراقي العصية على النسيان..
جرذان وكلاب وسكارى وحثالات ..هو الوصف الذي اطلقه العقيد على الشباب الثائر من ابناء الشعب الليبي البطل..وهو مرادف قد يكون اكثر تشنجا للقب الغوغاء الذي اطلقه صدام حسين على ثوار الانتفاضة الشعبانية المباركة قبل ان يعدل عنه الى لقب قوى الغدر والخيانة المتسللة من خارج الحدود كمسعى لنزع صفة الحراك الشعبي عن الثورة..وقد يكون نفس هذا السبب هو الذي حدى بالاخ العقيد الى استخدام مصطلح القاعدة والعناصر المندسة في الاشارة الى جماهير الشعب المناهضة لحكمه القمعي الاستبدادي..
ورغم اليقين قد لا يكون التطابق في مثل هذه المقدمات الفرعية مبررا كافيا لتوقع نفس النتائج التي افضت لها الامور..الا اننا لا يمكن لنا تجاهل خطورة تكرار الكوارث التي افرزها الصمت المتواطئ المغلف والمكتفي بالشعارات الزائفة التي تتحدث عن التضامن مع الشعب العراقي والذي انتج لنا مئات الالوف من الضحايا الذين ضاقت بهم المقابر الجماعية التي زرعها النظام البائد على كامل رقعة الوطن الجريح..
فعلى الرغم من انهاخطوة كبيرة وجبارة هي تلك التي قامت بها جامعة الدول العربية باصطفافها الى جانب الشعب الليبي في معركته المصيرية مع قوى التخلف والديكتاتورية والطغيان التي تمثلها فاشية الحكم القمعي العائلي للعقيد القذافي وابنائه واعوانه..وعلى الرغم من كونها خطوة كبيرة وغير مسبوقة وتاريخية ان يتقرر وقف مشاركة وفود ليبيا في اجتماعات مجلس الجامعة ولكنها بالتأكيد ليست كافية لتغيير توجهات نظام منفلت خارج على القانون وقد لا يكون لها اي تأثير على نظام كان يهدد دائما بالانسحاب من الجامعة العربية..
ان مصطلح التضامن مع الشعب دائما ما يحتوي من الميوعة والهلامية ما يمكن ان يفسره المرء حسب اسقاطاته المرجعية..وخصوصا في حالة الانظمة العربية التي تتحصل على موهبة اصيلة متفردة في جر جميع القرارات الى الخانة الرمادية المعتمة التي تدخل التضامن في دوامة تعريف ماهية العنوان او الصيغة التي تمثل هذا الشعب في جعجعة عقيمة غالبا ما تنتج شعبا واحدا لكل نظام..
فهناك عنوان واحد فقط يجب ان تتوجه اليه المبادرات ويجب التعامل معه كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي الحر..الا وهو المجلس الوطني الانتقالي او اي جهة يمكن ان تنبثق عنه..فالامور على الارض تمثل استفتاء شعبي طوعي وشرعي وتخويل كتب بالدم والدموع للقوى الحية التي تقود الثورة الشعبية وتعبر عن اهدافها..والاعتراف بهذا المجلس قد يكون اول الصواب والموقف الذي يتوجب على العرب اتخاذه لدفع دول العالم الحر للاقتداء به..
كما يجب التعامل بمنتهى الحذر مع الوساطات او الخطط التي تدعي العمل على نزع فتيل ازمة لا يعترف احد الاطراف بوجودها ..ولا يعترف الوسيط الدولي بوجود الطرف الاخر..فشافيز لا يرى غير القذافي مالكا شرعيا للحرث والنسل على ارض ليبيا ..والنظام لا يرى المعارضة ومجلسها الانتقالي الا زبالة يستحقون الضرب بالجزمة..
ان المعطيات على الارض جميعها تؤكد ان مفاتيح الحل مرهونا بسياسة عربية اكثر موضوعية
وأكثر التصاقا بخيارات الشعب الليبي البطل..وليس الابتعادً عنها أو اتباع سياسة التوفيقية المستحيلة التي تجاوزها الزمن والاحداث ما بين نظام يرى نفسه الوطن والارض والثروة وما بين الشعب الذي اتخذ قراره بالتوجه نحو الغد المحمل بوعود التحرر والأمن والعدالة والتنمية..
ان العرب ممثلين بجامعتهم التي يبدو انها بدأت تتأثر برياح التغيير التي تهب على المنطقة مطالبين باتخاذ قرارات تاريخية تعيد لهم انتماؤهم الانساني وتمثل انعتاقا طال انتظاره من النمطية النعامية التي لطالما كانت علامة فارقة في اليات صنع القرار السياسي العربي..وبدون هذه المقدمات لا نستبعد ان تتكرر النتائج المأساوية التي آلت لها الانتفاضة الشعبانية على الارض الليبية الطاهرة وبنفس القسوة والتضحيات الكارثية والتي لن تكون مستغربة لو استمر العرب بموقفهم المتردد المتخاذل تجاه طموحات وتطلعات الشعب الليبي النبيل..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..
- ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..
- هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..
- خطابان لا ثالث لهما..بقيا لك يا سيدي..
- ليس بالعصي والحجارة يحيا النظام..
- البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..
- ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..
- اكثر من مليون شهيد..الا يكفي؟؟
- دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..
- ليس باسمنا..يا فخامة الرئيس جلال الطالباني..
- كرسي النظام الطائش..يخطئ كلوب الثورة..


المزيد.....




- اكتشاف حشرة عملاقة تشبه العصا في غابات أستراليا.. شاهد شكلها ...
- ولادة نادرة لصغير وحيد قرن أبيض في كاليفورنيا.. واسمه يكرّم ...
- يضم 3 مصريين ولبنانيا.. داخلية الكويت تعلن الإطاحة بتشكيل عص ...
- -استراتيجية إلهاء الناس-.. علاء مبارك يرد على تدوينة تتعلق ب ...
- -كل يوم أخشى أن أفقد طفلي-
- جهود الإنقاذ في كييف بعد مقتل ستة أشخاص إثر ضربات صاروخية رو ...
- فلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة وحشد إسرائيلي ع ...
- دعوى على شركات طيران منخفضة التكلفة بسبب رسوم أمتعة يدوية
- روسيا تعلن مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات أوكرانية بالطائرات المس ...
- بالصور.. لماذا سميت كنيسة الجثمانية بالقدس بكنيسة كل الأمم؟ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..