أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..














المزيد.....

البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 19:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


خلاف بسيط في وجهات النظر وسوء تفاهم هو كل ما يحصل الان على ارض البحرين..ومبعث هذا الخلاف هو في تباين النظرة الى التعريف الملائم لمصطلح الاصلاحات السياسية التي يروج لها منذ عقد من السنين في البلاد الغافية على مرمى حجر من شواطئ الخليج الدافئة..
فبينما يرى جلالة الملك ان الاصلاح يعني ان يستمر تمتع العائلة الحاكمة بجميع الامتيازات المتوارثة ، بما في ذلك التحكم المطلق في الموارد الاقتصادية و المالية و أن تبقى مهيمنة على المؤسسات السـياسية و التشريعية و القضائية و أن تحافظ على سيطرتها التامة على القوات المسلحة وأجهزة الأمن..وان يقدم كل ذلك الى الرأي العام على انه اجراءات اصلاحية ثورية ونموذج يحتذى للديمقراطية والتعددية.. فان الشعب البحريني يجد صعوبة بالغة في ازدراد هذا الواقع ..وهو يشعر بالقلق من معطيات يتعايش معها يوميا قد لا تكون مشجعة للاقتناع بجدية الحكم في الاستمرار بتوجهاته الإصلاحية..
وكأي خلاف يكون احد طرفيه حريص جدا على الخروج بانتصار باهر ومعلن على الطرف الآخر..اختار الحكم الاسلوب الاقصر والاسرع عبر انهاء المسألة باستخدام العنف المفرط المبارك والمهلل له والمغطى سياسيا واعلاميا من قبل الجوار الخليجي الهلع من وصول لعنة الاحتجاجات الى اراضيه الطيعة الوادعة ..دون ان يلتفت الى ان هذا الاسلوب وان كان يتمتع بقدرته السريعة على الحسم ..فان له من الآثار السلبية الكثير الكثير..وخصوصا على المدى البعيد بسبب ان طرفا واحدا فقط سيتمتع بمزايا الانتصار هذا..
من المثير للاسى ان ينتهي المطاف بكل هذا الحديث المتطاول عن الاصلاح الى كومة مهملة من الامال تداس تحت ضجيج القعقعة العالية لسرف مدرعات النظام..وان يؤول كل هذا التأييد الشعبي الاقرب الى الاجماع الذي تحصلت عليه رؤى وطروحات الملك والمعبر عنها في ميثاق العمل الوطني الى مسيرة من الاخفاقات والنكوص والجفاء مابين الشعب والحاكم مما يثير علامات الاستفهام عن مصداقية الارقام التي تظهر دائما في الزاوية اليمنى العليا من شاشة التلفزيون البحريني..
والاكثر مدعاة للاسف هوتحول المسيرة المفترض ان تصل بالبلاد الى ان تكون مملكة حديثة دستورية ديمقراطية الى مزيد من القيود على العمل السياسي والى سعي محموم لاجراء تغييرات ديموغرافية تطال البلاد باسرها وتستهدف الاغلبية الشعبية غير المتلائمة مذهبيا مع سكنة الرفاع الغربي والذين ينظر اليهم بتطير بالغ اقرب الى الهوس ..
فيبدو ان الملك لا يكتفي بالصلاحيات الالهية التي يمنحها له الدستور من حيث اعتباره رأس الدولة..والحامي الامين للدين والوطن ورمز الوحدة الوطنية..وبكونه مصون الذات ولا يمس..وهو الوحيد المختص بتعيين الحكومة او اعفائها..وكذلك تعيين كبار الموظفين واعضاء مجلس الشورى وقادة القوات المسلحة وقوى الامن..وكونه صاحب الحق في اقتراح القوانين وابرام الاتفاقيات..بل يسعى الى استبدال الشعب بآخر عن طريق سياسة التجنيس الاقرب الى التجنيد من خلال زج العناصر المجنسة -والتي ستكون مطالبة دائمة باثبات الولاء عن طريق الامعان بالتقاطع مع المواطنين البحرانيين- في القوى الامنية والجيش..
ان النظام في البحرين مطالب الان واكثر من اي وقت مضى الى الالتفات الحقيقي الى المطالب الشعبية وايجاد الحلول الناجعة لها ..وعدم الاكتفاء بتوزيع الاموال على الشعب فان المشكلة في البحرين ليست اقتصادية بقدر ما هي تتعلق بالتغييب المتعمد للاصلاحات الديمقراطية التي طال الوعد بها..وتقييد الحريات وفقدان الحقوق السياسية واعتماد سياسة الاستئثار والتهميش والاقصاء والتمييز المقيت الذي يمارس ضد المواطنين بسبب انتمائاتهم الثقافية والايديولوجية..
وقد يكون الحكم في البحرين الاقدر على تفهم خطل الاعتماد على الحل الامني في مواجهة الاحتجاجات الشعبية..فرغم تحصل النظام على دعم الجيش..وامكانية الاتكاء على اسناد خليجي اكيد..فهو لن يكون قادرا على المدى البعيد ابقاء البلاد في حالة تصادم دائم او مسرحا لتصفية حسابات اقليمية قد لا توفر النظام من أذاها..
ما زالت هناك فرصة للحكم في البحرين للملمة الاوضاع واتخاذ الخيار الصائب بالعودة الى المسار الطبيعي للاصلاح وتحقيق المصالحة مع الشعب البحريني الطيب والنبيل قبل ان يتجاوز الزمن مرحلة الاصلاح وتتحول المطالبات الى وجهتها الحتمية نحو التغيير واسقاط النظام برمته..وان كان الاسلوب المتبع حتى الان من استعراض القوة وتجييش المظاهرات المضادة الانيقة المحملة بالشعارات النظيفة والصور الجديدة اللامعة واحتمالات الاستعانة بالقبائل الموالية والمجنسين ودفعهم للصدام المباشر مع المظاهرات الشعبية هو مما يثير المخاوف من انزلاق البلاد الى حالة من عدم الاستقرار والتشظي الجاذب للتدخلات الخارجية وهو مما لا نتمناه للبحرين ولا لشعبها الكريم..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..
- اكثر من مليون شهيد..الا يكفي؟؟
- دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..
- ليس باسمنا..يا فخامة الرئيس جلال الطالباني..
- كرسي النظام الطائش..يخطئ كلوب الثورة..
- الآن..الآن.. وليس غداً..
- دفاعا عن الهوية الليبرالية الوطنية للثورة..
- تغيير على وقع الاقدام الثائرة..
- الشرطة في خدمة النظام..
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..