أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..














المزيد.....

سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 21:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوم غضب اخر اشد احمرارا واعلى صوتا واكثر اصرارا على ايصال الرسالة التي تقول ان الشعب الخانع المستكين الصابر الودود الذي يعطي الكثير ويرضى باقل من القليل ..والذي يؤجل حل جميع مشاكله الى ما بعد لقاء رب كريم..قد تفتقت الاستار عنه..ولم يعد قادرا على مغالبة نور التعطش للحرية التي اطلقها في سمائه النظام الحاكم من خلال الاسراف في الضغط على مواطن الالم في جسده المتعب المنهك المدمي ..ولم يعد قادرا على تحمل الاذلال المتعمد المتقادم ولا الافقار القصدي الممنهج ولا السلب المنظم لثرواته ومقدراته ولا ارتهان ارادته السياسية والوطنية للخارج خدمة للتأبد في السلطة ومشاريع التوريث البائسة..
ذلك التوريث الذي قد يكون له الفضل الاكبر في اذكاء شرارة الاحتجاجات الشعبية من خلال سلب الامل الاخير الذي كان يداعب احلام الشعب المصري بأن يكون الموت دواءاً شافياً لداء النظام العضال..والارتطام بحقيقة ان عزرائيل نفسه قد نفض يده من مشاكلهم وادار لهم ظهره وتركهم وما هم فيه راكسون..
لم يعد هناك من سبيل امام النظام الا الرحيل..او الدخول في مواجهة مكشوفة مكشوفة دونها كسر الرؤوس والعظام مع الشعب المصري الطيب الصابر الحليم..ولكنه الصامد المجاهد العنيف الغضب والعصيان في نفس الوقت..
لم يعد يكفي النظام الاعتماد على الدعم الخارجي والتلويح باهمية متورمة مفترضة لدوره في تمرير أي اتفاق او ترتيب مستقبلي للقضية الفلسطينية ..او كونه البديل الوحيد عن سيطرة الاسلاميين على الحكم..وهي الحجة التي طالما تسترت خلفها الانظمة العربية العتيدة في استدرارها لتحشيد دعم الدول الغربية واستمطار مساعداتهم واسنادهم في معاركهم المتطاولة مع شعوبهم..والتي يبدو ان الاحتجاجات قد كانت شديدة الوعي والتحسس المسبق المعزز بالانتماء الوطني الجامع الشامل الضام لعدم اتاحة الفرصة امام القوى المترددة والمتسالمة مع النظام والمؤثرة البقاء على التل بانتظار تحقق اشتراطات فقه الغلبة لكي تبدأ مراسم الدعاء للسلطان الجديد المؤيد بالسماء..
لا امل في النظام ان يتفهم انه قد ساعد بتهوره ونزقه وتهاونه في القيام بواجباته تجاه شعبه وامته في كسر الحاجز النفسي الذي نسجه كشرنقة من الرعب حول عقول ومدارك الشعب المصري العظيم ولكنه يبدو انها فشلت في النفاذ الى ضمائرهم وايمانهم بعظمة واصالة العمق الحضاري لشعبهم ولامتهم ..
لا امل امام النظام..الا المكابرة والعناد..ولكن مع الاضطرار التي التعايش مع فكرة التساؤل الجافل صباح كل يوم عن الجديد..والادراك الاقرب الى الهوس بانه دخل مرحلة الاحتضار الذي لا رجعة عنه..وان الحكم لن يكون بعد اليوم بنفس اليسر الذي كانت تدار به الامور..ولا بنفس السلاسة ولا الرتابة..وان كلمة السلطان قد فقدت سطوتها..وان قبضته القابضة على خناق الشعب قد اخذت ترتعش مفسحة المجال لتغلغل نسائم الحرية الملهمة المنعشة الى صدور المصريين..وان كانت الكرامة الزائفة للنظام قد تدفعه الى المزيد من التشبث بالسلطة ولو الى حين قريب..فانه يكفي الانتفاضة فخرا بانها قد انجزت اول نجاحاتها المرحلية من خلال قبرها مشروع التوريث المقيت الى الابد..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..
- لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..
- كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..
- اصوات نحب ان نسمعها
- الى حيث القت رحلها..
- رثاء متأخر لرحيل مبكر جدا..


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..