أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..














المزيد.....

التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جميلة هي تلك التصريحات الوردية المتفائلة التي تتساقط من افواه جميع النواب العراقيين مبشرة باشراقة مرحلة جديدة عنوانها التوافق والتفاهم وتغليب المصلحة الوطنية العليا واعلاء الممارسات التي تصب في مصلحة المسيرة الديمقراطية في العراق..وخصوصا تلك الكلمات التي تستحضر اجواء الاعياد وتوحي بأن الأمور باتت مستقرة ومتفقا عليها بين جميع الاطراف والفرقاء ,ولا سيما اذا اتت من القوى التي كانت لحد قريب تتمنع وتتفلت من الاستحقاقات السياسية والدستورية وتتخذ جانب التخندق شديد العدائية تجاه القوى الاخرى الفائزة في الانتخابات الاخيرة..
والاكثر اثارة لمشاعر الفرح هو الشعارات التصالحية التي ترفعها –وان كان بصوت مرتعش- بعض القوى التي كانت –ولوقت قريب-متقاطعة مع العملية السياسية برمتها..وخصوصا من بعض قياداتها الذين شملوا بقانون المسائلة والعدالة لترويجهم لافكار حزب البعث البائد..فمن المهم ان تتردد عبارات المشروع الوطني او المشاركة القوية او الشراكة الوطنية بدلا عن عبارات المقاومة والاحتلال والتهميش والاقصاء والاجتثاث العتيدة والمكرورة والمستهلكة والاثيرة لدى البعض..
يفرحنا ان نستمع لهذه العبارات الطيبة ..ونسر بها..ولكن كل هذا الكم من النوايا الحسنة لا يلغي الحاجة الى الاستماع الى الكلمة الوحيدة التي تضمد وتطيب خاطر المواطن العراقي النبيل والحليم والمتعفف والمترفع عن الاحقاد ومشاعر الانتقام.. ..وكخطوة أولية تعد اكثر من ضرورية لازالة الحاجز النفسي والمبدئي المتبادل ما بين تلك القيادات وباقي الكتل السياسية الفائزة بل ومع غالبية الشعب العراقي كذلك..الا وهي كلمة البراءة من البعث الصدامي المجرم والاعتذار للشعب عن افعاله المخزية..
فمن غير الممكن ..رغم الاحترام الكبير للاتفاقات السياسية وتوقيع القادة الوطنيين عليها..تقبل فكرة سحق كل التاريخ النضالي للشعب العراقي العظيم والدوس على دماء الشهداء الاطهار من خلال ايلاج العناصر البعثية الصدامية الى داخل العملية السياسية..حتى دون ان نلزمهم بالتبرؤ مما جنته ايادي النظام القمعي الديكتاتوري في حق دماء وارواح ومقدرات شعبنا..
وليس من الحكمة ..وباي حال من الاحوال..المراهنة على اي تهاون او تجاوز او تغافل ممكن عن التطير والتقزز والاشمئزاز -العصي عن الزوال- من اسم البعث من قبل الغالبية الكاسحة من ابناء الشعب العراقي البطل..ولا عن التعارض الحاد والقاطع ما بين البعث كسلوك وممارسة وتجربة وما بين مجمل القوى السياسية العراقية بقياداتها وكوادرها و مؤيديها وقواعدها الشعبية..من قضى منهم نحبه ومن ينتظر..
ومما يمزق القلب اعتبار المرحلة الحالية –من قبل جوق المتحدثين والمتحدثات باسم العراقية-مثابة للقفز نحو الغاء قانون المسائلة والعدالة ورد الاعتبار لجميع البعثيين "الشرفاء"..دون النظر عما يمثله مجرد التقول بمثل هذه الامور من الم وخيبة واحباط لدى العراقيين..
المطلوب من السادة المشمولين بقرارات الاجتثاث لاتخاذ دورهم الطبيعي في العملية السياسية الجارية الان هو صك براءة ممهور بامضاء قاضي مختص ومخول ومن خلال هيئة المسائلة والعدالة واستنادا الى قانونها.. وتقديم الضمانات اللازمة للشعب العراقي وقواه الحية وطلائعه السياسية بأن هذه الشخصيات لن تكون حصان طروادة جديد لتمرير العناصر البعثية الصدامية الى داخل العملية السياسية..بل والى مراكزها العليا من خلال انتحال الشعارات العروبية والوطنية والتلفع برداء العلمانية والليبرالية التي لا ندري منذ متى تشكل قيما ذات حضور في الممارسة البعثية التسلطية على رقاب العباد..
ان الشعب العراقي الكريم يتقبل أوبة اي فرد من ابنائه وله من المودة والفئ ما يمكن ان يستظل به الجميع.. شرط الايمان والوعي بان الديكتاتورية والقمع والاستئثار..وغيرها من التشوهات الممثلة بامتياز في فكر وممارسات حزب البعث ..هي ممارسة اقرب للفعل الجرمي الجنائي منها للعمل السياسي الواضح.. وان قائمة مطهرة من ادران الدنس البعثي الصدامي هي من سيتعامل معها الناس على انها قائمة عراقية ووطنية..وقياداتها هي من ستجد الجماهير تلتف حولها وتدافع عنها وتشرعن عودتها لممارسة دورها في العملية السياسية وتدعم تقاربها مع القوى الاخرى المؤمنة بمبدأ الحرية والاستقلال والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام الاخر..وبغير ذلك لن تكون لها اي فرصة في الامساك بزمام الامور حتى لو بذلت لاجلها الاموال وطيبت الخواطر ووزعت النياشين..وحتى لو ساندتها كل اشرطة الاخبار في الفضائيات الخليجية الرسمية.. وحتى لو اصطفت خلفها كل دول الاعتدال العربي ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..
- اصوات نحب ان نسمعها
- الى حيث القت رحلها..
- رثاء متأخر لرحيل مبكر جدا..
- كلام ضائع في الهواء..
- سبع وستون دقيقة..بين الانبعاث والاندثار
- سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..
- فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..
- ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟
- رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم
- رئيس وزراء بعشرة اصوات..
- موسم الهجرة الى الجهات الاربع..
- خطوط من نار تحت اسم البعث
- التحريض الاعلامي.. في عصر الريموت كونترول


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..