أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..














المزيد.....

لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 22:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نفس الخطل الروتيني ..ونفس سوء القراءة والتقدير المغرض للاحداث التي رافقت مخاضات بواكير الثورة التونسية المباركة..ونفس التخابث الاعلامي ..ونفس الكيدية الذهانية المرتبكة ..تتكرر في استعادات دوامية يبدو انها اصبحت علامة فارقة ملتصقة بالاعلام الرسمي العربي كمتناذرة عضال عصية على التقبل والاستيعاب او الاستساغة ولا ينفع معها اول العلاج ولا آخره..
كأنها طنين نحل قادم من قفير بعيد..بدأت بعض الهمهمات الاعلامية بالارتفاع مخرجة رأسها كالدغل الشائك من بين ازهار الياسمين.. بعد ان اخرستها تداعيات الانتفاضة التي عطرت سماء الحرية في بلادنا..معلنة انطلاقة حملات من التكسب والترزق على باب فضائيات الرأي الواحد الاحد المسبحة بحمد السلطان ..تلك الاصوات التي يبدو انها لا تتحصل على القدرة اللازمة للترفع عن الاسلوب التملقي التبريري المتزلف المستدر لعطايا ورضا وانعام المقام الاعلى..
فبعد الفشل المدوي للجهد الاعلامي الاستباقي الذي تعاطى مع الحدث الجلل بوصفه فعل انفعالي لحظوي متطرف يستحق اقسى عبارات التنديد والاستنكار ضد الحكم الصالح الانموذج الذي من اقتدى به اهتدى والمسوق على انه واجب الاسترشاد به في المنطقة المغاربية والعربية..وبعد محاولة الهزلية في تحويل الامر على انه مبارزة فردية بين الشهيد البوعزيزي وفاديا حمدي ..كان للسلطة فيها دور الحكم العادل الذي قام بزيارة الشهيد قبل وفاته، ولم يتوانى في اخراج الكارت الاحمر في وجه الشرطية المسيئة.. مع وعد بالتحقيق في الواقعة والتعويض بما قد يتجاوز قيمة صناديق خضار البوعزيزي المصادرة..وبعد التغطية الاقرب الى الفعل الجنائي في الترويج لجرائم الحرس الرئاسي والاجهزة الامنية المرتبطة برأس النظام وتلقفها بعيون مغرورقة بدموع الفرح المترع بالشماته والتشفي والتبشير بالانفلات الامني والدمار الذي سوف يحيق بكل الخارجين على ظل الله في الارض..والمتراقص مع ايقاع زخات الرصاص التي طالت الشعب الاعزل المغدور..بعد كل هذا..وبعد ان استطاع التضامن العظيم بين الشعب وقواه المسلحة الوطنية من اجهاض المؤامرة وحماية الثورة..وبعد الوعي الذي ابرزته الفعاليات الوطنية الثورية في فهمها العميق الى ضرورة الدفع باتجاه القطيعة مع ممارسات النظام مع الحفاظ على الشكل الدستوري للدولة..نجد الاعلام العربي –مستعينا باعلام الامة الاعلام هذه المرة-لم يتطور من خلال خطابه الا الى نحو تخليق ساحات جديدة من الايذاء والتشكيك والتنفير ..
فليس من الصعب ان نلاحظ ارتفاع وتيرة التحليلات التي تصب في خانة ان "الاحداث" الاخيرة لم ترق الى مستوى الثورة بل هي عبارة عن احتجاجات مطلبية او اعتراضات او تظلمات تهدف الى دعوة النظام القائم للاستجابة لها ولا ترمي في العمق الى القضاء عليه وبناء نظام جديد على انقاضه..وان هروب بن علي هو الذي دفع بالبعض الى امتطاء الحراك الشعبي المرتبك من نجاحه السريع والمفاجئ نحو تقويض النظام ..
وليس من الحكمة التجاوز على هذا الزخم المتصاعد من الكتابات التي تحذر من فوضى حتمية تتجه اليها البلاد العربية اذا استلهمت النموذج التونسي في التغيير..وقد ذهب البعض كثيرا في محاولتهم دفع جميع فواتيرهم مرة واحدة من خلال ربط الحراك السياسي الجاري حاليا في تونس مع تداعيات الثورة الاسلامية في ايران..
ولا يمكن للمتابع ان يمر مرور الكرام الغافلين على الجهد الذي يبذله حملة نور النبوة وبقية الله في الارض في مطولاتهم المملة الهادفة الى مقاربة واقعة الانتحار والخوض في تفاصيل احكامها الشرعية ..وايصالها الى نقطة الكفر ومبادرة الفرد لنفسه الى الله مما يوجب التأبد من الدار..وقد يكون بعض الحياء-او ربما الخوف- هو ما جعل البعض منهم يحجمون عن تكفير الشهيد البوعزيزي ولعنه على المنابر..وان كان هذا الحياء الشحيح نفسه لم يمنع البعض من دعوة المسلمين ان يصبروا على كل ما يتلقونه من جور حكامهم ..حقنا للدماء..وحتى لا تعم الفتن المصاحبة تقليديا للحراكات الشعبية.. اعتمادا على ان هؤلاء الحكام هم ولاة الامر الشرعيون مهما فعلوا، ومهما سرقوا ..ومهما ظلموا..ومهما خانوا..
كنا نتمنى ان يكون لهؤلاء القدرة على ان يقولوا خيرا ..او ان يسكتوا..وكنا نأمل ان يكون لهم قلوب وضمائر ينظرون بها الى الظلم والامتهان واليأس الذي يدفع الانسان الى ان يحرق نفسه حيا احتجاجا على الذل الذي وقع عليه..ولم نكن ننتظر من بعض مثقفينا ان يقارنوا ما بين كرامة وانسانية ونبل الانسان التونسي الشريف وما بين بعض السلال من الخضار..بل وضع صرخة الشهيد البوعزيزي في اطارها الرافض المقاوم للحرمان الممنهج للحقوق الاساسية للمواطن في الحياة والكرامة والمشاركة والعدالة الاجتماعية..وكنا ننتظر من علماء الدين ان يجهروا بما يجدونه في ايديهم من الكتاب عن لا شرعية ظلم العباد ..ولا حليّة مصادرة حقوق المواطن السياسية وحقه في الحياة الحرة الكريمة..وان الظالم كلب من كلاب النار..وان الثائر في سبيل شعبه وامته حبيب الله..كنا ننتظر منهم ذلك..والا فليسكتوا..
كنا ننتظر ان تكون اقلام مفكرينا وكتابنا دريئة تحمي الثورة التونسية الوليدة من محيط منقسم مابين موقف عدائي معلن ومابين تخندق دفاعي مضمر مدعومان بتواطؤ عربي مرتجف مقشعر يكاد ان يعض على شعب تونس الانامل من الغيظ..محيط لن يرضى عن تونس حتى تعود الى ملتهم..ملة القمع والطغيان ومصادرة الحريات وحقوق الانسان..
ولكن لا عودة الى الوراء..ولا وصاية لاحد على اهل تونس الابطال..فهم من احيا الكرامة العربية وهي رميم..وهم من دقوا ابواب القدر..وهم من مارسوا فعل الحياة..وهم سفراؤنا الى العالم الحر..
فلا وصاية لكم عليهم ابدا..ولا رأي..ولا نصيحة..ولا توجهوهم ..ولا تنظّروا لهم..ولا تعلموهم..فهم اعلم منكم..ولكم اما ان تقولوا خيرا..او ان تسكتوا..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..
- كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..
- اصوات نحب ان نسمعها
- الى حيث القت رحلها..
- رثاء متأخر لرحيل مبكر جدا..
- كلام ضائع في الهواء..
- سبع وستون دقيقة..بين الانبعاث والاندثار
- سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..