أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..














المزيد.....

التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استسهال مثير للقلق ..وخفة كبيرة اقرب الى الطيش..هي تلك السمة التي يمكن لنا ان نصف من خلالها ذلك الاندفاع الكبير الذي تمارسه بعض دول الاقليم في عملية جر شعوب المنطقة الى اتون التقاطعات الطائفية المهلكة..وبتبسط وتهاون قد لا يتلائم مع خطورة المنتظر من هكذا تفلتات ..
تبسط وتهاون متعجل ومتلهف ولا يرى ما بين قدميه.. قد يكون مستغربا مع كل هذا الاداء العلني المنقول فضائيا للنتائج الكارثية على الارض لايام الفتنة التي تم استنباتها في شوارع وارصفة واسواق العراق من خلال اعلاء القيم الطائفية وتقديمها كقيمة اولية مهيمنة على جميع المشتركات التي كان من الممكن ان تكون وسيلة صالحة لاشاعة روح الالفة والتسامح بين ابناء الشعب الواحد..
اندفاع متسرع..قد لا يكون متوافقا مع الروح الثورية التي تعصف نسائمها في ارجاء المنطقة والمبنية على المطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة وحق التعبير عن الخيارات السياسيةالحرة للشعوب..ولكنه قد يكون مفهوما من خلال التضاد الواضح والمعلن لهذه الشعارات مع مصالح وثوابت بعض الانظمة المتعتقة في الحكم والتي تشفق حد الفزع من موقف متأخر ومأساوي من المحتم ان يؤطر مواقع اقدامها في اي من معارك التحرر والانعتاق التي قد تواجهها تحت اشتراطات وتوجهات حركات التحرر الشعبية العربية ..
ومن هنا قد لا يكون هذا الاحلال الطائفي اللحوح الا كنوع من تحسين المواقع وتحصين التخندقات الرسمية للحكم..لخبرة الانظمة القمعية الاستبدادية الطويلة في اختلاق الازمات ولطول باعها وتمرسها في التلاعب بالتناقضات الطائفية خدمة لاهداف استمرارها في التسلط على رقاب بدأت تتململ من طول المطال في وحل الديكتاتورية والحكم الفردي العائلي المغلق..
تلاعب كان يتم دائما من خلال نشر خارطة المنطقة على طول وعرض الوطن وتأشيرها بالخطوط والعلامات المعبرة عن اولية التوزيع الطائفي والعرقي والفئوي والمتماهي تماما مع انتماءات الحاكم وخياراته الايديولوجية وتفضيله على مبدأ المواطنة المتساوية..اشارات غالبا ما يعدها السلطان ذريعة كافية لتمديد وتمطيط حدود تدخلاته وايلاغه في دماء الشعوب استنادا لقيادة ملتبسة منتحلة لمهمة الدفاع عن هذه الطائفة او تلك الفئة تجاه اخطار قد يكون الحكم نفسه من اهم عواملها..
ان محاولات جر شعوب المنطقة الى المساحة الهلامية الخطرة مشوشة الملامح والمعطيات التي تمثلها الطائفية تمثل فعل اقرب الى الجرم منه الى تأمين الحكم لمواقعه..ويعد ممارسة غير محسوبة النتائج بدرجة تعبر عن مدى استخفاف النظام الرسمي بوحدة النسيج المجتمعي للامة وامنه وسلمه الاهلي..ولن يكون من الممكن تمريرها –خصوصا في المرحلة الحالية- الا من خلال الاسراف في اغراق المنطقة في الصراعات الفئوية المسعورة بشبق القتل والتدمير والتي لا يمكن لها ان تسفر عن رابح اوخاسر..ولنا في الاعمال التي استجلبت الى العراق وسالت بسببها انهار من الارواح والدماء والجثث المقطعة الاوصال ونزف الثروات والمقدرات نموذجا عن عدم امكانية السيطرة على هذه الامور عند انطلاقها وخضوعها الحتمي للتفلت الخارج عن سيطرة كل الاطراف..
كما انها تذكرة لمن يوعى..ان نتائج المحاولات التي اقترفها النظام الرسمي في تغويل الوحش الطائفي واطلاقه في شوارع العراق ولبنان والبحرين واليمن كانت من السوء بحيث يتوجب النداء باعلى الصوت ضد الجهد الحثيث في تصديرها الى مناطق اخرى من المنطقة..كما ان المطلوب الان التعامل بواقعية مع المعطيات الجديدة التي تتفاعل على الارض ..والاقتناع بلا جدوى مناهضة الشعوب في مسيرتها الظافرة نحو الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية..والايمان بحتمية انتصار الارادة الشعبية الحرة على الحكم الاستبدادي المناهض للحرية والحق ومستقبل شعوب وللمسار التاريخي السليم..
كلنا امل في الصفوة الطيبة من الشباب العربي الثائر ..ان تثبت بتوحدها والتفافها حول الشعارات المعلية لمبادئ المواطنة وحقوق الانسان ..رفضها التام لاستخدام الورقة الدينية الطائفية من قبل الانظمة المعادية للشعوب..والتي يبدو انها لم تعد تتحصل الا على قدرتها على اثارة الفرقة والاضطرابات واستنهاض اسوأ ما في النفس من ادران وعتمة من خلال النفخ في رماد التمييز الطائفي والمجتمعي كمبرر وحيد لادامة وجودها وتسلطها على رقاب المجتمع..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..
- ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..