أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لؤي عجيب - حكمة الدم














المزيد.....

حكمة الدم


لؤي عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 20:23
المحور: حقوق الانسان
    


إن قمة الضعف هي الرحمة .. في عرف الكولوسيوم ... فعندما تحتشد الجماهير وتعلوا أصواتهم في فضاء الكولوسيوم .... تكون إراقة الدماء هي الهدف المنشود ولا شيء آخر... وما قد يصيبهم بالخيبة الكبرى ... هوأن يكون الطرف الأقوى يحمل مبدأ ... "العفو عند المقدرة من شيم الكرام" ... أو أن يحمل رسالة إنسانية بين ضربات سيفه القوية ... يستنكر فيها إراقة الدماء للتسلية ... لكن .. وقع النتيجة واحد لهؤلاء الجموع الذين دفعوا نقودهم وتجمهروا .. ليتلذذوا بالتمثيلية الحقيقية لإراقة الدماء .... ألا وهي استهجانهم للرحمة التي أظهرها البطل في حقنه لدماء انسان هوى أرضاً.. ولن تكتمل الصوره الأسطورية للبطولة عندهم إلا بالنهاية الدموية العنيفة ...
وفي مشهد آخر ... في السوق ... المدينة أو ربما أثناء الخدمه .. ترى نفس الأشخاص الذيم هتفوا للدم يطلبون العفو .. المسامحة والغفران .... ويتذللون لينالوا الصفح من أرباب عملهم عن أخطائهم التي اُرتكبت ... خائفين مذعورين من فكرة ضربات السوط التي سوف تدمي أجسادهم ...
ربما .... هذه الإزدواجية بالتصرف .. قد دفعت طرفاً ثالثاً للتفكير بالآخر المحكوم بالموت ... أن لا يكون موته مثار تسلية ... أو شماتة من الآخرين .... أو حتى ثأر .... واستنكارهم لتذلل الجموع لأربابهم.. لنيل الصفح عن خطأ ما... في حين أنهم يحاولون بشتى الطرق الوصول الى عقولهم للحوار معها ... وانقاذها من واقع التناقض المسيطر في حياتهم ....
و ربما لو سألت الآلاف في الطريق الآن .. ما رأيك بالثأر ...؟؟؟ لكان جوابهم شبه واحد ... أنه فكرجامد متخلف ضاع وسط رمال الصحراء حين سارت المدنية إلينا .... جواب جميل ... يناسب تطور الإنسانية من الفكر الصحرواي والفكر العسكري الذكوري الروماني ... إلى القرن الواحد والعشرين ...
لو كان السؤال الآخر للجموع التي تجمهرت في ساحة التحرير.... لماذا أنتم هنا ..؟؟؟
الجواب حسب ما تردد عنهم في الفضائيات... نريد اسقاط النظام ... نريد التغيير ... نريد الحرية والديموقراطية....
وفي سؤال آخر ... والآن ماذا تريدون بعد سقوط النظام .. وتحقق مطالبكم ... ؟؟؟؟ لماذا هذا التجمهر ..؟؟؟
نريد محاكمة حسني مبارك ... نريد أن نرى نهايته ... الإعدام ....
أرى الكثير من التوافق بين هذا المطلب وبين قضية الثأر ... أو التشفي " الشماته " .. ونفس مطلب الجمهور الذي نادى البطل الخرافي في الكولوسيوم ليقتل المهزوم في معركته ... ليريق الدماء حتى يكتمل يومه بالإنجاز ... والسعادة المنشودة بالتشفي ....
هل ستصاب تلك الجموع بالخيبة نفسها تلك التي أحسها جمهور الكولوسيوم لو نطق القضاء بأن " العفو عند المقدرة من شيم الكرام وهذه شيمنا نحن العرب ... لنخلي سبيل رئيس مصر السابق الذي تخلى عن منصبه وليذهب إلى شرم الشيخ يقضي بقية أيامه بسلام يراقب من بُعد مصر من بعده ..." وهل سوف يتجمهرون ثانية مطالبين بمحاكمة القضاء الذي عفى عن رئيسهم السابق ... ويعتصموا مجدداً في ساحة التحرير .... لينادوا بالثأر المبطن من هذا القضاء الذي استملكته الرحمه في هذا الرجل المسن الضعيف...
في حين قد أصبح التجمهر يأخذ حيزاً أوسع بالمعنى السياسي وأضيق بالمعنى الإنساني ألا وهو البعد الطائفي المقيت حيث أنه حدث وتجمهر الكثيرون في محافظة قنا يعربون عن استنكارهم أن يتولى شؤون المحافظة.. محافظ قبطي ثاني ... ومن هذا المنطلق آمل وبشدة أن يكون الطرف الثالث الذي بالتأكيد قد أصيب بخيبة الأمل الكبيرة لتدهور حال الجماهير ونزولهم لهذا المستوى اللا عقلاني .. آمل أن تكون أصواتهم مسموعه وأن تكون أعدادهم مقنعه لأولائك الذين يستمعون للناس بالعدد وبالكم ... لا بالنوعيه والحالة الفكرية ... لأن الديموقراطية تقاس بالكمية الموافقة ولا تعني بالنوعية المعارضة .



#لؤي_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين...؟؟؟
- الآخر ...
- منولوج .. يا ...
- تعرجات
- الحق رقم ألف
- الحق رقم واحد
- نسم علينا الهوى ...
- أسطورة نهر
- الإنتظار
- الزير سالم في ديارنا
- في الظل
- نبض قلب
- وجهات نظر 4
- وجهات نظر 3
- وجهات نظر
- بوسة شوارب
- احساس اسمه الحب
- نوستاليجيا2
- نوستاليجيا 1
- حكاية .. أول أيام الخريف


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لؤي عجيب - حكمة الدم