حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 14:57
المحور:
الادب والفن
أوّلاً: هواجس الجندي
صوَّبَ الجنديُّ بندقيتهُ باتجاهِ عشراتِ المدنيّينَ العزَّل
سقط ُ معظمهمْ قتيلا ً
لقد حلَّ الظلام
و هو الآنَ جائعٌ ينتظرُ سيَّارةَ التموين
ينتظرُ الخبزَ و المُعلّبات
هو الآنَ يتذكرُ ليالي طفولتهِ و نهارات ٍ قريبة
كانَ يحصدُ سنابلَ القمح ِ بالمنجلِ
يحزُّ في كلّ خطفةٍ عشراتِ السنابل
قبلَ أنْ يحلَّ الظلام.
&
ثانياً: هجاء
طنينُ السلام ِ
و رياحُ الحرب ِ الهاجعةِ
وجهان ِ متفارقان
لمملكةِ الصمتِ المُؤبَّدِ
سيدي الجنرال ِ:
قبَّحَ اللهُ وجه ُوجهكَ المرئيَ في مرايا الجنود
&
ثالثاً: نهاية رجل شجاع
يتلقَّى الشتائمَ مِنْ صوبٍ لا يراه
فكَّرَ أنْ يشنقَ نفسهُ
و لكن
مِنْ أينَ لهُ الحبالَ و الكرسي و الوقتِ
لتجهيز ِ المِشنَقة!
و مِنْ أين َ يأتي بالحشودِ و الجماهير ِ
كي تصفِّقَ و تهتفَ و تكبِّرَ احتراما ً لموتهِ!
فكَّرَ أنْ يطلق َ رصاصة ً في صدغهِ الأيسرَ
و لكن
مِنْ أينَ لهُ المُسدَّسَ و الرصاصةِ
و هوَ المحبوسُ بين َ جدران ٍ و مغاليق ٍ
و خلفَ أبواب ٍ سميكة!
كانَ يتلقَّى السياط َ و الركلاتِ مِنْ كلِّ صوبٍ
فكَّرَ لو يدخل في نفق ِ غيبوبةٍ لذيذ
و لكنَّ ركلة ً عنيفة ً
أصعدتً أمعاءهُ إلى الله
و زيَّنتْ في قلبهِ قنديلا ً على بابِ الفراديس.
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟