أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - سياقات ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.















المزيد.....

سياقات ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السياق الأول:

دعاوى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في كتب دينية أخرى, و دعاوى العلمية التي ينسبها أتباع عقيدة معينة إلى عقيدتهم دون غيرها, فثمة حالة قانونية – لا تخص الإسلام فقط - تربط العلاقة بين إحدى طرائق تشكّل العقيدة و العلم , هي استناد العقيدة في شرعيتها إلى العلم , بدلا ً من استنادها إلى نفسها كإجابة عن أسئلة ميتافيزيقية و تلبية لحاجات نفسية و صلاحيات اجتماعية مشروعة.

*

السياق الثاني:

في العصور القديمة و الوسطى كان الدين يلعب دورا ً مهيمنا ً في البناء المعرفي للإنسان , و يلعب دورا ً مهيمنا ً اجتماعيا و سياسيا, فمعظم الدول التي قامت آنذاك ذات مشروعية دينية قبل تبلور مفهوم الدولة القومية و الدولة الديمقراطية الحديثة, و قد التبس مفهوم العلم آنذاك بعلوم الدين و الفلسفة, و لم تكن العلوم قد أسِّسَتْ كحقول منفصلة محكومة بالمنهج العلمي التجريبي.

في تلك العصور كان الدين مهيمنا على العلم , و لم يحقق العلم – لظروف موضوعية- حضورا ً قويا ً وازنا ً , يستلزم تغيير في أنماط عيش البشر و العلاقات المجتمع , و لذلك لم يكن ثمة مبرر للتأكيد على الإعجاز العلمي لا في القرآن و لا في غيره من الكتب المقدسة.

و لكن مع تقدّم العلم و المنهج العلمي و التطور النوعي الذي حدث في مسيرة العلم ابتداء من القرن السابع عشر في أوربا و انتشر عبر العالم , وجدت الأديان نفسها في وضع لم تعتد عليه , و بدا كأن العلم يسحب من تحتها البساط و يتدخّل في قضايا كانت من صلب اهتماماتها كأصل الإنسان و نشوء الكون و المرويات التاريخية ..الخ , و حيال ذلك نجد ثلاثة مواقف تبنتها الأديان :

الموقف الأول: رفض الدين للمعرفة العلمية و محاربتها و اتهام أصحابها بالكفر و الهرطقة, كتكفير من قال بكروية الأرض و دورانها, أو الموقف من الدار وانيّة..الخ.





الموقف الثاني: المزاودة على العلم, و الادعاء بأن ما يقدّمه العلم من حقائق موجود بشكل ضمني في الكتب المقدّسة , و لم يشأ الله إظهاره للمؤمنين كونهم لم يكونوا مهيئيّن لذلك, و الآن جاء الوقت المناسب لإظهار الإعجاز العلمي في الكتب المقدّسة.



الموقف الثالث: و هو الفصل بين مشروعية و حقل الدين, و مشروعية و حقل العلم,

و هذا يستدعي تعديلات في فهم الدين و تعزيز طرائق تشكل جديدة للدين , تهيّؤه لهذا الدور . فبرهان الدين- تبعا لهذا الموقف- ليس في علميته ؟

بل برهان الدين في تأكيده على البعد القيمي و المتسامي للإنسان , و برهانه هو صلاحيته و الارتقاء بحيوية الفرد و الجماعة, و هذا الفهم للدين لا يتم بناء على قراءة مخلصة لحرفية النصوص , أو بناء على قراءة تبجيلية تقدّس التراث , و لكنّه يرتبط بسياقات تاريخية متغيّره جعلته ممكنا و ضروريا , ليس لجماعة المؤمنين فقط , و لكنه ضروري للمجتمع بكل أطيافه, فالدين – و هذا أكثر إلحاحا ً في حالة الإسلام –قضية لا تخص المؤمنين فقط, بل هو قضية تحدي تاريخي و حضاري لمجتمعات و دول بأسرها

أملا ً في بناء مجتمع و انتماء متصالح غير مشروخ.

*

السياق الثالث:

الإعجاز العلمي في القرآن هو جزء من تصوّر جوهراني للإسلام , ينتقل بالإسلام من عقد فئوي يلزم الموالين له و جماعة المؤمنين, إلى مشروعية ملزمة - بقوة إلزام العلم- للبشر كل البشر . فالإعجاز العلمي هو قرينة إلزام بغض النضر عن التصريح بذلك أو لا من قبل مروّجيه, و بالتالي هو ينمّي حضور ظاهرة العنصرية و تسويقها بلبوس ديني

*



السياق الرابع:

إمكانية توظيف مصالح الإعجاز العلمي للقرآن من قبل المسلمين, و الإعجاز العلمي للكتاب المقدس من قبل المسيحيين..الخ , في صراعات ذات بعد عقائدي موظّف سياسيا. ففي خطابات الاعجازيين من مسلمين و مسيحيين , هناك حضور للآخر العدو بشكل هائل, و هذه الإمكانية للتوظيف التبشيري و الصراعي تجعل من الصعوبة إقناع المؤمنين بخطل الإعجاز العلمي, و سيُنظر له على نطاق واسع بأنه انحياز لصالح الأعداء؟!

*

السياق الخامس:

لا يمكن فصل ازدهار ظاهرة الإعجاز العلمي عن السياقات الاقتصادية و السياسية و التكنولوجية المعاصرة

اقتصاديا :الطفرة النفطية في دول الخليج العربي و دورها في توظيف رأس مال "دعوي تبشيري"

سياسيا : الصراع السياسي مع الهيمنة الامبريالية الغربية , و زيادة الطلب على ايديلوجيا إسلامية " صلبة" جهادية تتصدّى "للغزو الفكري"

و تكنولوجيا : ثورة المعلومات و انتشار الفضائيات و الإنترنت و تنامي الطلب على مادة إعلامية – إسلامية- مرغوبة جماهيريا ً , و اقتراب الخطاب الإعلامي من خطاب المجتمع كما, هو بدون كثير من الفلترة و الرقابة.

*

السياق السادس:

اللا جدوى العلمية و الاقتصادية للإعجاز العلمي , فلم نجد اكتشافات أو اختراعات استُلهمت من نصوص مقدّسة, و لم نجد حلولا لمشاكل عملية أو تطويرا لثروات و موارد اقتصادية استلهاما من نصوص مقدسة.

بالمقابل نجد جيشا ً من المشتغلين و المنتفعين ماديا و رمزيا بالإعجاز العلمي, و نرى مؤسسات وهيئات ترعى الإعجاز العلمي ممولة من التبرعات الخيرية أو

مدعومة حكوميا من قبل دول تتبنّى فهم جوهراني للدين قليل الصلاحية , أليس من الأجدى صرف هذه النفقات على التعليم و الصحة و تطوير البُنى التحتية؟

لدينا الكثير من "الباحثين" في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

و القليل من المشتغلين بالبحث العلمي

الدراسات المنشورة بالعربية في موضوع الإعجاز العلمي تقدّر بالآلاف

أما الدراسات المنشورة في موضوعات علمية فقليل القليل

أي فصام هذا ؟!

و أي اعتلال للبداهة؟!

ملاحظة أولى : لا تتنافى وجهة النظر التي عرضتها في المقال السابق مع مشروعية الإيمان بالقرآن الكريم .

ملاحظة ثانية: يمنع استخدام هذه المقالة في سياق التبشير و الصراع الديني



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعادلة البائسة : الاستبداد أم الفوضى؟
- الظاهرة البوعزيزية.. و جنة عرضها وطن
- الإعجاز الرقمي عند الأقدمين- قراءة نقدية.
- هل الوجود أم الوجود المسيحي فقط في خطر؟!
- هل النطفة الأمشاج هي البويضة الملقحة؟!
- الدراما التلفيزيونية في قفص الاتهام!
- قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج3/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج1/3
- عين على قصيدة الومضه-قراءة في كتاب-
- تهافت الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
- فبركات زغلول النجار و الأحد عشر كوكبا
- حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد
- الشاعر المنتظر
- مدينة الموتى
- العقل بين الميتافيزيقيا..و طرائق التشكّل
- في البحث عن خرافة جوهر الانسان
- حول مصطلح نزع القداسة
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا


المزيد.....




- فرانسوا بورغا.. يحترم حماس ويرى الإسلاميين طليعة مجابهة الاس ...
- ماذا قال ترامب عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- الإدارة الروحية لمسلمي روسيا: الهجوم على أفراد الشرطة في داغ ...
- قائد الثورة الإسلامية يعود آية الله نوري همداني
- من سيكون بابا الفاتيكان المقبل؟ ترقب قبل أيام من بدء أعمال م ...
- البابا فرانسيس أوصى بتحويل -عربته- إلى عيادة لعلاج أطفال غزة ...
- الحاج بدر أبو اسنينة.. 47 عاما في حراسة المسجد الأقصى
- مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يدعو مجلس النواب للتصويت ب ...
- صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - سياقات ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.