أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - هل الوجود أم الوجود المسيحي فقط في خطر؟!














المزيد.....

هل الوجود أم الوجود المسيحي فقط في خطر؟!


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يتكرر بإيقاع مرتفع في السنوات الأخيرة, و لعل حادثة تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة 2011 قد أعطى زخما آنيا للسؤال.
إن مقاربة ظاهرة الوجود المسيحي في الشرق تتم على نطاق واسع من خلال رؤى تبسيطية اختزالية جوهرانية, و يمكن تبيان بعض ملامح هذه المقاربة بما يلي:
أولاً: اختزال أبعاد الكينونة الاجتماعية في بعدها العقائدي فقط, بحيث يتم تصنيف الناس بشكل اختزالي : هذا مسلم,هذا مسيحي, هذا سني,هذا شيعي ..الخ.
و ضمنا هذا من جماعتنا , و هذا كافر ضال ..الخ
فالكينونة الاجتماعية ذات أبعاد متعددة – راجع الايديلوجيا الحيوية لرائق النقري – إحداها هو البعد العقائدي فهناك أبعاد أخرى على سبيل المثال لا الحصر :زمان- مكان- سكان- عمل – علم – إدارة – قائد " و هذه الأبعاد كلها تؤثر في البعد العقائدي و تتأثر به .
ثانيا ً: تجريد الحدث عن سياقه التاريخي : فهو جزء من سلسلة أحداث عنف شهدتها محافظات الصعيد منذ عقود على الأقل و كذلك سجالات عنيفة تتعلق بحوادث بناء كنائس أو انتقال أفراد من الإسلام إلى المسيحية و بالعكس كذلك , و يمكن تتبع جذور تاريخية أكثر عمقا واكبت صيرورة تشكيل الهوية المصرية إبان دخول العرب المسلمين لها بقيادة عمرو بن العاص و التفاعل مع سكان البلاد الأقباط,فليس ببعيد أيضا ً ذلك السجال فكري تم من عدة سنوات بين مثقفين مصريين هل عمرو بن العاص غازي مستبد أم صحابي فاتح؟
و غالبا ً لن يكون حدث تفجير كنيسة الإسكندرية الأخير في سلسلة العنف الدائرة في مصر؟ فالحدث أكبر من أن ننظر إليه في سياق حادثة عارضة .
ثالثا ً: اختزال حادثة تفجير الكنيسة بكونها مؤامرة خارجية صهيونية أمريكية ؟
مع عدم استبعاد دور إسرائيلي مباشر أو غير مباشر لإسرائيل في هذا الأمر , و لكنه ما كان ليتم لولا وجود قوى و جماعات إسلامية مصرية تتبنى هكذا خيار و تنظر للوجود المسيحي كحضور غير مرغوب به, و ليس هذا بغريب على أدبيات القاعدة و الإسلام السياسي, قد لا تكون فكرة قتلهم و تهجيرهم هي القاعدة في خطاب بعض هذه الجماعات , و لكنهم على الأقل مطالبين – من وجهة نظرهم- بدفع الجزية – عن يد و هم صاغرين- لدولة إسلامية افتراضية تحميهم.
ثم إن هناك خيط رفيع جدا – في فكر هذه الجماعات- يفصل بين " الغرب الصليبي" و بين "النصراني المشرقي " المُشتبه بالعمالة للأصل المفترض
و هذا الخيط الرفيع يسهل تجاوزه بفتاوى جاهزة إن لزم الأمر.
إن عموم زعامات الإسلام السياسي و القاعدة ليست عميلة للغرب بقرينة أحداث 11 أيلول و استهدافها لجنسيات غربية ,و لكنها تلعب دورا – من حيث تدري و لا تدري – في إضعاف المجتمعات العربية الإسلامية و زيادة تشرذمها,بما ييسر الهيمنة الخارجية.
رابعا ً: اكتفاء كثير من رجال الدين المسلمين بإدانة هذه الجريمة – رغم أهمية ذلك كرد فعل مباشر - و سكوت بعضهم عنها, و الإدانة هي غالبا إدانة لفظية إعلانية بروتوكولية , لكونهم في المجمل يتبّنون خطاب ديني جوهراني يميّز تفاضليا المسلم عن غيره , من خلال حقوق و امتيازات واجبة, هو خطاب بحاجة لإصلاح شامل, يتجاوز النظر إلى الآخرين و ضمنا المسيحيين كمجرد خطأ ينبغي إزالته أو هدايته أو التفضّل عليه بالتسامح.
خامسا ً: التركيز على انتهاك حقوق الإنسان "المسيحي ", بمعزل عن الإطار العام لظاهرة انتهاك حقوق الإنسان بشكل عام لدينا , و ضمنه حق الاعتقاد و حماية الحريات الدينية , ففي كثير من بلاد العالم العربي و الإسلامي ثمة انتهاكات لحقوق الإنسان و تمييز ضد مسلمين مثلا , فيجب قراءة الظاهرة ضمن إطارها القانوني و الاجتماعي العام , و العمل على تجاوز القصور في وقف و فضح انتهاكات حقوق الإنسان و ضمنه الاعتقاد و الحرية الدينية.
*
في الختام ثلاثة أنوه بثلاثة أدوار:
الأول دور الحكومات : ثمة مسؤولية غائبة للحكومات و النخب العربية الحاكمة, في تجنب مجتمعاتها و بلدانها عواقب حروب طائفية أو تدخل أجنبي أو انفصال جزء من التراب الوطني"كحالة جنوب السودان". هذه المسؤولية يجب أن تُتَرجم في سياسات اندماج وطني حقيقة, ضمن إطار المواطنة و الدولة الحديثة و إصلاح القوانين و سياسات التعليم.
الثاني دور المسلمين: تطوير صلاحيات الخطاب و السلوك الإسلامي المعاصر , و تجاوز مصالح مضى عصرها :كمصالح الجزية- و مصالح قتل المرتد..الخ, و كذلك المشاركة في بناء أفق سياسي مدني"دنيوي" مشترك, بناء على فهم حيوي للإسلام .
الثالث دور المسيحيين: تطوير صلاحيات الخطاب المسيحي المشرقي المعاصر ,و البحث عن المُشتَرك العام , فالمسيحيين ليسوا بضيوف ,إنهم أصحاب أرض و شركاء ماض و حاضر , و ينبغي التركيز على إصلاح مؤسسة الكنيسة باتجاه أكثر شفافية و أقل مركزية , و تجاوز مصالح: الهجرة ,و التبشير الديني , و ربما الاستخدام من قوى الهيمنة الخارجية .



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النطفة الأمشاج هي البويضة الملقحة؟!
- الدراما التلفيزيونية في قفص الاتهام!
- قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج3/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج1/3
- عين على قصيدة الومضه-قراءة في كتاب-
- تهافت الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
- فبركات زغلول النجار و الأحد عشر كوكبا
- حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد
- الشاعر المنتظر
- مدينة الموتى
- العقل بين الميتافيزيقيا..و طرائق التشكّل
- في البحث عن خرافة جوهر الانسان
- حول مصطلح نزع القداسة
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا
- بوتريه الكهف
- الالحاد كإيديلوجيا شمولية ؟! ماجد جمال الدين نموذجا
- الشاعر غسان حنا في : -روحان لجسد واحد-
- العلمانوية .. و البحث عن محتوى لمقال فارغ؟!


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - هل الوجود أم الوجود المسيحي فقط في خطر؟!