ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 13:01
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مَن يظن أن نظام حافظ الأسد للأبد ، فهو واهم ، بل غارق في الوهم من رأسه حتى أخمص قدميه ، فلم يعرف التاريخ نظاماً أبدياً ، مهما بلغ طيغانه ، ومهما أشتدت غطرسته .
الأوطان والدول ليست أبدية ولا حتى دائمة الوجود ، فما بالنا بالنظم المستبدة التي يديرها حفنة من الأفراد ، هذه الحقيقة الدامغة يعيها نظام الأسد جيداً ، لكنه يتعمد تجاهلها وحجب نورها المبهر بغربال خوفه .
نظام الوريث بشار الأسد ، الذي يمر الآن بأعقد مرحلة عرفها طيلة سنوات حكمه الديكتاتوري ، يدرك أن نظاماً بوليسياً قائماً على القمع والقهر ، لن يكتب له التاريخ الاستمرار إلى ما لا نهاية ، في ظل تهاوي الأنظمة الفاشية.
فعندما يُقدم نظام الوريث على اعتقال الأطفال ، كما حصل مع أطفال درعا ، أو عندما يعتقل ناشطاً سياسياً بلغ من العمر خمسة وثمانين عاماً ، فإن هذا الفعل الأرعن ، إنما يدل على إفلاس وتخبط منقطع النظير ، كما يدل على بداية النهاية ، مهما حاول أن يزيف الحقائق ويقلب الوقائع .
رياح الحرية التي هبت نسائمها على العالم العربي ، بعد أن راكمتها سنوات القهر والحرمان ، عصفت في عروش أنظمة الفساد والاستبداد ، وحطمت أسطورة النظام الأبدي إلى غير رجعة .
لن يكون نظام الأسد استثناءً عن غيره من النظم المستبدة ، فنظرية حكمه القائمة على ثلاثية التقديس والتمجيد والتأبيد ، تهاوت بتهاوي أصنامها ، وتمزقت بتمزق صورها التي ملأت الساحات والشوارع.
يوماً بعد يوم ، ومع كل قطرة دم أريقت برصاص الغدر والخيانة ، تقترب نهاية نظام الوريث إلى الأبد ، فدماء الشهداء لا تقدر بثمن ، ولا تباع أو تشترى بحزمة القرارات والمراسيم المتهافتة .
نهاية نظام الأبد ، أصبحت حقيقة واقعة لا تقبل التأويل ، وأياً كان ثمن الحرية باهظاً ، فإن الخلاص من جذور الاستبداد ، واجب وطني وأخلاقي لابد من التضحية في سبيله .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟