ما يحدث في سوريا......نتائجه في بغداد

شمران الحيران

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تُعد الاحداث في سوريا من اهم الاحداث السياسيه في المنطقه حيث اتسمت طابعا منفردا اختلف كثيرا عما حدث في كلا من الدول العربيه الاخرى مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وذلك لطبيعة الوضع الجيوسياسي لهذا البلد وارتباطاته المتأصله بخيوط السياسه في الساحه العربيه..... حيث تُعد سوريا الرمح الدموي والمخلب السام للمخططات الايرانيه في كلا من العراق ولبنان وفلسطين لذا اكتسب مشهدها السياسي الاهميه الاعلاميه والمتابعه الجاده للاحداث



وقد يشكل سقوط النظام في سوريا زلزالا سياسيا مروعا ستنكشف المنطقه باكملها وستأخذ شكلا جديدا قد ينعكس بشكل ايجابي على كثير من البلدان الساخنه اولها العراق نظرا للسيره التاريخيه للبلدين وقوة التأثير ببعضهما وسيقع تأثيرا سلبيا مكلفا على حلفاء سوريه اولها ايران لطبيعة الحلف والمصالح الشائكه التي رسمتها السياسات في هذين البلدين والادوار المشينه في قتل الشعوب والحريات...ولا اتوقع ذلك سيحدث قريبا مما يتضح من خلال قراءة الموقف الغربي للاحداث وبالاخص الموقف الامريكي الذي توالت عليه عواصف عدوى الشعوب وانهيار الانظمه تباعا بدون اعراض جعلت مواقفه خجوله ومتردده كونه يدرك جيدا طبيعة الشعوب العربيه الفاقده للوطنيه بحكم عقود زمن الظلم والاستبداد التي اصبحت كفيله بخلو الوطنيه من صفوف هذه الشعوب الخانعه والمخصيه نتيجة الصمت الازلي لعقود الزمن كما هو في العراق ودول الثورات بعكس ما هو موقف فرنسا وبريطانيا الذي بدى اكثر حماسا واندفاعا لسعي الحرب ولتثبيت الموقف الاوربي واغتنام فرص الكسب وقلب المعادله بالامريكان لاسترداد ما فقدته هذه الدول من خساره معنويه في حرب العراق كل هذا جعل الامريكان يترددون في كثير من ان تكون لهم ادوار مؤثره في ليبيا وقرارات حاسمه في سوريا رغم ما يضمرون لهذه الدول وقد يحصل ذلك بدوافع الريبه والشك بما تفوح من روائح اسلاميه متشدده شابت هذه الاحتجاجات واختفت تحت ظلال الشعارات والحماس الشعبي وهذا ما تأكد اخيرا في تونس بعد الانجلاء تعالت اصوات رافضه لهذه التيارات المتطرفه بعد ان بدت تظهر بشكل واضح لتقطف الثمار اضيف الى ذلك المغازله السياسيه لعمر موسى في تصريح(لماذا يخشى الغرب النظم الاسلاميه) ناهيك عن ما تظهره الشاشات من قيادات ليبيه تقاربت رسمومها ومهاراتها من سرايا القاعده ...كل هذا جعل الامريكان في طور مراجعة الحسابات والتأني في الخطى خشية اعادة سيناريوهات العراق والايغال في الوحل العربي الجديد ولعدم توفرقدره امريكيه تحتمل النتائج المتوخاة مما قد يحصل .....ذلك جعل الحيره الامريكيه ظاهره للسطح تارة تشترك في العمليات العسكريه وتارة اخرى تتردد وتمتنع ويتلعثم الخطاب....كل ذلك يحعلنا نعتقد بان مايحصل في هذه البلدان فجع المخططات والمناهج الامريكيه بالتوقيتات المتسارعه التي اربكت التصورات الامريكيه خصوصا في الخساره الباهضه لامريكا واسرائيل في سقوط حسني مبارك الذي يعد الحليف المخضرم لسياسات الغرب والعرًاب البارع لرسم مناهج المنطقه والذي كان للولايات المتحده سهما في اسقاطه بعد ان ادركوا سقوطه الحتمي ليسجلوا لهم شأنا في اسقاطه لاخفاء حجم خسارتهم لهذا الحليف العتيد.


كل هذه التجاذبات ستطيل من عمر الانظمه في كلا من سوريا وليبيا وستوسع دائرة استنزاف الدم والعنف وسوف تسمح لوجود اقليمي في هذين البلدين.. واليوم تتوضح لنا صور في سوريا تتناقلها افواه السوريين والعيان تتحدث عن وجود سلطه شبحيه في سوريا تطال سلطة بشار الاسد تختزل عناصرها على اجهزة المخابرات السوريه
مع عناصر الاطلاعات الايرانيه وعناصر حزب الله تقوم بقتل المتظاهرين بطريقة مدنيه مصحوبة باللثام لترويع المتظاهرين ونعتهم بعناصر القاعده دون التمكن من الامساك باي منهم وهذا يقودنا الى نفس المشهد في العراق
حين تقتل القيادات والكفاءات تحت اعين الاجهزه الامنيه..حيث نستدل من ذلك بان الجريمه واحده ومن يقف مع سلطة بشار الاسد ويؤيد نظامه هو قاتل لشعبه وعميل للاجنده الاقليميه وسيطوى قيده في سلةالخزي و الخيانه

الخلاصه ان ما ستؤول له الاوضاع في سوريه ستنعكس نتائجه في العراق ايجابيا واضعاف الدور الايراني في العراق الى حد كبير وسيكشف ملفات في غاية الاهميه وخيوط تطال كبار المسؤولين وان مايحدث اخيرا في العراق من موجات الكواتم والتصفيات له صله كبيره بما ذهبنا اليه لتقطيع خطوط الوصول وطمر اوراق الادانه بعد ان اقربت الساعه وانشق القمر,,,,,وان غدا لناظره قريب.

#شمران_الحيران (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل