لماذا ارفض اختيار رئيس تحرير الصحف القومية (أو غيرها) بالانتخاب.. فقط لان ذلك قد يؤدى لخراب الصحف

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 20:59
المحور: الصحافة والاعلام
    

حاليا تزداد فى مصر الدعاوى لاختيار رؤساء تحرير الصحف (القومية) التى تملكها الدولة بالانتخاب وهى دعوة قد تبدو مقبولة ومثالية فى الوهلة الأولى، ولكنها لا تصمد للاختبار والبحث فيها فسوءاتها العديدة قد تؤدى كلها لنتيجة واحدة هى انخفاض مستوى تلك الصحف التى سيتولى رئاسة تحريرها رؤساء تحرير تم اختيارهم بالانتخاب ذلك أن هناك قاعدة تتعلق بعملية الانتخاب هى انه عندما تربط ما بين جماعة القائمين بالانتخاب وبين من يقومون بانتخابه علاقة تنافسية فان نتيجة الانتخاب تتجه غالبا لاختيار الأسوأ ، فالمنطق يقول انه عندما تكون لدى فرصه للترقى وهناك احتمال ألا أصل لهذا المركز له فإننى لان الآخرين لم يرشحوني لهذا الاختيار فإننى غالبا سأختار أن أتيح لنفسى فرصة الترشح عن طريق إظهار مساؤى من تم ترشيحه لذا فإننى سأعمل على تأكيد ترشيح الأسوأ لتتاح لى الفرصة السهلة لإظهار مساوئه ذلك حيث أن أخطائه ستتيح لى الفرصة الأكبر للتشكيك فى قدراته كرئيس ومن سم القفز لموقعه باعتباري صاحب الرؤية النقدية له أى الأكثر فهما منه، لذا فليس من الطبيعة أبدا أن يختار عدد من الزملاء الأفضل منهم لمنصب رئيس تحرير هذا هو الخلل الأول فى اقتراح انتخاب رئيس التحرير
الخلل الثانى هو انه إذا كنت قد تم تعيني بالانتخاب وكل زملائى لديهم فرصة مساوية لى فى الحصول على منصبى لعد فترة وجيزة، فإننى سأعمل جاهدا لإفساد فرص الآخرين إما بالتقليل من حظوظ نجاحهم لكى يستثنيهم الملاك من الانتخاب أو بالوقيعة بينهم وبين زملائهم، كما أننى كرئيس قد لا انحاز لصالح الصحيفة والمنتج النهائى الذى أتحمل مسئوليته ولكن لصالح عدم إغضاب أى زميل والنتيجة المؤكدة لذلك هى أن الصحف سيقل مستواها الفنى ربما عما هو عليه حاليا وقد تنهار المهنة التى فى حالة تحول حاليا من صحافة خبر لصحافة رأى وتحليل.
الخلل الثالث هو انه حتى إذا افترضنا فى الجميع نية الحسنة فنحن نعلم أن التفوق الكبير لشخص على مجموعة زملاء فى مهنة ما يثير تجاهه الضغائن لذا فان الزملاء قد يبررون لأنفسهم تجاهله ولو بشكل غير مدرك، كذلك نعلم أن هناك أشخاص لا فكر ولا مواهب مهنية لديهم لكنهم يتميزون بمواهب اجتماعية تؤدى لمحبة الآخرين لهم وقد يؤدى تولى هؤلاء رئاسة التحرير لانخفاض المستوى المهني وتتحول الصحف لمجرد صحف إعلانية، ونعلم كذلك انه عند تولى رئاسة التحرير بالانتخاب فقد ينتخب الجميع ابن مالك الجريدة أو رئيس مجلس الإدارة أو ابن مسئول كبير أو ابن احد الأثرياء ليس حرصا منهم على مصلحة الصحيفة بالطبع ولكن حرصا على مصالح شخصية
لكل هذه الأسباب ارفض الدعوة لاختيار رؤساء تحرير الصحف بالانتخاب

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل