|
بيكيني الحكومة المثقوب !
محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 22:24
المحور:
كتابات ساخرة
في الشاطئ ،على الرمال ،أو في خلاء بعيد عن صداع الرأس الذي نعيشه في مدننا ، أو حتى في أزقة ودروب الحي تجد كل الأولاد و الكبار أحيانا يلعبون الكرة. الجامع بين كل هذه الملاعب أنها بمرمى صغير لا يحتاج إلى حارس ! فالكل يريد أن يلعب ويدحرج الجلدة المنتفخة ولا يحب أن يبقى محصورا في مرمى بئيس ينتظر إلى ان تأتيه هجمة يتعرض بعدها للوم زملائه ! و حتى إن وجد مرمى ، فإنه يكون نظريا فقط مثل رافعة أرخميدس ! حَجَرتان تفيان بالغرض ،أما الارتفاع فلكل تقديره الخاص ! و يبقى للحكم إن وجد صلاحية احتساب الهدف على من يريد حتى و إن مرت الكرة فوق الحجرة مباشرة ! فهو بالضرورة حكم غير نزيه ! في بلادنا ، الكل يهوى هذه اللعبة غير المقننة و الصالحة للتقدير في أي وقت ،و القابلة لتغيير قانون اللعب في أي وقت ! حتى أن الحكم قد يضطر إلى رمي صفارته ليرتدي سروالا قصيرا ويكمل عدد الفريق الذي يحب ! لكن ، واجب علينا أن نقدر دور الحارس و الحكم ! فكلاهما يملك القدرة على إنهاء اللعبة متى أراد و بالنتيجة التي ترضيه ! و الحوار إن اشتد بينهما فهو مع ذلك يبقى حوارا اجتماعيا ! ممل أن تشاهد هذه المباراة المحسومة أصلا ،و المعروفة نتائجها في حوار أريد له أن يكون اجتماعيا بكل المقاييس ! فالحكومة ترى كل شيء أمامها ،وتختلي بالنقابيين ،وتستمع لخلاصات مكرورة عن المطالب ..تشاهد المتبارين و تصفر نهاية اللقاء متى شاءت ! وفي آخر المطاف يضطر المتبارون إلى نسخ قراراتها في أقرب كيوسك من بيت الوزارة ليزفوه إلى الناس في نشوة كاذبة ! لا أعرف لماذا يستمر نقابيو هذه البلاد ، بجميع تلاوينهم المقرفة ، في نفس اللعبة التي لم تعد تستهوي أحدا ؟ ! يشعلون النار من تحت أرجل الشغيلة و الأجراء و الكادحين ،ويعصفون بالشعارات و يلهبون الحناجر ليصلوا بنقاباتهم العتيدة كلها و الصامدة جميعها إلى قبول ما لا يسمح حتى بشراء بيكيني يستر عوراتها ! نقاباتنا في البلد السعيد هذا ،لا ترى أبعد من شوارع البيضاء الرئيسية و مقاهي الرباط المسلطنة ، أما كادحو المناطق المنسية التي لا يستطيع الزعماء وضع اصبعهم على مكان تواجدهم في الخريطة فهم مجرد رقم لمن يتقن الحساب ! ونتيجة هذه العجرفة الكاذبة ،نسيت نقاباتنا أن تحرس المرمى ،ونجحت الحكومة في احتساب أهداف مزورة ! الجميل ، هو ان اللاعبين الكومبارس هؤلاء ، أصبحوا يحسون بالملل من زيهم المعتاد ،لذلك صاروا لا يغيرون أماكن اللعب فقط ،و إنما يتابدلون حتى الفرق..النقابية ! ففي المغرب ، أصبحت نعمة التعدد النقابي غير مقتصرة على محبي الزعامة و الانفراد بالامتيازات فقط ،بل انخرطت فيها حتى قواعد تلك النقابات ! إذ كما صار لنا في البلاد تعدد في النقابات ،صار ايضا تعدد في داخل المنخرط الواحد ! أصبح الواحد منخرطا في كل النقابات و يمتلك كل البطائق ! إلى درجة أنه يمكن ان تجد شخصا حاملا للتناقض في جيبه ،فهو في نفس الآن نقابي في الحكومة و المعارضة ! ويردد شعارات اليمين و اليسارمعا ! بالنسبة للمكاتب الوطنية ، فالأمر أصبح متجاوزا ! فهو معيار من معايير الحرية و الديمقراطية ! فهي من دعاة التعددية !!! لذلك ، نجد أنها لم تعد تهتم للأمر.. المباراة جد مملة ، و الحكومة الحكم و الخصم ، تدير الحوار و تنتهي بفرض جدولتها الخاصة ! و اللاعبون يحتفلون بنصر مزيف ! و الجمهور انصرف عن الميادين كل إلى ذاته ، يخيط له لباسا مزركشا بكل التلاوين النقابية !ويملأ آذان زملائه سخطا على من باع الماتش ! يحضرني الآن ،أن فريقا كرويا مغربيا لم يترك كأسا إلا و حاز عليها ،و تخصص في كؤوس العرب الثمينة و الفارغة،لكنه لم يكن له جمهور ! ولحل هذه المعضلة اتخذ قرارا شجاعا فاندمج مع غريمه ! لماذا إذن لا تندمج النقابات مع الحكومة؟ ! لا حرج في هذا الأمر فهو فقط طلب للتجمع العائلي ! أظن أن الناس قد حققت الاندماج النقابي في دواخلها،بينما لازالت النقابات تنتظر من يستر عوراتها ولو ببيكيني مثقوب تتصدق عليها به الحكومة !
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..
-
ايميلات مزعجة !!
-
سيكولوجية القرعة* !!
-
الجريدة الأكثرمبيعا في المغرب..
-
الأرض فيها العطر و النساء..
-
القرقوبي في لسان العرب!!
-
خيل الحكومة..
-
حين يغضب فبراير!
-
الشعب يريد..البارصا و ريال مدريد!
-
شعوب سكر زيادة!
-
الحطيئة رجل مبدإ..
-
الويفي مطلب شعبي!!
-
البعوضة كائن رأسمالي !
-
تصديرثورة و استيراد دستور !
-
عقدة المعلم!
-
الديكتاتور و المرآة..
-
شعب يحب الألوان..
-
العصيان الزمني بالمغرب!!
-
بلاد لا تستحق الأنوثة
-
ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
المزيد.....
-
رفض المبعوث الأفغاني الوقوف أثناء عزف النشيد الإيراني بسبب ا
...
-
5 أفلام عربية تخوض سباق الأوسكار لأفضل فيلم دولي
-
أحمد مزيد البوني.. الرجل الذي رَقْمنَ المحظرة الشنقيطية
-
تقنية الرنين المغناطيسي تكشف كيف نفضل الأفلام على نتفليكس
-
نجمة السينما الإيطالية صوفيا لورين الحائزة على جائزتي أوسكار
...
-
روسيا.. إطلاق مشروع -أصوات المستقبل- المسرحي
-
صحفيون عرب يشاركون في ورشة عمل نظمتها RT (صور)
-
-أخشى الموت-.. فنان مصري مشهور يستغيث
-
يقدم تجربة تفاعلية مختلفة.. افتتاح معرض -يفغيني أونيغين- في
...
-
تأريخ الوقائع شعرا.. من سقوط العثمانيين لما قبل النكبة
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|