أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - الويفي مطلب شعبي!!














المزيد.....

الويفي مطلب شعبي!!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 20:16
المحور: كتابات ساخرة
    


الويفي اختراع بارع..و الذي اخترعه أبرع منه ..نحن مدينون له بذكره بالخير إلى أن ينام القمر و يطلع نور الشمس في صباحات أوطاننا..
تصوروا أنه بمجرد أن تبدأ في استخدام جهازك المحمول إلا وتتبوأ مكانتك اللائقة بك في عالم الانترنيت،دون عذابات الاشتراك أو كذبات شركات الاتصال التي لا تنتهي !!
تبحر في سماوات الفن و الثقافة و السياسة و اليوتوب ،وتوصل كلامك الثقيل إلى الآخرين في أقصى البلاد دون عناء ومن كرسيك في المقهى الذي تخشبت فوقه ساعات طوال !!
أرى صديقي ،يوميا، حاملا محفظته الجامعة لدروسه و مواهبه و أحلامه ومحموله ،مسرعا في خطوه كي لا يحرمه زبون شاي من مقعده المفضل في مقهاه..ومدة طويلة و أنا أتساءل عن هذه السرعة و ذاك الابتعاد عن المقهى الذي لطالما جالسنا بعضنا فيه..
وحين تنازلت قليلا عن كبرياء اللاسؤال ،كانت إجابته أن الويفي متوفر هناك وبسرعة صبيب خيالية !!
منذ أن غزا هذا الاختراع بلادنا ، هجر معظم الناس مقاهيهم الشعبية أو قليلة التبرجز إلى مقاه كبرى ،أغلبها تحمل على ظهورها إقامات أو فنادق سياحية.. وذاك هو السبب المبطل للعجب..ففي بلادنا نفضل السياح إلى درجة التقديس ، وبلغ بنا التقديس ذاك أن وفرنا في فنادقنا و مقاهينا خدمة حديثة عالية الاستخدام لأناس أغلبهم أتى حاملا سنين عمره التي قضاها في مصانع أوربا مبتغيا دفء البلاد وعذرية الأمكنة..أغلبهم لا يحتاجون الويفي الذي يظن صاحب الفندق أنه مهم إلى تلك الدرجة،فهم في أغلبهم لا يأتون إلى بلادنا كي يتواصلوا بالانترنيت التي نظن أنها التصقت بجلودهم..هم يحملون معهم على الأكثر آلة تصوير كي يصطادوا بدويا مسكينا يركب حماره قاصدا سوق المدينة.. !
ماذا كانت ستخسر دولنا لو أنها اشترت جهاز ويفي كبير جدا ، ووضعته على قمة أعلى جبل في البلد و مكنت الناس، كل الناس، من خدمة الانترنيت.؟ ! ولأن الفكرة ستكون مغرية للناس فإني أتوقع أن شبان الوطن و شيوخه سيقومون بحمله على ظهورهم و الصعود به إلى الأعلى حتى لا تتحجج الدولة بقلة الامكانيات ! و نظن بما لا يدع مجالا للشك أن عباقرة "درب غلف"بكازابلانكا قادرون إلى حد الاعجاز أن يخترعوا جهازا أشبه بالاختراع ووفق خصوصيات البلاد ،إن تحججت الحكومة بقلة ذات اليد لشرائه !!
وبذلك ، تكون قد أسدت خدمة للوطن وبسطائه ووفرت لهم قدرة الاطلالة من نوافذ النت على بيوت الآخرين في العالم ،وتكون قد محت تلك الصورة التي تسوقها كل يوم بطرقها الخاصة على كون الناس في أوطاننا لا يستحقون تغييرا يشبه ما للآخرين في البلاد المتحضرة.. وستزول الأمية المعلوماتية و الفكرية و السياسية إلى درجة لا تصدق...
يحملني التصور السريالي هذا حول الويفي دوما إلى فكرة غريبة ،ترى هل لهذا الويفي تأثير لا ترغبه الحكومات مما يجعلها ممعنة في إغفال إمكانية إتاحته للمواطنين بدل تشجيع رجال الأعمال على توفيره لسياح أغلبهم في العقد الأخير من مئويته الأولى يحمل فقط حلم الطفولة في امتلاك آلة تصوير بنيكاتيف؟
لقد أصبح لدينا نوع آخر من زبائن المقاهي تلك ، يجلس ساعات طوال فاغرا فاه في صور النت و مقالاته ، متسمرا في مكانه لا يفارقه إلا لقضاء الحاجة الطبيعية الملحة أو بعد انتهاء بطارية التشغيل..اما السائح الذي تظن وزارات سياحتنا أنها ترضيه بخدمة رائعة فهو غير مهتم بهذه الخدمة الأسطورية ،لأنه بعد الانتهاء من استلقائه اليومي على رمال الشاطئ وبعد استحمامه الساخن في الفندق ،يشتري قارورة ماء رخيصة من بائع متجول و يحمل بعضه إلى اقرب سيبركافي و يكتري ساعة انترنت بدرهمين ليرسل عبر الايميل صورة البدوي ممتطيا حماره أمام إشارة المرور لصديقته القديمة في عيد ميلادها الثامن و التسعين !!



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعوضة كائن رأسمالي !
- تصديرثورة و استيراد دستور !
- عقدة المعلم!
- الديكتاتور و المرآة..
- شعب يحب الألوان..
- العصيان الزمني بالمغرب!!
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !
- تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره


المزيد.....




- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - الويفي مطلب شعبي!!