أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - يا زمان الوصل بالنحل و العسل!














المزيد.....

يا زمان الوصل بالنحل و العسل!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 16:16
المحور: كتابات ساخرة
    


بكل حنين اتفكر في السؤال الذي طرحه علي معلمي الشديد القوي وكأنه طرح علي لتوه..أي من الحشرتين النحلة أم الجرادة نافعة للإنسان.. ارتبك في داخلي التفكير ، و سقطت في فكري صورة الجرادة الجميلة التي أذهب للبحث عنها كل يوم في مطار مدينتي الذي عاد مهجورا..فأجول باحثا إلى ان أجدني في كثير من الأحيان بعيدا كيلومترات عن المدينة ! قارنت الصورة مع صورة النحلة التي لصقتني يوما بعد تناول فطوري ،و كأنها تثأر لصديقتها الجرادة التي نفذت فيها حكم المؤبد بوضعها في سجن من علبة سردين صدئة تحت التراب !
قفز إلى رأسي الجواب منطقيا ، الجرادة التي لم تسئ إلي حشرة نافعة ، و النحلة التي لسعتني بشدة عل كف يدي ضارة بالأكيد.. !!
لأول مرة أنتبه إلى أن النحلة التي تلسع ،أو تعض ، لها أنصار كثر ومتعاطفين شديدين اقوياء مثل معلمي..لأنه قبل أن يجعلني محط سخرية و يتجول بي عبر أقسام المدرسة بعبارة "هذا كسول" ، وجه إلي لكمة تلاها وابل من الضربات التي أسقطتني أرضا بشكل جعلني أتمنى لو أن النحلة عضتني بدل هذا التعذيب..
لو ترك لي معلمي الفرصة لشرحت له بهدوء أن الجرادة لم تعضني يوما ، أنا الذي سجنت الكثير منها في معتقلات سرية أنسى مكانها. ! و أن النحلة التي يدافع عنها بشراسة تريد دوما الاستيلاء على ابريق الشاي الذي تركته لي جدتي كي أفطر منه بعد عودتي من المدرسة..سأقول له أنها مع كل محاولة مني لأسترجاع الشاي و طردها بعيدا عني إلا و تلسعني تاركة إياي بدون شاي و بلا رغبة في الأكل متمرغا في حر اللسعة و دموعي.. !
لم أفهم سنة دراسية كاملة ماتعرضت له من معلمي ، و الأنكى أني لم أفهم إلا في السنة الموالية سبب كون النحلة نافعة و الجرادة ضارة ، حين شرحت لنا معلمتنا الجديدة التي أغرمت بها في دواخلي ذلك.. قالت ببساطة إن النحلة تعطينا العسل الذي فيه منافع للناس يداوي و يعافي و يمنحنا لذة المذاق..
بقية الدرس فهمته من الواقع، فالجراد شن هجوما كاسحا على الأخضر و اليابس و لم يترك سوى بقايا نبات..حينها فقط فهمت أن الجرادة ضارة و تستحق أحكام المؤبد التي نفذتها فيها.. أما النحل فلا زلت أذكره بخير أول ملعقة عسل غير مزور تذوقته ، كان حلو المذاق لاسعا للحلق مداويا لانتفاخات اللوزتين التي كانت تسقطني أياما طريحا للفراش.
النحل تغير كما تغير عسله ، لم يعد يزورنا في فناء المنزل كلما أعددنا شاي الصباح أو المساء ، لا أدري سبب ذلك، وعسله الحلو اللاسع للحلق أصبح مزيجا من السكر الذي مر عبر أمعائه حين تحول إلى غذاء معد له في صناديق خلاياه ! أما باعة العسل فقد جعلوه شبيها بمربى رديء لا يستحق حتى عناء التذوق...
رحم الله معلمي الشديد الذي (ربما) كان يحب العسل إلى درجة الشروع في قتل تلميذ..و ذكر الله بخيرمعلمتي التي أغرمت بها في زمان الوصل بالنحل و العسل..



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - يا زمان الوصل بالنحل و العسل!