أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - عقدة المعلم!














المزيد.....

عقدة المعلم!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 23:17
المحور: كتابات ساخرة
    


أزعم أنه لا يوجد مواطن عربي لا يحمل في ثنايا نفسيته المهترئة بالهزائم الصغيرة و الكبيرة و الأحلام المرجأة إلى حين عقدة المعلم.. ذاك الرجل الأول الذي يتعامل معه بمنطق مختلف عن منطق والده لأول مرة ، معبدا الطريق لأشباهه في ما تبقى من مشوار حياتي طويل.
وأزعم كذلك أن كثيرا من الناس لا يستطيعون و لو أرادوا نسيان المعلم الذي شبح أجسادهم الصغيرة وانهال على مؤخراتهم بعصاه إلى أن أتى غيث منها..هذه الذكرى اللعينة التي لا تكاد تفارق أغلبنا أصبحت محددا أساسيا في التعامل مع كل منتم لهذه الشريحة..
ترى الناس ينفرون في الغالب أو يعبرون عن النفور كلما تعلق الأمر بحديث عن معلم او معلمة ، فتبرع مخيلاتهم في رسم صور كاريكاتورية للذي كاد يوما أن يصير رسولا..بالطبع دون قيام له.
للمعلم صور مرعبة في متخيل الناس ،خصوصا الذين لا يحملون ودا له ،فهو البخيل دائما الذي يتفنن في شراء خبزة واحدة كي يطعم بها أفراد عائلة العشرة ،و هو اللابس نفس البنطال المكوي بعناية والقميص فاقع الزرقة أو شديد البياض فلا يغيره إلا مع انتهاء الأسبوع..وهو الذي يفر للمكتري برزقه أو يجلس في مقهى لمدة طويلة مع أصدقائه دون أن يشرب شيئا ،وإن شرب فذاك فقط حين يؤدي عنه شخص آخر..
يحمل دائما نظارات قديمة الموديل ،ويحمل في جيبه آلة حاسبة..ويتحدث لغة المقررات حتى مع بائع النعناع.. !
يظل على هذا الحال إلى ان يبني له بيتا كبيرا و يشتري سيارة فارهة يركنها في الكراج دائما مخافة استهلاك البنزين..لدرجة أن الناس يوصون بشراء سيارة المعلم و الابتعاد عن الزواج بطليقته !!
مجتمعنا النقي جدا لا يترك للمعلم المسكين فرصة للتنفس ، فهو المسؤول على كل الخراب الذي آلت إليه عقول أجيال الغد ، لأنه لا يعمل و يأخذ مرتبه حراما لقاء كسل..
لنقلب الصورة ، أغلب الناس هؤلاء على غي في اتباع هجوم على من لا يستأهل ذلك..فالبخيل ذاك في بلادنا يتلقى مالا يستحق من الناس و حكوماتهم..وحين تنتفض البلاد على حاكم أو على شطط ، تراه أول من يهتف بالتوق إلى التغيير بينما الحاقدون عليه جالسين حصائر على الحصائر ينتظرون زوال حظر التجوال !!
البخيل ذاك ، إن قسمنا مرتبه باستعمال آلاتنا الحاسبة التي نخفيها في أصابعنا على أيام الشهر لوجدنا أن حصة اليوم لا تكفي للتمتع بالحياة التي تتمناها كما نتمانها..جري دائم وراء سد الرمق وارتشاف القهوة أو غيرها لتحمل أبنائنا الذين لا نسألهم عن دراستهم إلا في بداية العام الدراسي الجديد..وحتى المرتب الذي قد نحقده عليه ،لا يساوي دقيقة عصبية أو أمراض لا نقدرها يخلفها في دواخله ابناؤنا الذين نرمي بهم من الباب لنأخذ قيلولتنا أو نرتمي في أحضان زوجاتنا..
المعلم ذاك الذي نعني ، ونهاب ، أونحقد،ونكره ،لن نستطيع انتزاعه من ذاكراتنا أو تاريخنا الخاص..فنح لم نولد حاملين خشيبات الحساب لنعد خصالنا ، أو متكلمين لغاتنا الركيكة التي نتودد بها الى السياح..
وحين تزداد الأسعار ، وتكثر المشاكل ،ولا تكفي سويعات الدراسة ،تراه مضربا نقيم الدنيا ونقعدها ويزداد حنقنا أكثر من الحكومة التي عصاها على ظهورنا وقفاه.. فقط لأن أطفالنا يظلون حائمين حولنا يسلبوننا راحة زائفة و يذكروننا بالأفواه التي علينا أن نطعمها ،فنخفي فشلنا بمحاولة الهجوم على من يستطيع ما لا نستطيع...
هو يستطيع أن يعلم الطفل لغة لا نتقن تعليمها..ويقدر على جعل الابناء الأربعين للآخرين صامتين منتبهين إليه..ويستطيع انتزاع الكلمات و الجمل مع أطفال لا يكلمهم آباؤهم..ويستطيع الانصات لأبرياء قدر عليهم أن يأكلوا و يشربوا ويناموا فقط في بيوتهم..يقدر على تغيير سلوك قد تفشل في فهمه..يصاحب أبناءك في زمن تربية مختلفة استقالت منها الأسر...
والأكثر من ذلك ، هو الوحيد الذي يستطيع أن يقف شامخا عارفا متكلما غير مرتبك أمام تسعين عينا منتبهة إليه كل صباح !!
فهل نستطيع؟؟
أزعم أن الناس في بلدي مرضى بعقدة نفسية إسمها المعلم ،ما أرى وطني قادرا على المضي للمعالي دون شفائهم منها..
كما أزعم في النهاية أن الناس ، كل الناس ،طوب وحجر...



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور و المرآة..
- شعب يحب الألوان..
- العصيان الزمني بالمغرب!!
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !
- تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - عقدة المعلم!