أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - الأرض فيها العطر و النساء..














المزيد.....

الأرض فيها العطر و النساء..


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 22:21
المحور: كتابات ساخرة
    


بليغة هي هذه العبارة للشاعر الراحل نزار قباني.. إذ أنها تبدو للوهلة الأولى عند أي مستمع أو قارئ عبارة طبيعية و جد عادية تماما مثل مبرهنة اقليدس في الرياضيات ! .. المبرهنة التي تقول : من نقطتين في المستوى يمر مستقيم واحد ووحيد.. !
لا زلت أذكر أنها بدت لي جد عادية في الصف الإعدادي ، وما زاد ذلك الاعتقاد رسوخا حينها هو تعليق الاستاذ أن اقليدس لم يأت بشيء جديد أو اختراع معجز في هذه العبارة !!
الأرض فعلا لا يوجد فيها أجمل من العطر و النساء !.. فاكتشاف العطر، رغم بداهة الأمر في بداية التأمل ، جعلنا نحس بآدميتنا المخزونة وسط كم هائل من الروائح المزكمة !
لو عدنا بتاريخنا الشخصي لمرحلة عدم استعمال العطور ، لوجدنا أننا لم نكن نحتمل أجسادنا النتنة كل صباح ،و لا أفواهنا التي تنفث ملوثات لا تستطيع معه حتى ذكر تحية الصباح للتي تقاسمك الفراش!! ولأن الماء كان بحساب ، و حنفيات الحي التي تزدحم عليها أسر بكاملها كل صباح ومساء لا تكفي للإستحمام اليومي أومرة كل يومين،فإننا كنا نخزن ما يكفي لذلك كل أسبوع ! وإن جفت أعين السماء في عام ، ترانا لا نستحم إلا مرة كل عيد !!
كانت قنينات العطر التي تباع في الأسواق الأسبوعية تفي بالغرض ،فنصب ما تيسر منها على أجسادنا كي تطرد روائحنا الآدمية اللعينة ! والأكثر نباهة فينا هو ذاك الذي كان يصب سائل العطر الفرنسي الرخيص على ملابسه كي يدوم مفعوله أكثر،فلا تصيبه قشعريرة برودته حين يلامس جلدته !!
العطر إذن ،وقبل عصور ، كانت له هذه المهمة الانسانية و التي تشعرنا بآدميتنا و لا تنفر الآخرين منا !
ثم إن العطر ،اليوم هو حامي علاقاتنا المتشعبة مع بني جلدتنا ، لكنه صار يميز فينا ابن المدير من بكر عامل البناء..وصارت ماركاته الجديدة يدل على موقعنا الاجتماعي .. لقد صار العطر طبقيا !! إلا أن شعوبنا العبقرية استطاعت أن تخترع شيئا اسمه العطر الجنيس..وهو عطر من درجة ثانية أو ثالثة لكنه يحمل نفس الإسم من ماركة عالمية و بأثمان في متناول الجميع...فالحاجة للعطر هي أم اختراع المزور منه..
أصبحنا وفق هذا الاختراع الرهيب لا نخشى الاقتراب من الآخرين في الاتوبيسات و الإدارات ،وعدنا نحس بالرغبة في البقاء مدة أطول في المكاتب و مع رؤسائنا في العمل !!
و الأهم من هذا كله ، هو توددنا للنساء العطرات و توددهن لنا على حد سواء !!
أكاد أجزم ، أن أول من اكتشف العطر عانى من كل ما عانيناه ،ورغب في تعبيق رائحة العالم ..وأكاد اوقن ، انه أسدى أهم خدمة في التاريخ للنساء !!
و إن ارتبط العطر بالنساء كثيرا ،فهو فقط من باب الجميل للأجمل..فالنساء يا سادة هن الصورة الجميلة للأرض و العالم..هن رائعات حبا و حنانا و أناقة..و العطر هو رائحة الكون الفواحة بالعشق و الروح ..
لا أظن أن استاذي في الرياضيات أخطأ في تعبيره لأنه أردف متداركا أنه لولا اقليدس لما انتبهنا إلى مبرهنة المستقيم الوحيد المار من نقطة في المستوى..لذلك أرى أنه لولا نزار لما انتبهنا إلى أن الأرض ما فيها أجمل من العطر و النساء. !
اقترح عليك سيدي أن تهدي حبيبتك قارورة عطر فهي أثمن و أروع من حلي الأرض كلها،فهي تشعرها بأنوثتها وتشعرك برجولتك إن هي أهدتك قارورة أخرى تجعلك تستفيق مرتاحا لتقول لها: صباحك عطر !!



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرقوبي في لسان العرب!!
- خيل الحكومة..
- حين يغضب فبراير!
- الشعب يريد..البارصا و ريال مدريد!
- شعوب سكر زيادة!
- الحطيئة رجل مبدإ..
- الويفي مطلب شعبي!!
- البعوضة كائن رأسمالي !
- تصديرثورة و استيراد دستور !
- عقدة المعلم!
- الديكتاتور و المرآة..
- شعب يحب الألوان..
- العصيان الزمني بالمغرب!!
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !
- تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - الأرض فيها العطر و النساء..