أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ملوك مزيفون















المزيد.....

ملوك مزيفون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


كل ملك في الأردن منفرد بتخصصه الدقيق, فلا يوجد في الأردن ملك عام لكل شيء إلا الملك الحقيقي,ولو أردتُ أنا أن أعلن نفسي ملكا أو لو أراد الناس بأن ينصبوني ملكا في الأردن فما هو نوع التاج الذي سأضعه على رأسي؟ فهل مثلاً أضع على رأسي تاج العمارات السكنية ؟ أم أن يسموني كما كانوا يسمون ملك تنكات نضح المياه العادمة في عمان؟ أم مثلاً ملك تجارة الورق أم تاج الطحين أم حليب الأطفال لأقول عن نفسي بأنني ملك الحليب المجفف أو ملك أجهزة الاتصالات؟ أم مثلاً أقول عن نفسي بأنني ملك الفيس بوك طالما أن الذي مثلي لا يصلح للتجارة؟ أو ملك الحوار المتمدن إن كان في الحوار المتمدن ملوك حقيقيون وملوك مزيفون مثل ملك البندوره الحقيقي الذي يتحكم بالبندوره هو وملك الخيار وإمبراطور(انبراطور) السلطة بالطحينية ,وأمير العدس وملك الفول وملك السيارات ,وحتى أن لأنواع السيارات ملوك حقيقيون على اعتبار بأن (مرسيدس) هي ملكة السيارات أو ملك السيارات , وهنالك ملوك في الأردن مثل ملوك الشطرنج ثلاثة إنذارات أو (كِشات) ويكون خارج اللعبة, وهنالك ملوك يحاصرون وينذرون مئات المرات ولا يتخلون عن عبثهم الدائم أي أنهم يتحدون قواعد اللعبة, وهذا معناه أن الأردن لا يحكمه ملك واحد,فكثيرون هم الملوك المتواجدون في المدن والقرى والشركات والمؤسسات الأردنية الذين يمارسون سلطات أكثر من سلطات الملك الحقيقي, ومن الملوك من هو خطير ومنهم من هو لعبة أو دمية للتسلية, ومنهم مثل الأفاعي من يلدغك ولا يُسممك ومنهم من يلدغكَ ويسممكَ,ومنهم مَنْ لديه سُم خطير ومِنهم من لديه سُمٌ ضعيف من السهل أن تجد مضادا له.... ومن يقول بأن جلالة الملك عبد الله يحكم الأردن لوحده يكون مخطئا جدا, فهنالك ملوك يحكمون الأردن أخطر بكثير من حكم الملك الحقيقي وأولئك الملوك من الممكن أن نستهن ببعضهم ونتخذهم مثلا للسخرية ولكن من الصعب أن نستهن بالآخرين الذين يشكلون خطرا على الأمن الغذائي والوطني مثل: ملك الهمبورغر الذي يملك حرسا و(بدي جارد) وله سفراء وأعوان وجواسيس وأرصدة بالبنوك ..وملك المعلبات وملك جوز الهند وملك زيت الزيتون الصافي وملك الأبقار والعجول وإمبراطور الحليب والألبان ومشتقاتها ,وهنالك أصحاب قصور في الأردن تضاهي قصور الملك عبد الله , أي أن هنالك لكل ملك من هؤلاء الملوك قصور وجواري, وصحيح بالنسبة للجواري فلكل ملك من هؤلاء الملوك جواري ونساء لا يستطيع ملك آخر أو مواطن عادي الاقتراب منهن مثل جارية (الملك زلاطيمه)أو جارية الإخوة زلاطيمه فهذه الجارية لا أحد يستطيع أن يقتربَ منها, وكذلك جواري ملك المحطات الفضائية فغالبية جواريه من حملة الشهادات العليا في الإعلام وفي الصحافة أو في تخصصات مختلفة, وبعض الملوك لم يعد يُسمي جاريته باسم جارية أو غالبيتهم أطلقوا على جواريهم ألقاب مثل(السكرتيرات) فلكل ملك من هؤلاء الملوك سكرتيرة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة سكرتيرات وهن يعملن نفس عمل الجواري القديمات مع اختلاف بسيط في التسمية, ولملك البندورة ولملك القهوة ولملك السُكر جواري(سكرتيرات) حسان رغم أن الملك الحقيقي لا يملك ما يملكه هؤلاء الملوك المُزيفون والمُزورون أي أن للملك الحقيقي صور مصغرة عن شخصيته وفي بعض الأحيان صورٌ مُكبرة ومبالغٌ فيها فهؤلاء الملوك المزورون يفعلون ما لا يفعله الملك الحقيقي وكما قال الناس (لا تخاف من الصقر بس خاف من المتصقّر)يعني خاف من اللي عامل حاله صقر, وهذا معناه أن لا تخاف من الملك الحقيقي ولكن عليك أن تخاف من الذي يدعي بأنه ملك , وهذا الكلام بعضه ليس للسخرية أو للتسلية رغم أنه يندرج تحت إطار ومنهج وأسس الكتابات الساخرة, وإنما هذا الكلام فيه كثير من الحقائق العلمية, وأنا واحد من المواطنين الذين نشئوا منذ صغرهم على مقولة (ملك عِنبه) وكنت أطمح أن أرى ذاك الملك وشكله لأنني كنت أشاهد الملك الحقيقي على شاشة التلفزيون وفي أخبار الساعة الثامنة ولكن لم أكن أستطيع لأرى الملك المُزور وحين كبرتُ وأصبحت رجلاً رأيت ُالعشرات من الملوك المزورين دون أن يضطروا لوضع صورتهم الشخصية على العملة النقدية,وعنبه هذه قرية تقع قريبة من قريتي التي أسكن فيها, وفيها ملك كل الناس يقولون عنه بأنه (ملك عنبه) أي أنني كنت أسمع الرجال وهم يسبون بالملك وحين تصغي إليهم تجدهم يقولون لك (ملك عنبه), ولا يشكل ملك عنبه خطرا على ملك الأردن الأصلي ذلك أنه ملك خفيف الدم مثله مثل الملك المزور الذي كان يمشي في شوارع عمان ويلبس كما يلبس الملك هنري الثامن ولا يملك لا شرطة ولا جيش ولا دَرَك لقمع المظاهرات ولا يتحكم لا بأسعار السكر ولا الطحين ولا الحبوب والبقوليات , ويكاد أن يكون شكل ملك عنبه شكل صوري يضع على رأسه تاجاً من القش ويركبُ رمحاً من القصيب ويتوه ويدور ويهيمُ على وجهه في براري الأردن (عِنبه) الضيقة وكأنه (الملك لير) وقد جردنه بناته من تاجه العظيم ,وربما دعوه الناس بملك عنبه نظرا لأنه درويش الحال للسخرية منه أو لأن صوته يشبه صوت الملك كما سيظهر في المثال التالي, وحين كان أحد المواطنين يشتُم الملك أو يوجه له مسبة شائنة فورا تجتمع الناس حوله لتؤنبه ولتحذره من طبيعة الموقف الذي وضع نفسه فيه بين المقامات العليا وحتى يتهرب المواطن الذي أعلن الشتم والسباب فورا يقول للناس: أنا أسب وأشتم في (ملك عنبه) وهنا العقدة وحلها بحيث يظهر ملك عنبه كشماعة يعلق عليها المواطن الأردني أخطاء رئاسة الحكومة والحكومة بأكملها ويفش خلقه بملك عنبه بدل أن يتورط مع الملك الحقيقي وهذه لعبة شديدة الشبه بلُعَبْ الأطفال أو بطريقة لَعِب الأطفال حين يلعبون بطائرة ورقية أو بطائرة أو بدبابة أو ببندقية مزورة ليست حقيقية تماما كالمواطن الذي يتعامل مع شكل مواطن عادي وكأنه ملك يداعبه ويلاطفه وينتقده بشده ولا يتعرض للسجن أو للاعتقال أو للمضايقة, وهنا يكون ملك عنبه عبارة عن بديل للسب وللوم وللشتم وهنا يشتم المواطن ملك عنبه ويفرغ غضبه في ملك عنبه أو في لعبته التي يتسلى بها على هيئة الملك.

وكذلك في قرية(صَما) وهي القرية الواقعة في اللواء الذي أقطن فيه, وفي قرية صما ملك يقول عنه الناس (ملك صَما) وفي يوم من الأيام وجدتُ نفسي أعملُ في منزله وصُدمتُ حين عرفتُ بأنني في منزل الملك وبهو الملك وخِلته داخلا على القصر يسبقه صوت (البوق), ولم يكن حولي لا حرس ولا جنود ولا مخافر,وحتى الآن أصبح عندنا في الأردن ملكين كل واحد منهم في قرية تبعد عن الأخرى عشرة كيلو مترات(متر) فقط لا غير, ولا أحد يعتبر بأن هذين الملكيين خطراً على الملك الأصلي بل على العكس هما حالة تنفيس عن الحالة الصعبة التي يمر فيها المواطن الأردني وأنا شخصيا كنت وما زلت كلما أحسستُ بالغضب فورا أقوم بتفريغ جام غضبي في ملك عنبه فألعن واسب وأشتم في ملك عنبه, وإن ملك صما دعوه الناس بملك صما لأنه كان منذ نعومة إظفاره يقلد صوت جلالة الملك حسين الراحل لذلك دعوه الناس ب(ملك صما) ولا يشكل ملك صما خطرا على الملك وهؤلاء تمت عملية تنصيبهم ملوكا من قبل أفراد وجماعات بغرض التسلية ومضيعة الوقت, وفي كل قرية وفي كل مدينة في الأردن هنالك رجل يدعونه الناس ملكا عليهم.

ورغم أن ملك عنبه وغيره من المزيفين لتفشيش الغل والخلق غير أن بعض الملوك المزيفين يعملون على عكس ذلك فملك القهوة هو الملك الذي يتحكم بأسعار القهوة في كل الأردن وفي حالة تصل القهوة إلى سعر رخيص بسبب زيادة العرض على الطلب فإنه فورا يأمر حاجبه بأن يبيد آلاف الأطنان بحجة أنها تالفة وذلك لكي يصبح الطلب أكثر من العرض.

ملك السُكّر: وهذا الملك لا تختلف سياسته عن ملك القهوة وملك الشاي وملك القمح والطحين والشعير, وهذا الكلام بديهي جدا فهؤلاء الحيتان في أثناء جلساتهم نسمعُ كل واحدٍ منهم وهو يقول: أنا ملك الأرز, وآخر يقول: أنا ملك الورق, وبالمناسبة ملك الورق يتحكم بالثقافة أكثر من وزير الثقافة الأردني فبيده حل مشكلة آلاف النصوص التي لا تجد من ينشرها للمبدعين, وآخر يتحدى بالجميع حين يعلن بأنه ملك الدخان وعلى يمينه جارية أو سكرتيرة. والطامة الكبرى أن هنالك ملوك للتهريب يشتغلون بالممنوعات علنا وتصفهم الناس بأنهم ملوك مثل ملك الحشيشة وملك السلاح والرصاص الناري.
وفوق ذلك كله أو الأعجب من ذلك كله أنه لا يوجد في الأردن ملك للشعر أو أمير للشعر أو للقصة القصيرة أو ملك لكرة القدم كالملوك البرازيليين, كملك الشقق السكنية في اربد.
إن ملك القهوة وملك السكر ادعوا بأنهم ملوك ولا أحد يلاحظ بأن جريمتهم كجريمة الذي يضع على العملة النقدية صورة مزيفة لجلالة الملك الحقيقي,ورغم أننا وهم يعلمون بأنهم مزيفون غير أنهم يحكمون فينا أكثر مما يحكمُ الملوكُ الحقيقيون.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبحوا الشعب
- وأنا سكران
- إما حكمي وإما حكم الآلهة
- الملوك والمدراء والرؤساء العرب
- طريق المواطن الأردني
- الحاكم والشعب والإله
- فوائد الصُحف الأردنية
- الثرثار1
- الثقافة تضطهدنا
- أخي الطيب
- كلي آلام
- الإنسان الآلي
- أنا الأردني الأصل
- روحي
- من سيطمع بالبنت الأردنية؟
- السوالف عن الناس الطفرانه
- هرمنا
- عسكر وحراميه
- اتجاهات
- من يوميات مثقف أردني4


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ملوك مزيفون