أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الثرثار1















المزيد.....

الثرثار1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 00:52
المحور: كتابات ساخرة
    


-أعطيني الكتاب الذي على الطاولة.

-أي طاولة, الكبيرة أم الصغيرة؟.

-أرأيت؟ هذا الذي حسبت حسابه, الآن ستستفسر مني 100 استفسار عن الكتاب وستدخلني معك في 100 دوامة حقيقية, خلص لا أريد منك شيئاً.
-أغضبت(زعلت) مني؟

- لا أنا فقط زعلت من نفسي.

-أنا لم أقل شيئا يغضبك مني, صح؟

-صح.

-طيب, شو بدك مني؟

-خلص ولا شيء, الإنسان دائما لازم يتعب يده ورِجله وجسمه بالكامل أهون عليه من أن يتعب لسانه.

-معقول تعب اللسان أهون من تعب الجسم والأيدي!.

-طبعا أنا وكل الناس نعتقد ذلك, أنا أومن بأن أتعب رجلي أو يدي لتناول شيء أهون عليّ من أن أتعب لساني أو قلبي أو فكري.

- هل تعني من أنني أتعبتك أو بأنني أنا السبب في تصدعات رأسك الدائمة , فأنت دائما تقول بأن رأسك يؤلمك.

- لا ولكن ليس منك بل من غيرك.

-الحمدُ لله أنك متعب من غيري وبأنني لست سببا في توجع رأسك, صحيح أنك وغيرك تقولون بأن كلامي كثير ولكن لكلامي هدف وهو خدمتكم ومحاولة فهمكم.

-لا, ليس أنت, أنا رأسي يؤلمني من الثرثارين.

-حسنا, ماذا طلبت مني؟

-لا..لا..لاشيء.

-لا, أنا على ما أذكر بأنك طلبت مني شيئاً, قل يا رجل ولا تستحي مني.

-كنت قد قلت لك بأنني أريد الكتاب..

مقاطعة بالكلام:

-صح, طلبت مني أن أعطيك الكتاب, حاضر عندما أقوم سأعطيك إياه.

-شكرا...الكتب جميله ولها لمعان.

-لمعان؟ ممكن..هذا ممكن.

-هل قمت الآن لتعطيني الكتاب.

- أي كتاب؟

-الكتاب الذي قلت لك عنه بأنه فوق الطاولة.

-أي طاولة؟.

-انتهى..قلت لك بأن رأسي يؤلمني من كثرة الكلام وأنا متصدع جدا.

-بالله قل لي أي طاولة, الصغيرة؟.

-لا, الطاولة الوسط.

-الحمراء؟

-يا رجل بعدين معك بدك أتجنني على شان طلبت منك أن تُعطيني الكتاب! أي نعم الصغيرة وأنا لا أشاهد في الغرفة غيرها فلا يوجد لا صغيرة ولا كبيرة ولا وسط ....هذا كيف ولو طلبتُ منك طباعته؟!.

- لا, يا رجل سأحضره ولكن يوجد على الطاولة الحمراء كتابين واحد منهما لون غلافه أصفر. فأي واحد منهم ؟ الكبير الأصفر أم الصغير البرتقالي؟

-لا الكبير, انتقي لي الكبير, رغم أنني ألحظ بأنهما بنفس الحجم والطول والعرض وحتى أللون, ولكن أريد أن أمشي معك .


-ولماذا مثلا لا تأخذ الصغير؟.


-أريدُ الكبير ..أنا قلت الكبير, إما أن تحضر لي الكبير وإما أن لا تُحضر.

-أيوجد بالكتاب الكبير شيئا مهماً؟ وألاحظ فوق الكتاب الكبير بعض الأوراق أأحضرها مع الكتاب؟

-يا رجل أوجعت لي صدري كل الكتب بنفس الحجم , وكل الكتب فوقها أوراق, أقسم بعيسى وموسى أنك تريد أن تتسبب لي بسكتة قلبية..أعوذ بالله منك ومن أسألتك الكثيرة, أنت لا تستطيع نسيان هذه العادة, أنت لا تستطيع أن تنسى المماطلة والأسئلة التي ليس لها لزوم؟ أنا قلت لك أعطيني الكتاب الذي على الطاولة, فإذا أردت أن تعطيني إياه فشكرا لك وإذا لم ترد أن تعطني إياه فأيضا شكراً لك, ولا يوجد أي لزوم للكلام الزائد.

- أنت لماذا عصبي هذا اليوم, أنا لم أقل لك شيئا, يوجد أمامي على الطاولة كتابين بلونين مختلفين ويوجد أوراق فوق الكتاب الكبير, هذا كل ما قلته لك.

-فقط!, هذا كل ما قلته؟,حسناً,أريد أن أرى أين سأصل معك في النهاية , أعطني كل شيء موجود على الطاولة مع الأوراق والكتابين الكبير والصغير.

-(يتكلم ضاحكاً بصوت عالي) حسنا, ها أنا سأقوم لأعطيك إياهن, ولكن نسيت أن أخبرك, آه تذكرت, اليوم شاهدت مذيع الأخبار وكان معه صديقك في مقابلة لقراءة الوضع الحالي ومستقبل العلاقات الدولية..إلخ.

- طيب ماشي, سنتحدث عن هذا لاحقا ولكن أنا مستعجل أعطني الكتاب.

يقوم من مكانه ويمشي خطوتين ثم يقول:

-هل تعلم أن للكتب فائدة؟

- أها..الآن فقط عرفت أن للكتب فائدة, هاهاها!!.

-صح, لم أكن أعرف أن للكتب فائدة إلا قبل أسبوع حين احتجت صورا فبحثت في مكتبتك ووجدت بعض الكتب وفيها الصور القديمة التي كنتُ أبحثُ عنها.

-هل تعني أنك قمت بقص الصور من صفحات إحدى كُتبي؟

-اممم, تقريبا تستطيع أن تقول هذا,فما الفائدة من صور تصور الإنسان في العصر الحجري وما قبل التاريخ ؟... وهنالك فائدة أخرى للكتاب وهي أنك تستطيع أن تستعمله ثقالة فوق الأشياء المهمة والتي لا تريد لها أن تتطاير في الهواء.

-بعدين معك ومع هذا اليوم اللي مش فايت يا رجل أعطيني الكتاب الذي على الطاولة وبدون كثرة كلام.

- ماشاء الله, أتعرف أن هذه الطاولة لها في منزلنا مدة طويلة من الزمن؟ قالت جدتي أنها أحضرتها معها من أسطنبول؟

-يا رجل هل تريد أن تتحدث معي الآن عن تاريخ اسطنبول؟

- تقريبا لا ولكن تاريخ اسطنبول ..ألخ.

مقاطعة في وسط الكلام.

-ألله يلعن أبو تاريخك ما أكثر كلامك, يا رجل لساني انبرى ولساني تجمد , أنا لست أدري ما الذي ورطني معك في الكلام وفي طلب خدمة بسيطة لي!.

-أنت دائما متورط مع الجميع وليس معي أنا, أنت تسألني وأنا أجيب.

-أنا سألتك عن تاريخ اسطنبول؟

-لا ولكن للحديث صلة بالموضوع.

-أي صلة هذه التي تتحدث عنها, بل أين الثَرى من الثُريا!.

-أنا أردت الحديث عن تاريخ أسطنبول؟.

-يا رجل أعطني الكتاب, إما أن تعطيني الكتاب وإما لا.

-هل أزعجك وجودي معك؟

-أي أنت كلك على بعضك عبارة عن ازعاج في هذا المنزل, أنت عبارة عن رائحة كريهة ومتعفنة حين تسألني مليون سؤال.
أنا أسأل وأجادل؟

- نعم, وتريد الحديث عن تاريخ الطاولة الثوري والنقدي والتقدمي؟وتريد أن تقول بأن برامج التلفزيون يوم الجمعة لها صلة بالموضوع؟.. إما أن تعطيني الكتاب وإما أن أقوم من مكاني وأحضره أنا, يا رجل لساني أصبح في حلقي يابسا, وريقي نشف, وفمي جف, أعطني الماء لأشرب قبل أن تحضر لي الكتاب, وصدقني لو استعملت يدي ورجلي لكان أهون عليّ من كثرة الكلام.


-الآن يجب أن تقتنع بأن الكلام الكثير يضر في الصحة, أنتم المثقفون لا تنفعون إلا للكلام الفارغ ولسرد الحكايات والأفكار التي أنتم أنفسكم تعجزون عنها, أنتم لا تفعلون شيئا.

-يا رجل الآن أنا من صار كثير الكلام؟.. مالي الآن وما للعلاقات الدولية دخل في موضوعنا؟


-أعرف, ولكن أحببت أن أكلمك عن اللقاء إن كان قد فاتك منه شيئا.

-لا لم أشاهده ولا أريد أن اسمع عنه شيئا, وأنا أقول لك وللمرة العاشرة أعطني الكتاب أو أقوم أنا من مكاني وأتناوله.

-حسناً, لا تنزعج سأقوم.

-شكرا أعطني إياه.


-انتظر قليلا ريثما أنهي ما بيدي.


-إن كنت متعبا فأنا سأقوم من مكاني وأحضره.


-لا لست متعبا ولكن قلت أمهلني قليلاً.

-يا رجل إن كنت متعبا أو لا تريد أن تعطيني إياه فسأنهض من مكاني وأحضره.

-لالا, لا بأس عليك, سأتولى الأمر أنا بنفسي, ولكن قبل أن أحضر الكتاب, ما رأيك بالذي سمعته اليوم عن تعديلات قانونية والقوانين المؤقتة.

- يا رجل..يا ألله..أللهم أعطني الصبر ..اللهم طوّل لي روحي عليك, يا رجل أقسم بالشفق الأحمر أنك أوجعت لي رأسي... الآن ليس الوقت مناسبا لمثل تلك الأحاديث وأنت أتعبتني جدا وأريد منك أن تحضر لي الكتاب أو أن أقوم من مكاني وأحضره أنا, لي أكثر من ربع ساعة وأنا أطلب منك أن تعطيني الكتاب وأنت تفتح معي عدة مواضيع وكأنني في سين وجيم وفي محضر بوليس ,كالمرة السابقة أوجعت رأسي في حديثك عن القوانين المؤقتة ومرة عن المذيع في نشرة الأخبار ومرة عن تاريخ اسطنبول ,وأنا بصراحة تعبت جدا من كثرة الكلام معك ومن كثرة مجادلتك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة تضطهدنا
- أخي الطيب
- كلي آلام
- الإنسان الآلي
- أنا الأردني الأصل
- روحي
- من سيطمع بالبنت الأردنية؟
- السوالف عن الناس الطفرانه
- هرمنا
- عسكر وحراميه
- اتجاهات
- من يوميات مثقف أردني4
- ماذا أعبد؟
- البنت مش عيب
- كلمة إلى ابنتي وفاء البتول
- وأخيرا جاءت وفاء سلطان
- الأوراق المتسخة
- أنا مجرد رقم
- أعداء الأردن
- ممن يتعلم الأطفال الكذب!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الثرثار1