أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيمن الدقر - القانون المهزلة














المزيد.....

القانون المهزلة


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 08:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في حمأة الانتخابات الأمريكية والمنافسة الشديدة بين المرشحين للحصول على صوت الناخب الأمريكي، جاء قانون (معاداة السامية) الذي وقّعه (جورج بوش) ليثبت للعالم أن الإدارة الأمريكية المتطرفة عملت جاهدة طيلة السنوات السابقة لإرضاء إسرائيل بدءاً من خروجها عن كل الأعراف والقوانين الدولية من أجل مصلحة إسرائيل وانتهاء بهذا القانون (الفضيحة) مروراً بالدعم العسكري الكامل لإسرائيل والتغاضي عن التصفيات الجسدية والجماعية التي يقوم بها شارون الأب الروحي للإدارة الأمريكية المتصهينة.
لم يسجل القرن العشرين حادثة واحدة معادية للسامية في مكان ما من العالم باستثناء خلاف (ألمانيا – هتلر) وكان خلافاً مع اليهود الألمان وليس عداء للسامية، لكنه تم خلال القرن العشرين تجسيد مفهوم أن الساميين الوحيدين في العالم هم (اليهود) وبالمقابل لم تنشط الدول العربية أو تقوم بأي جهد يذكر خلال القرن السابق وحتى الآن باتجاه تصحيح هذا المفهوم، بل كان الصمت الناتج عن اللامبالاة أحد أهم العوامل التي جسدت فكرة أن السامية تعني (اليهود فقط) علماً بأن ليس جميع اليهود (ساميين).
ونتساءل: لماذا إذن يصدر قانون أمريكي يعاقب من يعادي (السامية) في الوقت الذي لم يعاد فيه أحد السامية؟!
الهدف من القانون:
أولاً:كسب أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية لمصلحة المرشح الجمهوري.
ثانياً: إعطاء صفة الشرعية لممارسة الإدارة الأمريكية ومواقفها تجاه إسرائيل.
ثالثاً: ربط دول العالم بعقوبات أمريكية فيما لو فكرت هذه الدول بتوجيه انتقادات للممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب والعالم.
وبمعنى آخر هو قانون يحظر انتقاد أو معاداة (إسرائيل) وقد صدر بعد أن تم التحضير لصناعة مفاهيم جديدة عممتها الولايات المتحدة على العالم وحولتها إلى ثوابت كوصف المقاومة الوطنية الفلسطينية (مثلاً) بالإرهابية.. ومن المؤلم أن بعض العرب رددوا ما أرادته الولايات المتحدة وإسرائيل، فصاروا ينتقدون العمليات الفدائية، ويعتبرونها عملاً إرهابياً يولّد الإرهاب دون الإشارة إلى أن إسرائيل هي التي تولد الإرهاب وليس المقاومة، وكان البعض يخلطون الأوراق طيلة الفترة السابقة من خلال تصريحاتهم إلى أن أصبح خلط الأوراق قاعدة!
والآن تقوم الإدارة الأمريكية المتطرفة بإعطاء الشرعية لجرائم إسرائيل من خلال هذا القانون (المهزلة) وهو يؤدي بالنتيجة إلى خلق مفاهيم وترتيبات جديدة أهمها:
أن المقاومة الوطنية الفلسطينية هي حرب ضد السامية، وأن أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين أو الدول العربية هو حالة دفاع عن السامية، وأن منظمات وهيئات ولجان حقوق الإنسان في العالم والتي كتبت آلاف التقارير حول الممارسات الإسرائيلية ووحشيتها هي منظمات معادية للسامية قد يتم إغلاقها فيما لو استمرت بإدانة العنصرية الإسرائيلية، خاصة بعد أن صدر تقرير أوروبي مفاده أن الرأي العام الأوروبي يرى أن إسرائيل هي أخطر دولة على السلام والأمن العالميين.
سؤالان مطروحان للنقاش:
الأول: لماذا لم يصدر قانون أمريكي حول (مكافحة العنصرية)؟ ألن تكون معاداة السامية جزءاً من قانون (مكافحة العنصرية) فيما لو صدر؟ أليس صدور قانون (معاداة السامية) هو بحد ذاته عنصرية تضع إسرائيل فوق الجميع وتفضلها على دول وشعوب الأرض؟
الثاني: ماذا سيفعل العرب تجاه هذا القانون؟ هل سيصدرون بياناً مثلاً.. أم يستنكرون أم سيكتفون بالصمت؟
الاحتمالات الثلاثة التي يطرحها السؤال الثاني مرفوضة بتصورنا من الشارع العربي.. والبديل يعرفه كل العرب، لكن البعض يحتاج إلى الإحساس بقيمة الشرف.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حـكي مجــانيـن
- همسة حب للحكومة
- سقوط ورقة التوت الأخيرة
- الوزير الفهيم
- سفاراتنا
- من أجل المواطن وليس من أجل لصوص الفساد
- يوم مع وزير سابق
- تداعيات ديمقراطية
- حديث ودي ممنوع من النشر
- هل نذهب إلى الحج؟
- التفكير بصوت عال
- قانون الطوارىء
- النكتة الواقع
- الأحزاب والرقابة
- الإصلاح بين التنظير والتفعيل
- البعث والإصلاح السياسي
- قانون حرية المعلومات
- قليلاً من الشفافية يا حكومة
- القمة العربية: قرارات دون الطموح
- زحفاً أم حبواً


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيمن الدقر - القانون المهزلة