أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن الدقر - النكتة الواقع














المزيد.....

النكتة الواقع


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الحلول الترقيعية كافية لحل المشكلات التي تعتري الحياة الاقتصادية أو الإدارية التي نعيشها، كما أنها ليست مفيدة في حال استمرت على الشكل الذي هي عليه الآن، خاصة مايتعلق منها بحياة المواطن الذي يرزح تحت وطأة غلاء المعيشة، إضافة إلى ضَعف الرواتب والأجور التي لا توازي في ضَعفها رواتب وأجور أي دولة مجاورة، وباتت (نكتة) أن سوريا أسعارها رأسمالية ودخل مواطنيها اشتراكي حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وبالطبع فإنه من المحزن أن تتحول النكات السمجة إلى حقائق، خاصة وأن هدف من أطلقها لم يكن تحقيق مدلولها بل على العكس، أراد تحقيق غاية أخرى.
للترقيع فوائد لايمكن تجاهلها لو اعتُبر مرحلة قصيرة تكون مَعْبَراً لحل الأزمات الكبيرة، أو ريثما يتم إيجاد حل لهذه الأزمات، فإن ارتبط الترقيع في زمن محدد ومعلن لن يرى المواطن (بتصورنا) مانعاً من ذلك طالما أنه سينتقل بالنهاية إلى المرحلة الدائمة التي تحسن أوضاعه المعيشية، وعبارة (ماشي الحال) يمكن أن يقتنع بها مؤقتاً إلى أن يصل إلى مبتغاه، ولكن أن يتحول الترقيع إلى ممارسة يومية ودائمة، ويصبح قاعدة مستمرة فهنا المشكلة التي تجعل مواطننا غير مستقر وغير آمن على مستقبله وعلى مستقبل عائلته من بعده.
لم تكن الحلول المؤقتة في يوم من الأيام بديلاً عن الحلول الدائمة، وإلا لما تم تسميتها (مؤقتة) لكنها حلول مساعِدة تستخدم في مرحلة وزمن معينين بهدف تخطي الصعوبات والعراقيل كما أسلفنا، ولعل التجارب التي مررنا بها مؤخراً خير دليل على ما نقول، فاقتراحات الحكومة (مثلاً) بزيادة الرواتب (والقيام بزيادتها فعلاً) لم يؤدّ إلا إلى ارتفاع أسعار السوق وامتصاص هذه الزيادات سواء عن طريق رفع أسعار الخدمات والضروريات أو الكماليات وغيرها (كالعادة) ولو أحصينا عدد المرات التي ازدادت فيها الرواتب في سوريا لدهشنا إذ لم تسبقنا أي دولة مجاورة في عدد الزيادات التي حصلت، لكن رغم هذه الزيادات الكثيرة بقي المواطن السوري صاحب الدخل الأقل في المنطقة، لأنها جاءت نتيجة اقتراحات حكومية ترقيعية لم تنقل المواطن نحو الأفضل، فمعدلات البطالة مازالت بازدياد، وفرص العمل بانتقاص، وبقيت الخطط والمناهج العلمية الكفيلة برفع سوية حياة المواطن نائمة إما في الأدراج أو معدومة في بعض الوزارات.
ليس من المعيب أن يفشل وزير أو مدير أو موظف أو أي مواطن، ولكن من المعيب عدم الاعتراف بالفشل أو عدم القيام بأي عمل خوفاً من الوقوع بالخطأ (فمن يعمل قد يخطئ) والاستمرار بترقيع الأمور (على الطريقة الدارجة والمريحة) وعدم الانتقال من الحلول المؤقتة إلى الحلول الجذرية التي بات وجودها ضرورة ملحة، لن يؤدي إلا لتعقيد الواقع أكثر، فمتى نلجأ إلى هذه الحلول معتمدين على ماتم وضعه من الدراسات والخطط والمناهج خلال السنوات الفائتة؟
نرجو ألا تبقى (نكتة) المصروف رأسمالي والدخل اشتراكي (سائدة)..
نرجو.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب والرقابة
- الإصلاح بين التنظير والتفعيل
- البعث والإصلاح السياسي
- قانون حرية المعلومات
- قليلاً من الشفافية يا حكومة
- القمة العربية: قرارات دون الطموح
- زحفاً أم حبواً


المزيد.....




- تقرير: مقاتلات إسرائيلية وتركية تتجنب المواجهة فوق سوريا للم ...
- إطلاق نار في حفل عائلي بهيوستن يودي بحياة شخص ويصيب 13 آخرين ...
- الدفاع الروسية: ضرب قاذفة صواريخ أوكرانية مضادة للسفن ومطارا ...
- بعد إدانته بتهريب -الأمفيتامين-.. السلطات السعودية تعدم مقيم ...
- الداخلية التركية تكشف هوية المعتدي على زعيم المعارضة وأردوغا ...
- مدن مختلفة في عدة قارات تشهد مسيرات -الفوج الخالد-
- لبنان.. -الفوج الخالد- في شوارع بيروت
- ألمانيا.. -الفوج الخالد- في شوارع فرانكفورت
- الولايات المتحدة.. -الفوج الخالد- في شوارع واشنطن
- فلاديفوستوك.. عرض عسكري للأطفال بمناسبة الذكرى 80 لعيد النصر ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن الدقر - النكتة الواقع