أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الشر وخرافة الشيطان .















المزيد.....

تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الشر وخرافة الشيطان .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرة هي أوهامنا ..وكثيرة هي متاعبنا من هذه الأوهام .. هي لا تكون أوهام تعبر عن قصص أسطورية فنتازية تتسم بالطرافة وتنعش الخيال وتكسر جفاف المنطق كما تُمتعنا الأفلام الخيالية , بل هي تخرب في تفكيرنا الواعي وتعزلنا عن فهم موضوعي للوجود فنتخبط وننزلق في مستنقع التخلف والجهل .

عاش الإنسان القديم أوهامه وتمرغ فيها وله الحق في أن يخلق الأوهام ويتعاطاها فتلك كانت حدود معارفه ومداركه ولكن أن يظل الإنسان المعاصر حاملا ً نفس الزخم من الأوهام والخرافة فهنا يكون ثمة إشكالية ما , وخلل ما في التعاطي يعصف بكل منجزات الحضارة والفكر والتطور ويلقى به بعيدا ليرتد به لحقب زمنية قديمة .
من الأوهام السائدة هو مفهومنا عن الشر فمازلنا نستعير نفس الصور الخيالية لإنساننا القديم الذي تصور أن هناك من هو مسئول عن إنتاج الشر من إله أو آلهة أو وكلاء عنهم يُطلق عليهم شياطين .

هل يوجد شر وشيطان ؟! ... لا يوجد شيء إسمه شر ولا شيطان كوجود وكيان منتج له فنحن من نصنف الأشياء ونصفها وفقا ً لما تعكسه علينا من ألم أو سعادة .. فما نراه طيبا ً نطلق عليه خير وما نراه سيئا ً موحشا ً نصفه بالشر .. فالشر والخير صفات نمنحها للأشياء وفقا لما تمنحه لنا من مشاعر .. كما يكون الشر نسبيا ً فما كنا نراه شرا ًسابقا ً نجده خيرا ً في يوم آخر وفق تقييمنا ومستوى إدراكنا لتسقط فكرة الشر الكامن في الإنسان أو وجود كائنات شريرة مسئولة عن إنتاجه .

منشأ فكرة الشر ووجود كيانات ميتافيزيقية مسئولة عن إنتاجه ترجع لطفولة الإنسان الفكرية وجهله المعرفى بالظرف الموضوعي المادي .. فهو يواجه الطبيعة بكل قسوتها وجموحها بيده وصدره العاري مع وعي جاهل عن السببية وكيفية المواجهة .. لذا لم يكن صعبا ً عليه أن يطلق على الظواهر الطبيعية التي تصيبه بالخوف والألم " شر" وإستنادا ً لمفهومه الفطري عن أن لكل سبب ُمسبب فيكون هناك قوة تسبب هذا الألم لن تخرج عن فضاء الكائن الشخصاني فالذي يجهل السبب المادي لن يعزي هذهالمصائب لأسباب مادية بالطبع بل لكائن شخصاني كما يرى أمامه أناس يصنعون الشر والألم فيصبح الكائن العاقل هو الوحيد الذي ينتج الفعل ومن هذه الرؤية والمنطق نشأت فكرة الإله الشخصانى كتجسيد الطبيعة في كيان وذات .

الشر نشأ كفكرة وتحول لكيان من جهل الإنسان المعرفي بالظرف الموضوعي لسبب الألم وعدم قدرته على تجاوزه , فلو لم يكن هناك ألم فلن يكون هناك شر ولا رغبة في معرفة سبب أي ظاهرة .. فالعلم والمعرفة هي لإستيفاء حاجة وتجاوز حالة .. فنحن لن نبحث عن حل أي لغز إلا إذا فرض نفسه علينا وإقترب وتداخل في دوائر ألمنا ولذتنا فلا يعنينا إنهيار نجم في السماء أو تصادم مجرة بمجرة ولكن يعنينا سقوط حجر على رؤوسنا .

لو لم يكن ألم لما كان شيء إسمه شر , ولو لم يكن جهل معرفي لما كان شيء إسمه شر ولما كان هناك من داع للآلهة ووكلائهم من الشياطين .. فالإنسان القديم كان يعتبر السيول والفيضانات الكاسحة شرا ً كونها تعصف بحياته وحياة أولاده وتهدد وجودهم فقدم القرابين والصلوات .. ولكن الإنسان فى تطوره تجاوز السيول والفيضانات بعمل مصدات وسدود لها فلم تصبح شرا ً بل بالعكس تحولت لخير عندما حجز هذه المياه وإستفاد منها ومن الطاقة الناتجة عنها .
الإنسان القديم نظر للأمراض والأوبئة كشر يعصف بصحته وحياته وتصوره فى حلول الشيطان والأرواح الشريرة فى جسده لذا قدم لآلهته القرابين والبخور لكي تنقذه من هذا الشر ولكن الآن توارى مفهوم الإنسان عن الشر الكامن فى المرض .. فنحن نواجه المرض ونحاصره ونتعافى منه بدون قرابين وتعاويذ وصلوات بالرغم من وجود البعض الذى مازال تهيمن عليه ثقافته القديمة الموروثة يعتبر المرض شرا ً عندما يجده عصىّ عن القهر كمرض السرطان بينما يتنازل عن مفهوم الشر فى المرض عندما يعتريه ألم فى المعدة أو صداع فى الرأس فبعض الحبوب القليلة كفيلة به .. الشر يظل مفهوم بائس يلوذ به الإنسان عند أي ألم وجهل معرفي وعدم قدرة على المواجهة .

الإنسان كائن نفعي برجماتى لا يتحرك إلا للمنفعة والحاجة وقادر على توظيف أي شيء لمصلحته لذا لم يتوانى عن خلق فكرة الإله الحامي المعتنى الحافظ من الشر والسوء .. إله يحقق أمانه وأمانيه ولذته ورغباته .. وفي خضم هذه الشخصية النفعية كان من السهولة بمكان أن توظف النخب هذا الإله لتحقيق مصالحها وهيمنتها وسيادتها فتبدع النصوص والقصص والشرائع لتحقق بها الهيمنة والسيادة .. فكما خلق إلهه مقاتلا ً داعيا ً للتوسع والقتل جعله يقر بملكيته وهيمنته الذكورية وسطوة جماعته البشرية ليسقط مفهوم الشر على أفعال وسلوكيات يراد لها أن تكون شريرة .
يصبح التعدي على الأملاك هو عمل شرير يرفضه الله ويعد مرتكبيه بالجحيم والعذاب الأليم بعد أن يوصي بقطع يد هذا السارق اللعين الذي نهب شوال من الطحين أو نعجة من السيد المالك الذي وهبه الله هذه الأنعام .. ولكن هذا العمل الشرير لن يكون شريرا ً عندما ينهب المؤمنين أملاك الآخرين فهو رزق طيب حلال بما أن الأخر هو الكافر أو من الأغيار فيحل ماله وعرضه وكلوا منه هانئين .
القتل عمل شرير عندما يوجه لمن هم في محيط جماعتنا الإنسانية ولكنه نضال وجهاد ونصرة وعمل يُبهج الله بل يوصى محبيه ويعدهم بالنصر والغنائم والجنات .
الزنا عمل شرير عندما يقترب من أوانينا الجنسية ولكنه حلال بَين عندما نسبى نساء الآخرين ونوزعهن علينا ونغتصبهن لأنهن يصبحن ملكات يمين وغنائم حرب حتى إن كن متزوجات وأزواجهن على قيد الحياة.

هذه التعامل مع الفعل السلوكي تجاه الأنا والآخر فيعلن عن ما هو شرير هنا وينزع عنه الشر هناك ليعبرعن ازدواجية مفاهيم وبرجماتية نفعية فجة في تعاطيها وهكذا هو الإنسان القديم في تعاطيه مع الفكر .
لا يهمني هنا بيان مدى بشرية الأديان فهذا ماثل للعيان ولا يحتاج لمجهود كبير لإستبيانه شريطة أن ينزع الإنسان عنها العواطف والقداسة و يتعاطاها على مائدة النقد والتحليل ولكن يهمنا هنا أن نبرز أنه لا توجد قيمة ثابتة ومحصنة بعيدة عن الحركة فلا يوجد مفهوم ثابت للشر تم إقراره بل هو رؤية الإنسان للألم .. فلا شر بلا ألم.. ولا شر بعد كشف غموضه وتبديد جهله .

الشر جاء كمفهوم من الألم والخوف لتنسج منه الأسطورة وتخلق الآلهة المانحة والمانعة للشر ولم يتوانى الإنسان الذي خلق الأسطورة أن يُسخر مفهوم الشر لخدمة مصالحه وهيمنته وسيادته ليسرب من وسط الميثولوجيا كل رغباته ويحصنها بسياج من التشريعات يكون الشر لمن يخترقها لتتسع دائرة الشر وتشمل سلوكيات مزعجة للنخبة وأصحاب المصالح .

عندما تسلل للفكر الإنساني فكرة الإله أثار حيرته الألم الذي صاحب الوجود فتفتق ذهنه البسيط عن تواجد إله للشر وإله للخير.. و فى مرحلة لا حقة لا يمكن وصفها متقدمة أو مرتدة تطوريا ً وَحد هذه الآلهة في إله واحد وجعل الشر من إرادة الله وترتيبه وحتى لا تكون هذه الفكرة فجة ومتناقضة في طرحها أمام توسم الإنسان الرحمة والمحبة فى إلهه جعل الإله يرتدى قفاز الشر بخلق كيان خرافي قادر على تحدي الله ورفض أوامره وسماه الشيطان في مسرحية هزلية لا معنى لها .. فإذا كان الله لا يريد الشر فبمقدوره سحق الشيطان وإنهاء هذه القصة المأساوية للتمرد والعصيان ولكن يبدو أن الأفكار الميثولوجية للمعتقدات الإبراهيمية لم تقدر أن تنسلخ عن الفكر الميثولوجي ألرافدي والفرعوني الذي استقى منه أساطيره فروج لفكرة الإله القابع في السماء وأضاف إليه فتنته بمشاهدة مسلسلات درامية معادة .

في مقال سابق طرحت سؤال لأبين مدى هشاشة فكرة الشر عندما يتم تثبيتها وحشرها في قالب بعيدا ً عن فهمها الموضوعي فذكرت في مقالي : ماذا لو تاب الشيطان كسؤال إفتراضي لأسطورة مفترضة تتيح مثل هكذا سؤال .؟!!
هل يمكن أن يتوب الشيطان الآن؟ .. منطقيا ً يمكن أن يتوب ويعتزل الشر فالذي عصى بإرادته حسب القصة الأسطورية قادر أن يتوب وينوب بإرادته , وتصور أنه مجبول على الشر ولا فكاك منه ينفيه أنه لم يكن عاصى كما تضع فكرة الله كمنفذ الشر بشكل فج وغير ملتبس - إذن فلا يكون أمام الله إلا أن يغفر له ,لأنه لو لم يغفر للشيطان التائب ستسقط عنه صفة المغفرة المطلقة والتي لا تعرف حدود لتفعيل المغفرة .. ولكن الإشكالية أن مغفرة الله للشيطان وقبول توبته وإعتزاله الشر سينهار على أثرها كل المنظومات الدينية في ذات اليوم لنسأل حينها ما هو مصدر الشر ؟!

توبة الشيطان فى سياقها الأسطورى لو تحققت جدلا و أصبحت حقيقة ماثلة فلن يقبلها العقل الإيمانى مثل رفضه لفكرة أنه سيموت ويتبدد بدون عالم أخروى فالفكرة ستعرى ضعف وإرتباك وتوجس و شك لا يراد لهم أن يتواجدوا ..فتوبة الشيطان هى تعرية لضعفنا الذى نأمل أن نواريه على شماعة الشيطان ... ومن هنا يأتى خطورة تداعيات الفكر الدينى ومدى تشويهه للفكر الإنسانى فيعزل الإنسان عن مواجهة أخطأه والإعتراف به بصدق وشفافية ليتجاوزها بل يظل فى نرجسيته يبحث عن شماعة الشيطان التى يعلق عليها أخطائه .
فكرة الشر المتمثل فى الشيطان والذى يوسوس فى عقول البشر وله سطوة يؤكدها التراث الدينى إلا أنه غير معترف به فى أى مجتمع إنسانى أمام أى جريمة فلن يقبل أى قاضى فكرة أن الشيطان وسوس فى عقل المجرم ليبرئه بالرغم من سطوة هذا الشيطان الذى بلغ من القوة أن يعصى أو يتمرد على الله فى مشهد جبروتى , بل أخرج أبو البشرية من الجنه حسب الأسطورة الدينية .. ورغما ًعن ذلك يبقى الشيطان هو وسيلتنا لتعليق الأخطاء التى لا نلاحق عليها .

فكرة الشيطان تجد سبيلها لتصدير حالة هوس جنسى فى المجتمعات الشرقية فمقولة ما إجتمع إمرأة ورجل إلا كان الشيطان ثالثهما تغرق الإنسان فى حالة من الهوس الغير مبرر فليس كل إجتماع لرجل وإمرأة سيعطى فعل شهوة وإعتلاء وإلا أصبحنا كائنات أقل من البوهيمية فالحيوانات لا تفعل ذلك , كما يجعلنا فى وضع منحدر لا سبيل للفكاك منه وتصرف الإنسان بحثه عن الدوافع وتهذيبها والإرتقاء من ذاته فهو حسب ثقافة الجنس والشيطان ليس له إرادة بل برمجة تعنى الممارسة .
منهجية فكرة الشيطان التى يروج لها الفكر الدينى يلغى الفهم الصحيح للإنسان والمجتمع وتلقى بالأسباب النفسية والدوافع والثقافة فى سلة المهملات ..قد يكون هذا جهلا ً ولكن هو إختزال مجحف بالإنسان لتقصره فى دائرة الفعل الجنسى .

لم يستفد الإنسان فقط من خرافة الشيطان فى تعليق أخطاءه عليه هاربا ً من الإعتراف بضعفه متشرنقا ً فى ذاته ولكن المنظومات الدينية وظفت فكرة الشيطان فى تحصين منظومتها الهشة فلا يصبح الشيطان هو من يخطط ويدبر ليدفع الإنسان لممارسة الشر فقط بل هو المسئول عن الوسوسة فى عقل الإنسان بإثارة الأفكار الشاكة فى منظومتة الإيمانية .. فالذى دفعك لطرح أسئلتك الشاكة حول الله والغيبيات والتراث هو الشيطان الذى يعبث ويهيمن على دماغك وعليك أن ترجع لنفس المنظومة الإيمانية وتقدم الصلوات لتقاوم هذا الشيطان .!!.. أو يكون مصيرك بائسا ً بإقامة الحد عليك أو حرقك حيا ً كما فعلت الكنيسة فى العصور الوسطى .

مخيلة الفكر الدينى تتألق فى إنتاج الخرافة وتنميتها فقد أطفت على الشيطان قدرات عظيمة من خوارق الأعمال والعجائب بل شملت الطاقات الفكرية الخلاقة والأفكار المبدعة بغية تحجيم ومحاصرة أى فكر حر ومبدع فقد منحت كل إنسان كائن خاص به سُمىّ القرين أو الجن قادر على ممارسة أفعال غريبة مابين التبول فى أذن المؤمن إلى الرقود تحت خيشومه إلى ممارسته للنكاح !!..كل هذه الأمور يحدث للإنسان.!
الخطورة فى تواجد فكرة الشيطان والجن أنها تغمر الإنسان بفوبيا وتصرفه عن معالجة مشاكله النفسية والعاطفية والجنسية فى منحى بعيد يزيد الأمور تعقيدا ,فيصبح الكبت الجنسى مثلا ً هو علاقات بين الجن والإنسان مبتعدة عن الإضطراب النفسى للإنسان وقاذفة به فى دروب الألم والإنحدار .

نرى الإمام جمال الدين بن الجوزى فى كتابه " تلبيس إبليس " يتناول الطرق التى يتلبس بها إبليس البشر ليبعدهم عن طريق الصلاح !! و يعزى ابن الجوزى معظم الحركات الدينية والفكرية الكبرى التي قامت في التاريخ الإسلامى ذاته الى فعل إبليس !!..فيقول بأن السوفسطائية والدهرية والطبائعية, واديان الشرق الاقصى, والمسيحية, وعلم الكلام وفرقة المعتزلة هي من اعمال ابليس ونتيجة لتلبيسه على المفكرين والعلماء.!! كما يعتبر أن حركة الخوارج والرافضة والزهد والتصوف هى حركات جاءت من تلبيس إبليس على أئمة هؤلاء المذاهب .!! ..وهو لا يختلف هنا عن رجال الكهنوت فى الأديان الأخرى كالمسيحية والتى تصنف المعتقدات الأخرى بالوثنية وأنها من حيل وتخطيط الشيطان الذى يريد صرف الإنسان عن الإيمان والخلاص .
لا مانع لإبن الجوزى أن يتطاول على العلم كما فعلت الكنيسة فى العصور الوسطى ليقول : أن ارسطوطاليس واصحابه زعموا ان الارض كوكب في جوف هذا الفلك وان في كل كوكب عوالم كما في هذا الارض وانهارا واشجارا.. فانظر الى مازيّنه ابليس لهؤلاء الحمقى مع ادعائهم كمال العقل .!!
لن نندهش من رؤى ابن الجوزى وآخرين فهم نهلوا من كل منجزات الخرافة ومن فضاء الأسطورة ذات النبع الأول والمنهل .. فابن الجوزى و أمثاله يجرمون الفكر المناهض إعتمادا ً على أنها أفكار شريرة وإستنادا ً لمعطيات الأسطورة التى تعزى الفكر الشرير لإبليس اللعين .
من هذه الرؤية للفكر الدينى المناهض للأفكار الأخرى فى حضور وهيمنة أسطورة الشيطان والشر وتغلغلها فى الوعى الجمعى للمتدينين ندرك لماذا نحن فى منطقتنا العربية لا نجد لمفاهيم الديمقراطية وتنوع الأفكار حضور وقبول فى الإنسان العربى .!!

المنظومات الدينية حتى تجد حمايتها وتحصينها فهى تستحضر الشيطان للمزيد من تغييب العقل الإنسانى فتصور الأمور بأن هناك مؤامرات يدبرها ويحيكها هذا الشيطان اللعين للإنسان وتتماهى وتتفاوت الميثولوجيات لتجعل هذه المعركة هى معركة الرئيسية للوجود الإنسانى على الأرض فيعيش الإنسان فوبيا لا معنى لها مع هذا الكائن الخرافى وملحقاته من جن وأرواح شريرة بل يُعارك طواحين الهواء فى معركة غير متواجدة إلا فى الخيال .. المنظومة الدينية تريد أن تقيم هذه المعركة فتضمن حالة من الإستقطاب الشديد والتماهى فى المشروع الدينى كملاذ وحماية ولتتبدد حياة الإنسان فى القتال مع الأوهام وطواحين الهواء لينصرف عن معالجة ظرفه الموضوعي غارقا ً فى مستنقع الوهم مستهلكا ً عقله ووجدانه ..ولا تسأل بعد ذلك لماذا يتخلف الإنسان .

لا يوجد خير ولا شر بل هي مفاهيم نسبية في التعاطي مع المادة وانعكاس لجهلنا وعلمنا ورغباتنا .. هي إسقاط مصالحنا واحتياجاتنا على المادة .. و تسويق لمصالح النخبة ونظرتهم وإرادتهم .

دمتم بخير .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 7 ) - وهم حرية الإنسان وا ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 6 ) - نحو وعى وفلسفة للمو ...
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 11 ) - البحث عن جدوى للإنسان وال ...
- كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) .
- فلنحاصر فصائل الإسلام السياسى ونجبرهم على تحديد مواقفهم من ا ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 6 ) - هى فكرة خيالية غي ...
- هل هى ثورات أم فوضى خلاقة .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ) - مفهوم الأخلاق فى الدين ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 24 ) - الشفاعة كتأسيس لمجتمع ا ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 23 ) _ لا تسأل لماذا هم مرتشون ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 22) - استبداد الحكام العرب هو ...
- خواطر وهواجس وهموم حول ثورة 25 يناير .
- هل تستطيع ثورة 25 يناير أن تٌقلع ثقافة الوصاية والقطيع وهل س ...
- هنيئا ً للشعب المصري .. ولكن حذار فأنتم أسقطتم رمز من رموزه ...
- مشاهد وخواطر حول ثورة الشعب المصرى .
- إنهم يجهضون ثورة الغضب مابين إنتهازية معارضة كرتونية وتواطؤ ...
- جمعة الرحيل وحتمية محاكمة النظام بسياساته وطبقته وأدواته ومم ...
- ثورة الغضب المصرية ما بين أحلام شعب والإنتقال السلس والرغبات ...
- هموم وطن - شرارة ثورة تونس تُداعب أحرار مصر .


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 8 ) - الإنسان بين وهم الشر وخرافة الشيطان .