أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - تناقضات العزوبية عند الراهبات













المزيد.....

تناقضات العزوبية عند الراهبات


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 17:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقضات العزوبية عند الراهبات

للكاتب بير جاكوبسون
ترجمة مكارم ابراهيم

قصة برجيت
تقوم برجيت بعمل عظيم في سبيل الرب في كنيسة الرعية الكاثوليكية والى جانب هذا العمل العظيم فهي زوجة صالحة وأم محبة. وهي تساعد اصدقاء اطفالها في المدرسة في التحضير للقربان المقدس وتشارك في القراءة في بعض هذه المناسبات. وخلال السنوات الخمسة الاخيرة كان لبرجيت علاقة مع قس الكنيسة وعندما حملت منه تم ارسالها الى عيادة الاجهاض لاجهاض الجنين.
برجيت هي واحدة من بين خمسين راهبة حاولن الاتصال بالباحث البريطاني كلير جين كينز لاخباره عن علاقتهم الغرامية مع قس الكنيسة واخباره عن النتائج المترتبة عن هذه العلاقات العاطفية وحسب احد المصادر الموثوقة من داخل الكنسية الكاثوليكية يقول بان المشكلة هذه اكبر مما تصورون فالغالبية يدركون بان عدد القساوسة الذين يعيشون علاقات عاطفية اكبر بكثير من عدد القساوسة العازبين.

في الولايات المتحدة الامريكية نشر الطبيب النفسي ريتشارد سنيبه تقرير مثير للجدل وعلى ضوئه استخلص الى انه 40% من القساوسة الكاثوليك عزاب غير متزوجين. وعندما عرض هذه القضية للكنسية الكاثوليكية لم يكن ردهم سوى صمت عميق والتعليق الوحيد الذي حصل عليه من الكنيسة كان بان هذه الاعمال تعود الى حفنة قليلة من القساوسة وهي حالات استثنائية فقط!
ويؤكد كلير جين كينز بإن العلاقات العاطفية المحرمة بين القساوسة والراهبات والنساء بشكل عام تتنوع بين علاقات تكون علاقة عاطفية لمرة واحدة فقط او علاقة عاطفية تمتد الى مدى الحياة. فالشريك او القس يقدم العلاقة الجنسية وكذلك علاقة الصداقة وكذلك علاقة التضامن والمؤازرة. كما اللاهوتي الباحث في علم الاديان والقس سابقا وهو متزوج السيد ادريان هاستينغز يقول ": يزودون الكنسية بجيش من النساء الغير مرئيات".

وفي دول مثل ايطاليا وهولندا وفرنسا والمانيا وامريكا توجد هناك مجموعات تساعد الراهبات والنساء اللواتي لديهن علاقات عاطفية مع قساوسة الكنسية نفسيا وقد سعت هذه المجموعات جاهدة لالغاء قانون العزوبية المفروض عليهم منذ 800 عام. في انكلترا تم حديثا تشكيل مجموعتين مساندة للراهبات تعرفان باسم :" De Novo og Seven-Eleven".
حيث تتجمع النساء فيها للحديث عن الامهم وافراحهم في هذه العلاقات العاطفية وغالبيتهن من البيض وفي الاربعينيات ومن الطبقة الوسطى. وتقول احداهن " ان علاقتنا العاطفية هي هبة خالصة من الرب ". وتقول اخرى بان القس يقول لها بان علاقاتنا العاطفية تجعل مني كاهن افضل من القس العازب" .
وتقول اخرى " لانه كاهن فهو رجل اكثر عاطفية ومحبة من اي رجل عادي ولانه كاهن فهو يعبرعن مشاعره بشكل افضل من اي رجل اخر عرفته في حياتي".
وتقول فكتوريا كليسيك الى كلير جينكينز " هناك اشخاص من داخل ومن خارج الكنسية يعتبر هذه النساء عشيقات لهؤلاء الرجال وهن من المفروض ان يكن متزوجات من الرب! وتضيف فكتوريا "هذه النساء يعلمن جيدا ماذا عليهن فعله عندما تضع عينها على كاهن ما فالموضوع يمكن وصفة على انه طريقة جديدة للطلاق او للزنا فاذا ارتكب المرء خطأ ماعليه سوى التوبة والاستغفار.

قصة مونيكا

كانت مونيكا كوانيك معلمة في مدرسة كاثوليكية عندما التقت بزميلها كريس اوونيل مساعد القس في كنيسة الرعية وشرعوا في نفس اللحظة بعلاقة عاطفية وبعد اربعة اشهر حملت مونيكا من كريس وعندما اكتشف امر كريس طرد من الكنيسة وارسل بعيدا وبعد ستة اشهر من ولادة الطفل عاد وقال بانه ترك الكهنوت والكنسية وتزوج بمونيكا والان ينتظران طفلهما الثاني وبدون عمل هما الاثنان.
تقول مونيكا لم انجذب الى كريس لانه كان قسا ابدا بل لانه هو كريس وعيناه الجميلتان ولم اشعر بان مانقوم به كان خطاٌ ولم اشعر بانني زانية.

لقد كان كريس رجل وحيد ولكن كان راهبا وربما لم يكن من الذكاء ان تكون لي علاقة مع راهب ولكن هذا ماحدث. عندما اختفى كريس اكتشف قساوسة الابريشة امري مع كريس وطلبوا مني ان اتخلص من طفلي الى عائلة تتبناه واخبروني بان كريس لايريد ان يعرف شيئا عن الطفل لكنني لم اصدقهم وبعدها طلبوا مني مغادرة المدينة وعدم البقاء فيها. ولم اكن اتوقع ان المسيحيين سيعاملوننا هكذا بل كنت اتوقع منهم الرحمة والتسامح ولكني اشعر وكانها خيانة. لم اكن انتظر منهم طبعا ان يباركوا لنا ولكني شعرت بان الكنيسة خذلتني ولهذا السبب لم اعٌمد ابنتنا وبشكل عام اشعر انني عوملت معاملة سيئة من الكنيسة. والغريب ان كريس هو الذي بدا بتقديم الوعود لي ولست انا من قدم وعود الحب ومع هذا قاموا بمعاقبتي انا!

قصة كاثرين
كاثرين معلمة ومتزوجة وام لثلاثة اطفال وقد التقت براهب الدومينكان بول عندما ذهبت اليه طالبة النصيحة والمشورة الروحية عندما كانت في ازمة في علاقتها مع زوجها ثم اصبحا اصدقاء ثم عاشقين وكانت تزوره في الدير على مدى عشرون عاما. تقول كاثرين :" في البداية اعطيته عناق ثم كتبت له رسالة اعبر فيها عن مشاعري نحوه لكنه لم يجيبني وبعد ستة اسابيع عندما التقيت به للنصيحة اخبرني بانه يبادلني نفس المشاعروحينها قبلنا بعضنا البعض بشغف ومنذ ذلك الحين كنا نلتقي مرة كل شهرين وبعد عامين كنا ولاول مرة معا في السريربعد ان اجريت عملية تعقيم لمنع الحمل.
واما محاولاتنا للحفاظ على سرية علاقتنا تحولت الى فن بحد ذاته فالمكالمات الهاتفية كانت محددة باوقات معينة عندما لايكون افراد العائلة في المنزل ومرة في الشهرالتقي مع بول احيانا كنت اشعر بان زوجي يعلم بالامر لكنه لايريد ان يفقدني".

قصة اليزابيث
تعمل اليزابيث في كنيسة الرعية الكاثوليكية وهي عازبة وفي الاربعينيات من عمرها وخلال العشر سنوات الاخيرة كانت على علاقة بقس التقته من خلال عملها. تقول اليزابيث:" لقد مررنا بسنة عصيبة حيث انتهت فيها علاقتنا وكان هذا يجب ان يحدث . فلقد كنت انا مخلصة له ومخلصة للعلاقة اما هو فلم يكن مخلصا لعلاقتنا فلقد كانت له علاقات مع العديد من النساء اللواتي ياتين له للاعتراف والنصيحة في الكنيسة . وبالتاكيد فان العزوبية تسهل لك الارتباط مع العديد من الشركاء وعدم الالتزام بعلاقة واحدة .وكان يقول ان النساء اللواتي ياتين للكنسية والحديث معه للاعتراف بذنوبهن كان عليه الحفاظ على اسرارهن كجزء من المهنة ولهذا لم يخبرني عن علاقته بهن رغم اني ارى بانه كان عليه اخباري بعلاقته مع بقية النساء لانه تربطنا علاقة عاطفية .
وفي احدى المرات طلبت منه ترك الكهنوت وقال لي اذا فعل فانه اكون انا هي المراة التي يتزوجها وكنا دوما نقول اذا الغى بابا الفاتيكان قانون العزوبية فاننا سنتزوج في الحال ولكن السؤال الذي يؤرقني كان هل يمكن لعلاقتنا ان تكون ضمن ايطار علاقة زوجية شرعية طبيعية كونها لم تكن علاقة طبيعية وعلى مدى سنين ولم تتطور بشكل طبيعي مع كل القيود التي فرضت عليها ولكن التفكير بالزواج محاولة لاباس بها.

انتهت المقالة هنا.
لقد اخترت هذه المقالة للكاتب بيير ايتش جاكوبسن بعد ان اقحم بعض المعلقين على مقالتي السابقة والتي تحمل عنوان الاسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق اقحموا اشكالية الراهبات المحجبات اللواتي يلبسن الغطاء على رؤسهن وبانه لايمكن ان اشبهن بالمسلمات المحجبات لان الراهبات ينذرن اجسادهن للرب ولايتزوجن ابدا وفي الواقع استغرب كيف يمكن للبعض ان يتصور ان الراهبة او القس يمكنه ان يكبت رغبته الجنسية والتي هي حاجة طبيعية للمرء مثل الطعام والشراب والنوم وكبتها يعتبرمخالف للطبيعة البشرية السوية وبالتالي لها نتائج عكسية غير سليمة في كل الاحوال. وطبعا هذا لايعني ان هناك من لايمتنع عن الزواج بالتاكيد هناك من حاول الامتناع لكنه يواجه تصارعات كبيرة مع نفسه ورغاباته وكثير منهم يعتزلون في قرى بعيدة نائية خالية من النساء مثل البوذيين المتدينين. ولااعلم اذا كان هذا الصراع يستحق كل هذا صراع مع رغبات طبيعية خلقها الرب بنفسه ولم يخلقها الانسان؟
المهم فلقد ارسلت لي احدى المعلقات رسالة خاصة اتهمتني فيها بالكذب لاني ذكرت في احدى تعليقاتي بان الراهبات في الدنمارك يمكن لهن الزواج ولقد وجدت مقالة عن قس دنماركي بول بو سورسن متزوج وله اطفال و بالامكان الاطلاع على المقالة في الهامش يتحدث فيها عن تاثير عمله كقس في اوقات النهار واحيانا المساء على علاقته بالاسرة الزوجة والاطفال .
ووضعت في الهامش صفحة عن ماذا تفعل الكنيسة الاوكرانية عندما ترسل قساوسة الى ايطاليا فانها تختار القس الغير متزوج كي لاتسبب بمشكلة مع بابا الفاتيكان رغم وجود قساوسة اوكران متزوجون يعيشون في ايطاليا وكذلك الكنيسة الالبانية فيها قساوسة متزوجون وغيرهم .

على كل حال ان موضوع العزوبية لدى القساوسة والراهبات تعرض للكثير من النقاش والجدال هنا في الغرب حيث هناك اصرار كبير من بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر على ابقاء قانون العزوبية رغم مطالبة العديد من القساوسة والراهبات بالغائه باعتباره قمع لحاجاتهم الطبيعية .وعلى مدى سنين عديدة كان اللاهوتي هانس كونغ يطالب بابا الفاتيكان بضرورة بحث موضوع العزوبية في الكنيسة الكاثوليكية والغائه وحتى ان مطران الكنيسة الاسكتلنيدية طالب القيام بتحقيقات داخلية ضمن الكنيسة حول ازمة الاعتداءات الجنسية على الاطفال واجراء دراسات وبحوث علمية حول ماذا اذا كانت فرض قانون العزوبية في الكنائس هو سبب حدوث هذه الاعتداءات الجنسية على الاطفال. الا ان ارجال الدين في الكنائس الكاثوليكية يمتنعون من مناقشة موضوع العزوبية في الكنائس الكاثوليكية وتاثيرها عليهم . المهم انا لااريد مناقشة تشريعات الاديان لانني اعتبرها مسالة شخصية بين المؤمن وربه ولكن تحتم علي اختيار هذه المقالة بعد ان تم اتهامي بعدم صحة المعلومات التي قدمتها حول الزواج ولم اقل علاقات عاطفية في الكنيسة.

مكارم ابراهيم

المصادر

المقالة المترجمة
http://www.elcroquis.dk/artikler/coelibat.html

مقالتي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=254855

مقالة عن الرسائل التي ارسلت لبابا الفاتيكان حول المطالبة بالغاء قانون العزوبية

http://www.italy.dk/samfund/kirken_pr%E6sternes_kvinder.html

مقالة عن احد القساوسة الدنماركيين يتحدث عن تاثر عملة على الاسرة الزوجة والاطفال
http://www.kristeligt-dagblad.dk/artikel/104755:Kirke---tro--Praester-har-ondt-i-samlivet



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق!
- الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!
- موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا
- ليبيا نعم والبحرين لا!
- لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟
- لنهنئ المراة في عيدها على الانجازات التي حققتها
- ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - تناقضات العزوبية عند الراهبات