أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - سلام .... لأمي














المزيد.....

سلام .... لأمي


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 12:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ستة عشر عاما ..
ولم أر وجه أمي ,
لم أشم رائحة المنظفات في يديها
ونكهة مطبخها .. وتفاح قلبها ..!

ستة عشر عاما
ولم أجلس على مقعد حديقتها
وزاوية غرفتها الدافئة كيديها الكادحتين .

ربيع يمر .. وفصول تتراكم
خريف تلو خريف .. وفصول تذهب
ورحيل يطوي رحيل
وأعياد الأرض تزورني منفردة كغربتي
دون وجه لقديسة بيتنا ..!
إنها الصورة
الصورة فقط -
تلك الأيقونة التي أقف أمام ملامحها
وأغور في نقاء الأمومة ....وطيب القلب الذي تحمله بين أضلاعها -
والجرح كبير .. يمزق أزياء جسدها الأبيض
ليسدل الوشاح على الرأس ..
ويؤطر مساحة جمالية بعيدة في الوزن .. والمعنى
والشكل .. والمضمون .. والإنسانية الي تنتمي إليها في
خط القداسة والطهارة -..
تلك هي أمي .
تلك هي أمي وصورتها ( اللوحة ) الي أحتفظ بها حتى في منفاي -
إنها الإرث الوحيد .. الأغلى من بين معارض الأرض
وربيعها ... ويوم أزهارها
21 اّذار .

إنها الزهرة الدائمة العطر .. تفتح في دربي .. وطريقي
كلما سرقت الفصول من تقويم حياتي
أرى أمي ..
تلك الساعة .. التي تدق لي - وقفة النهوض - لإعتلاء قوس الحرية
في زمن توقف الوقت فيه .. ومسحت الأرقام الصعبة ,
إنها الكتاب
الذي أفتحه .. كلما سدّت منافذ الذاكرة .. واعتقلت منابرالخطابة والحوار
والحرف والكلام الجديد -
نعم ...
هي الأم .. هي الرمز , البيت , وركن العائلة الأيمن .. وروحها
التي تنسل من مائدة الخبز العائلي لتستمر .. لتبقى .. لتتوالد وتغذي
تربيتنا اليومية .. بقاموسها الللامتناهي من قربان التضحيات والقيم .. والمثل
وعطاياها المديدة .
يا لها من كنز فقدناه
فقدته عائلتنا .. يوم فقدنا الوطن والأرض .. والذكريات
رحلت يا أماه ولم ترحلي -
وأنا كذلك .. رحلت عن الوطن ولم أرحل -
فجسدك هناك .. والأعمال , والأقوال , والأفعال
محفورة في كل ذرة تراب وقمة جبل .. وذكرى أعياد الأمهات الفاضلات ,
قلبك .. كلماتك .. هناك .. وترابك المنعش الطاهر
فوق ثرى الوطن .. بين نسمات الخير .. يعطينا الإنتماء والإعتزاز ,
تعيشين معي .. في صلاتي اليومية
في كنيستي , في بيتي , في سلوكي , وتربيتي .. وخيالي وأعمالي
وأقوالي وكتاباتي ... والكرامة .

في كل يوم أغمس القلم بماء العيون .. والينابيع الدفاقة
أعمال خير وإنسانية
إنك الأحلى .. والأغلى
إنك الطفولة .. والمراهقة .. والشباب والأمومة
إنك جزء كبير من بناء شخصيتي .. وأساس متين صلد شامخ ,
أتكئ عليه وأبني به برج المراقبة والإطلاع .. والتنبؤ عن بعد ,
إنها الأصالة .. الأصالة الشعبية .. والبساطة الإنسانية
إنها أمي
أم البسطاء والمتواضعين .. واليتامى , والعجزة , والفقراء ,
أم المثقفين والمناضلين والسجناء .. والأحرار , أم الصامدين والشرفاء
والمبعدين .. أم كل المتعبين .
أمي
إبنة الريف .. وإبنة المدينة والعاصمة .. وأميرة المحبة
إبنة العائلة العاملة الكادحة ( أول حلواني في البلدة ) بقيت أمينة ووفية للطبقة التي أتيت منها -
لم تتكبري عليها ولم تخونيها - , إبنة الوطن البارة الصالحة لكل تربة خصبة نبني ونزرع حدائقنا
المعلقات في ساحات الشرف والتضحيات والوطنية الحقيقية المكتوبة بالعرق .. والدم .
يا لها من كتاب ثمين .. وراية خفاقة فوق جبالنا السمراء
كتاب في الأخلاق .. والإيمان , والعطاء اللامحدود
خيمة نستظل تحتها وبدفئها أوقات الزمن الصعب .. والتاريخ الأصعب .. والأثقل
إنها التحدي والعنفوان والمجد .. والشموخ .

فيا أيها النوروز ..)..
سلام عليك .. وأهلا بك .. وسهلا في ربوع الأرض قاطبة
وسلام .. وصباح فيروزي
للأمهات جميعا ... وألف قبلة وتحية
وأهلا بك يا عيد الأرض والطبيعة .. والجمال
وعيدا للخصب .. والخلود أبدا
لأنك عيد الأم
عيد لأمي .. وذكرى أمي .. ونداؤها
يوم عطرها .. ورائحتها .. ورائحة ثوبها
وبهاء وجهها .. وعرق جبينها
فلنكرم هذا اليوم بما يليق .. كل حسب طريقته , وأسلوبه .. ولغته -
أنثر خزامى البراري
وبخور مريم
ووردة حمراء جبلية
على قبرها الحجري
يارسائلي ..
زوريها عني .. وقبلي روحها الملائكية
فعطر الأمهات يعطر السماء .. والأرض .. وذرات الربيع
فوق التراب .. وتحت التراب
الأم جزء من قلب الله -
جزء من القلب المقدس المبارك
جزء من المحبة .. هو من قلب الله ..!
كل العطاء .. كل العطاء
وكل السلام
والفرح
والمسرة ...!!
1996 - 21 اّذار - لبنان - من مؤلف رسائلي -



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة الشرق ...
- ثلاث سنين ..
- إلى مانديلا ,, نسر القرن العشرين
- خواطر .. زوجة سجين - القسم الأخير
- لوحات ... بلا عنوان
- الكلمة الأخيرة .. ولا هي الأخيرة
- سمسرة الخطف .. تنتقل إلى العراق
- الكلمة رقم - 1
- لاهاي ( دنهخ ) .. ساحة للثقافة .. والسياسة
- فلسطين في القلب ...
- مراسيم .. ملكية
- نحن في الريف .. نعشق الزهرة .. والكتاب
- كلمتي ... رقم 6
- في البدء كانت الكلمة
- الكلمة ... رقم 2
- حمالون نحن ..
- الى لبنان الأخضر
- خواطر .. زوجة سجين – القسم الثالث
- خواطر .. زوجة سجين – القسم الثاني
- خواطر .. زوجة سجين


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: من المستحيل إجبار أحد على ارتداء الحجاب أو ...
- أشرف حكيمي يعلق على تهمة الاغتصاب و-الكرة الذهبية-
- من النبطشية إلى السخرة .. تدهور معايير العمل اللائق في مصر
- بالدعم المستدام والتمكين الحقيقي.. مؤسسة قطر تعكس إستراتيجية ...
- 662 معتقلا بينهم 39 طفلا و12 امرأة في الضفة الشهر الماضي
- طالبان تغلق مئات صالونات التجميل في كابل وتقصي 60 ألف امرأة ...
- القمع يتصاعد ضد النساء في إيران
- وفاة امرأة و3 إصابات جراء اندلاع حريق في موكبين بمهران
- اعتقال أميركية انتحلت صفة ممرضة وعالجت آلاف الأشخاص
- ما سر المشاركة النسائية المرتفعة في زيارة الاربعين؟ +فيديو


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - سلام .... لأمي