محمد عدّة الغليزاني
الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 21:19
المحور:
الادب والفن
عَيْنُ الجمِيْعِ على الشّآمِ لحاجَةٍ *** عيني أنا تَبكي الشَّآمَ مُصابا
و يَسِيْلُ دَمْعي مِثْلَ سَيْلٍ جارِفٍ *** كَيْفَ الهوى في القَلْبِ صارَ عَذابا
هذي المدِيْنَةُ ما رَأَتْ يَوْماً وَغىً *** إلا وُروداً تَرْتَدي أَثْوابا
وعِناقَ أَهْلٍ باختِلافِ مَذاهِبٍ *** فلَقَدْ نَسَتْ في نُطْقِها الأَلْقابا
كُلُّ الحضاراتِ التي مَرَّتْ بها *** جاءَتْ لها حَجًّا ولَيْسَ إِيابا
يا شامُ يا أُمَّ الرَّوائِعِ كُلِّها *** يا مَنْ تُثِيْرُ بعِطْرِها الأَطْيابا
يا مَنْ بَقَيْتُ بحُبِّها طُوْلَ السِّنِيْـ***ـنِ فما هَرِمْتُ...بلى..بَقَيْتُ شَبَابا
ماذا أَرى و العَيْنُ تُرْهِقُها الرُّؤى *** و لَظَى الدُّمُوْعِ يجَرِّحُ الأَحْبابا
كَيْفَ الملِيْحَةُ لا يُثِيْرُ خمارُها *** كَيْفَ الكُرُوْمُ تُقاطِعِ الأَعْنابا
آهٍ على زَمَنٍ كنَارٍ تَأْكُلُ *** الأَزْهارَ و الأَشْعارَ و الأَعْشابا
آهٍ على عَرَبٍ رَأَيْتُ طِباعَهُمْ *** كضَرائِرٍ في حُبِّهنَّ حَرابى
فلِمَ الجُحُوْدُ و كُلُّ منْ قَبَّلْتِهِ *** في فِيْهِهِ صارَتْ لَهُ أَنْيابا
طالَ الزَّمانُ وما تَغَيَّرَ حالهمْ *** بعضُ الأَكالِبِ يُصْبِحوْنَ ذِئابا
يا سَعْدُ خُذْ منّي الكَلامَ مُفَصَّلا *** مَهْما شَدَوْتَ فلَنْ تَصِيْرَ رَبابا
فدِمَشْقُ لَيْسَتْ طِفْلَةً سَتُخِيْفُها *** منْ ذا يخافُ إذا رأى سِنْجابا
فيها رِجالٌ بالنُّهى مَسْجُورَةٌ *** فيها نِساءٌ تُثْلِجُ الأَعْصابا
الشّامُ عِطْرٌ في الحَياةِ مُقَدَّسٌ *** و الشّامُ لحنٌ يَأْسِرُ الأَلْبابا
و الشّامُ أحلى جَنَّةٍ في أَرْضِنا *** أَبَداً...محالٌ أنْ تَكُوْنَ خَرابا
أنا لا أُغازِلَ أَيَّ شَخْصٍ غَيرَها *** فقَصائِدي لا تَعْبُدُ الأَنْصابا
15/04/2011
#محمد_عدّة_الغليزاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟