أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - انبعاث بوح القصيدة















المزيد.....

انبعاث بوح القصيدة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 04:04
المحور: الادب والفن
    


تأمُّلات موشَّحة بأسرارِ الغمام


إهداء: إليكِ أيتها المتعرِّشة في بوحِ القصائد

......،
هل اسمك يعني زهرة، وجنة الخميلة، حفيف غيمة، انبعاث بوح القصيدة، وجع الحرف وهو يتصاعد نحو غمائمِ الأعلى، نحو هلالات بخورِ المحبَّة، هل تنامين بين صمتِ اللَّيل وحنين المروج، تحلمين بسيمفونية الفرح الآتي عبر فيافي القصيدة، أم أنكِ تزرعين في كلِّ يومٍ حفاوةَ الياسمين فوق أخاديدِ المحبَّة، محبّة انغماسِ الحبر في لواعجِ القصيدة، تشبهين قصيدة لم تخطر على بال، أوجاعَ الحنين إلى أحلامِ الصِّبا، خرير النَّعيم فوق أنهارِ المودّة، تنضحين مثلَ نكهةِ البيلسان فوقَ تلاوين منسابة فوق بكورةِ اللوحة، تنقشين وَشمَ الحنينِ فوق جنوحِ الموجة، موجةُ تعانق موجة وأنتِ تتأمَّلين عبور السُّفن التائهة في أعماق الغربة، تبحثين عن ظلالٍ مريحة تستريح في ربوعها أطيافُ القصيدة، أوجاعكِ تنمو مثلَ بتلاتِ النَّفلِ، مثل أسرارِ أريجِ النارنج، أوجاعكِ تضاهي أوجاعَ القصيدة!

هل تزنَّرتْ في مرافئِ روحكِ تيجانُ أزاهيرِ غيومٍ ماطرة، ينبعثُ من عينيكِ ضياء حلمٍ مشبّع بحبقِ النَّسيم، هل يغفو قلبكِ وأنتِ غائصة في أحضانِ الليل بين أسرارِ القصائد، تتناثرين مثل المطر فوق أراجيح غربة الروح، تشبهين نسائمَ الليل المتمايل على إيقاعات ترتيلة الحياة، اسمكِ يشبه حبرُ الخلاص، خلاصُ النَّهارِ من مآسي الحروب، حروبٌ تجتاح مهجةَ الشعر، تقتلُ نضارةَ الوردة، وحده الشعر ينتشلنا من غورِ المهالك، من طيشِ انشطارِ البيارق، تخبو بيارقُ الحروب تحت تيجانِ القصائد، وحدها القصيدة تنقذنا من هول المعارك، تمحق ضجرنا من هذا الزمان، تنيرُ أرخبيلاتِ الحلمِ، ترسم خارطة مفهرسة بألوان النَّدى، يسطع أسمكِ مثل قصيدة وارفة فوق منائرِ النهار، يتراقصُ مثل غزالة الشعر فوق أسرارِ المدائن، اسمك بشارة خيرٍ فوق لظى المسافاتِ، أسمكِ منعبثٌ من أحلامِ وردةٍ مسترخية فوق موجةٍ منحازة إلى أعماقِ كنوزِ البحار!

تنبعث أحلامكِ مثلَ أحلام العصافير وهي تزغرد قبلَ أن تحلّق فوق أمواجِ البحر، كيف تتراءى أحلام العصافير والنَّوارس المهاجرة، هل تكتبين القصيدة من وحي اهتياج القلب شوقاً إلى أزقّة الطفولة، أم أنكِ مسكونة بلوعة الحرف على امتدادِ تخومِ العمر، الطفولة ملاذٌ آمن، تهفو روحكِ إلى رسم عوالمِ طفولةٍ مترعة بأزاهير المحبة، محبّة أجراس النواقيس وهي تنقش ابتساماتِ الهلال فوق خدود الأطفال في ليالي الميلاد، ليالي المحبّة، محبَّة المروج الممتدة على مدى الحنين، محبَّة الجبال وهي ترنو إلى نجمة الصباح، محبَّة الغيوم الهاطلة فوق وداعة الحنطة، محبَّة الصباح وهو ينشقُّ فرحاً فوقَ بهاءِ الوردة، كم من التأمُّل حتى تماهت عيناكِ مع حبور الطفولة، تمعنين في تلألؤات النجوم في ليلة متهاطلة بأريج القصائد، هل يراودكِ أن تصبحي غيمة ماطرة تهطل فوق بيادرِ الذاكرة المهفهفة بعناقات الطفولة؟!

... ... ... .... .... .... ...... .... ... .. ... ..... .... .... .... .... .... ...... .... ..... .... ..... ... ..... ...... ... ... ......؟!

ترفرفين فوقَ شهيقِ البحار، بحثاً عن نوارسٍ مهاجرة، بحثاً عن قطرات النَّدى التي تناثرت فوقَ صباحاتنا ونحن نحطُّ فوق بحيراتِ قطبِ الشِّمال، تتبرعم القصائد في ليالٍ مكلَّلة بعبقِ الياسمين، تترعرع على أنغامِ هديلِ الليل، تشمخُ عالياً كأشجارِ النَّخيلِ، كأوجاعِ الكروم المتدلِّية بعناقيد العنب، وحدها الكلمة تخفِّف من أوجاعِ البحار، هل للبحارِ أوجاعٌ مماثلة لأوجاعِ العشاق، أم أنَّ البحار تحلمُ ليل نهار أن تسقي أشجار المجرّات، تعبر القصيدة زرقة السَّماء، ترغب أن تغفو بعيداً عن انشراخِ الآهات!

اقتنصُ عذوبة القهقهات من لحظاتٍ عابرة، موغلة في حفاوةِ التجلّي، تتراقص الحروف فوق أجفاني، تريدُ أن تغفو فوقَ أراجيح الطفولة، فوق بسمة الروح وهي ترنو إلى محطاتِ عمرٍ مضى غفلةً، يمضي عمرنا كغمضةِ عين، يرحلُ في أعماقِ السَّديم، أكتب بغزارة متهاطلة كندَفِ الثلج، بشراهة كبيرة، تتناثر النصوص والقصائد في أركان صومعتي، فأبوِّبها لكنها تشاكسني كلما أتركها بعيداً عن مهاميز حرفي، تحنُّ إلى حفيفِ حبري، تغفو القصص فوق صدري، والقصائد فوق ظلال القلب والرسوم تلوذ فوق مرافئ الرُّوح، فأهرع إلى لملمة هذه العناقيدِ المزدانة بتوهُّجاتِ الاشتعال، أول البارحة أنجزتُ حواراً حول خضاب اللَّون لوني، كنت تائهاً في معمعانات قصائد عشقية فرحية اغترابية عديدة، عدت إلى توهجات القصائد، غائصاً في متاهاتها، اقتنص وردة تائهة في مهبِّ العناقِ، وأفرشها فوق بسمة الشوق إلى كروم المالكية، لعلِّي أعبر جهة الحنين وأحطُّ الرِّحالَ في ربوع حلب، مدينة طريّة، مفتوحة على أغصانِ الودادِ، تخاطب مدارجَ التَّاريخ، وتتلهَّف بشوقٍ عميق إلى جموحِ المدادِ، مدينة من لون البياض، من لون البوحِ الحميم، أحنُّ إلى أزقَّةِ سليمانية، حلب مدينة وديعة، تحتاج إلى أجنحة مفروشة بشموخٍ كبير كي تعانق نجيمات الصَّباح في أوجِ انتعاشِ الليل!

هل تحنّين إلى ظلالِ الكروم في صباحات الصَّيف، أم أنَّكِ غائصة في قصصك وأشعاركِ تنتظرين ابتساماتِ الشَّفق،
تبحثين عن مغائر الحرف، لكنه يتوارى بعيداً فتلتقطينه وهو يهفو إلى براعمِ غيمة، إلى انسياب تفاصيل هفهفاتِ الدمعة، هل تكتبين نصَّكِ وأنتِ هائمة، مسترخية فوق وجنةِ اللَّيل، تنتظرينَ عودة السنونو في صباح باكر على إيقاعات موسيقى الروح، أم أنكَ مبعثرة بين ارتعاشاتِ القلبِ واهتياجِ الروحِ الى دفءِ القصيدة، حيث أراجيح الطفولة تزداد تلألؤاً في فيافي الذاكرة، تشبهين غمامة تائهة في وجه الرِّيح، كلَّما تحاولي أن تحطِّي فوق بساتين الحنين، تنقلك مويجات النسيم نحو غابات مكلَّلة ببهجة القصائد، يذهلكِ الحرف عندما يطاوعك ويترجم ذبذبات قلبك وهو يرنو بحنان كبير إلى مرافئ الطفولة، تتوهين بين أزاهير الصبا وخصوبة الشباب، تقطفين وردةً مائلةً على مرافئ القلب ثم تقدِّمينها إلى شاعرٍ تائهٍ بين تلافيفِ الغمام!

ستوكهولم: 30 ـ 4 ـ 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]




#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين إلى ذاكرة من بكاء
- تبذرُ القصيدة بخورَ المحبّة 40
- موجةُ بحرٍ هائجة 39
- غيمةٌ تائهة في مذاقِِ العناقِِ
- سموّ نحوَ الأعالي 38
- وشوشاتُ البحرِ تبلسمُ صباحي 37
- أيّتها السَّاطعة بينَ موشورِ القصائدِ 36
- أنثر وردتي فوقَ لواعجِ الحنين!
- كيفية ولادة القصيدة
- وما مللنا من المللِ 35
- غربة مستشرية في شواطئِ روحي 34
- تشطحُ أحزاني فوقَ جبهةِ الحرفِ 33
- أين سأهربُ من دفءِ القصيدة؟! 32
- على خدودِ اللَّيلِ قبلة 31
- تزهرُ أحزاني مثل بتلاتِ الزُّهورِ 30
- يا وشاحاً مذهّباً بخصوباتِ القصائد 29
- الشِّعرُ بهجةُ خلاصي من ضجرِ الحياةِ
- رقصٌ منبعثٌ من تجلّياتِ الاشتعال
- 26 سليمة السليم
- جنّتي المفتوحة على شهيقِ اللَّيل


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - انبعاث بوح القصيدة